الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

تميم منصور- هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟

كل العرب
نُشر: 29/10/10 13:18,  حُتلن: 15:16

تميم منصور في مقاله:

السعودية عقدت في الماضي القريب والبعيد صفقات لشراء الأسلحة من كل من بريطانيا وفرنسا

اذا توهم السعوديون أنهم قادرون على حماية نظامهم الخارج عن دروب العصر بواسطة هذه الأسلحة فهم يخدعون أنفسهم وكل الجهلة الذي يصدقونهم

باسلوب الخجول من نفسه والمستسلم لارادة أسياده وبؤسه وهزيمته، تناولت بعض الأقلام العربية والفضائيات نبأ صفقة العصر اذا جاز تسميتها بين الولايات المتحدة وبين عشيرة (بني عنيزة) المسيطرة على مقدرات الحكم في معظم الجزيرة العربية منذ ثمانية عقود.

اعترف الجميع أن ريع هذه الصفقة 60 الف مليون دولار، انه منبع رهيب بالنسبة لعشرات الدول في العالم خاصةً في أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، أهميته أنه لم يستثمر في اقامة مشاريع تنموية أو اطعام الجوعى في العالم ومن ضمنهم الدول العربية بل سيتم اضاعته مقابل شراء كميات من الأسلحة لا أحد يعرف تفاصيلها لأنه غالبيتها ستبقى ارقاماً وهمية أو خرداوات تحتضنها المخازن في صحراء الدهناء والربع الخالي وجبال جيزان ونجران، نعم أطنان من العملات الورقية والمعدنية تعبث بها زمرة لها عالم أخر يختلف عن عالمنا تقدمها بمثابة جزية لحكومة اوباما المفلسة أحد المغضوبين عليهم حسب الأية الكريمة وأين المسلم حسين لعله يستطيع الوقوف على أرجله وشراء ذمم المواطنين الأمريكان الذين فقدوا ثقتهم به رغم أنه رئيس أبيض بوجه أسود بجرائمه وأعماله ودعمه لاسرائيل.

جبل الدولارات
هذا الجبل من الدولارات يعبث به ملك السعودية الخرف الأمي دون أن يعرف قيمتها ودون ان ينضح جسده الواهن نقطة عرق في جمعها، هذه الصفقة بالنسبة له لا تختلف عن السيوف والقلائد الذهبية والمجسمات التي قدمها ولا يزال يقدمها لكبار الساسه في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا، ان المال كالأرض من ملكها بدون جهاد واجتهاد يهون عليه التفريط بها.
لقد عقدت السعودية في الماضي القريب والبعيد صفقات لشراء الأسلحة من كل من بريطانيا وفرنسا لكنها لم تتجاوز سدى هذا المبلغ واتضح أن الغاية الحقيقية منها كانت دعم النظام والخزينة في هذه الدول رغم أنها كانت ولا زالت كالبق امتصت دماء وثروات شعوب الشرق الأوسط بعد إنهيار الدولة العثمانية.

أضخم صفقات بيع الأسلحة
اليوم مطرح أكثر من سؤال واحد حول هذه الصفقة التي تعتبر من أضخم صفقات بيع الأسلحة في العالم، هل السعودية بحاجة الى مثل هذه الكميات من ألاسلحة؟ اذا توهم السعوديون أنهم قادرون على حماية نظامهم الخارج عن دروب العصر بواسطة هذه الأسلحة فهم يخدعون أنفسهم وكل الجهلة الذي يصدقونهم، ما يحمي السعودية ونظامها هو طريقة نظام الحكم فيها الذي يستثمر الدين للتغطية على فساده وبطشه وتحكمه برقاب الأخرين.
هذا النظام يستحوذ ويسيطر على مجموعة كبيرة من الفقهاء الوهابيين الذين يسوقون المواطنين خمس مرات في اليوم إلى المساجد بعد أن سيطروا على عقولهم كما أنهم يغرقون المواطنين بالفتاوى التي يبتدل عونها كل يوم حول قضايا تافهة تدور حول المرأة وتحريم السياقة وأنواع الزواج واطاعة اولي الأمر، انهم لا يشجعون المواطنين في السعودية على الابداع والانفتاح.

 لا حسيب ولا رقيب له
النظام قادر على حماية نفسه ايضاً كونه نظاماً مغلقاً لا حسيب ولا رقيب له، شلة من الأمراء يسيطرون على مقدرات شعب جائع وضائع لا عدل فيه ولا مساواة، هذه الشلة تتبع نهج وتفكير الغربيين الذين يعتبرون العرب مجرد طاقة نفطية والأنظمة مجرد شرطة تقود الناس الى الصلاة أو أحزاب تدافع عن الله شلة تحصر وتحاصر شعبها، حريته وحقوقه لا يتعديان الخضوع والطاعة، شلة توجه ثروة بلادها لتقوية نفسها، شلة جعلت من الجزيرة العربية سجناً كبيراً للفقر والبطالة والأمية والعبودية.
غالبية الدول الأوروبية ومعها الولايات المتحدة تسهر على حماية النظام في السعودية من خلال اساطيلها وطائراتها ومئات الألوف من جنودها المتواجدين في قواعدهم في دول المسخ المحبطة بالخليج الفارسي، من أين يأتي التهديد لهذا النظام؟ من ايران: كيف يمكن لايران أن تهدد السعودية؟ ولماذ تهددها؟ ان مصلحة ايران اليوم توطيد علاقاتها مع دول الجوار لأنها في شبه عزلة، لقد اعترف "كرزاي" الرئيس الأفغاني أن ايران دعمته بمبالغ من الأموال رغم أن افغانستان قابعة تحت جزمة الاحتلال الأمريكي.

القاموس السياسي
هذا يؤكد أن القاموس السياسي يتغير كل يوم وأن اللغة السياسية أكثر اللغات حركة واهتزازاً مع ذلك تبقى ايران تقف في مقدمة الدول الداعمة لسوريا وللمقاومة في لبنان وفلسطين ضد الاعتداءات الاسرائيلية وألهمجية الامبريالية. من تبعات هذه الصفقة أن الولايات المتحدة ومعها جميع الأنظمة العربية الرجعية يعتبرون السعودية خط الدفاع الأمامي عن مصالحهم كما يعتبرون في المقابل جميع فصائل المقاومة وحركات التحرر العربية خطراً عليها أشد ألاف المرات من خطر اسرائيل وما زج ايران داخل هذه الدائرة الوهمية الا لاثارة النعرات والاحتراب الطائفي بين السنة والشيعة.

الجيش السعودي وقدراته
اصدقاء السعودية وحلفائها يعترفون أن الجيش السعودي وقدراته لا يتسعان استيعاب مثل هذه الكميات من الاسلحة لأن عقلية قيادته وضباطه ما هي الا جزءاً لا يتجزأ من عقلية مليكه ومساعديه الفاسدة وقد اعترف المراقبون أن عدد الطائرات التي يملكها هذا الجيش يساوي خمسة أضعاف عدد الطيارين المدربين وأكدت الحرب الأخيرة بين هذا الجيش وبين المتمردين الحوثيين في شمال اليمن مدى محدودية قدرات الجيش السعودي فقد هزمه المتمردون رغم أنهم حفاة وعراة، واعترف وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في أخر مؤتمر صحفي عقده بعد وقف اطلاق النار بين الطرفين عندما سألوه عن عدد خسائر جيشه اعترف أن جيشه خسر حوالي 400 جندي اضافة الى الجرحى والأسرى والمفقودين.

السلاح المتطور
هل هذا الجيش قادر على الاستيعاب والتحكم بكميات كبيرة من السلاح المتطور والحديث بقيمة 60 مليون دولار؟ انها كذبة ونكتة ومهزلة واستسلاماً ومنحة مالية تقدمها السعودية لأن النظام فيها يؤمن بأن الشعب الأمريكي أحق بهذه الأموال من الجوعى في مصر والسعودية والسودان وفلسطين والمغرب وغيرها من الوطن العربي الساكتين على جور حكامهم.

مقالات متعلقة