هانية صبارة

الزيارة جاءت بيوم العيد الوطني الهنغاري

بدأ العمل لمدة 6 شهور لترتيب الرحلة واستمرت الزيارة لمدة 8 أيام،وضم 34 من جوقة الياسمين

جوقة سان انجلا أدت مقطوعات موسيقية من الفلكلور الهنغاري والغريغوري الهنغاري ومقطوعات اخرى لموسيقيون أوروبيون 

"لأنها الموسيقى لغة هذا العالم الموحَّدة والموحِّدة، ولأنه الصوت البشري الحي. أجمل آلة موسيقية من عطايا الطبيعة. ولأنه الغناء الجماعي، أنقى مثال على الوحدة والألفة والسلام، نرفع إليك أيتها الموسيقى، صلاة القلوب التواقة إلى لحظات بيضاء نقيّة، من المحبة والسلام".

 

بهذه الكلمات استهلت جوقة سان انجلا الهنغارية وجوقة الياسمين المقدسية، الأمسية المميزة في قاعة الايماكولاتا بدير المخلص ومقرها في باب الجديد داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس، بتنظيم من معهد المانيفيكات لتعليم الموسيقى في القدس، توحدت البلدان على أنشودة النشيد الوطني الفلسطيني والهنغاري في زياراتها الأولى للأراضي الفلسطينية، مما أثار استغراب سامعيه من الحاضرين وادخل بعدها الفرح والسرور..

ستابات ماتر ولفيرنس في القدس
وقد ادت جوقة سان انجلا مقطوعات موسيقية من الفلكلور الهنغاري والغريغوري الهنغاري ومقطوعات اخرى لموسيقين أوروبيين مثل ستابات ماتر لكودلي وافيه ماريا ستيلا لفيرنس، بحضور قنصل هنغاريا في تل أبيب ديمتري سنسف ، والممثل الهنغاري في الأراضي الفلسطينية كسابا سيزيبري، والمونسنيور كمال بطحيش، وهانية سوداح صبارة رئيسة المعهد وقائدة جوقة الياسمين.
وعن العلاقة القوية التي تربط هنغاريا والمانيفيكات لتعليم الموسيقي أوضحت هانية سوداح صبارة في تصريح خاص لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب، أن الصدفة الذي جمعت البلدين عندما كانت احد العروض الذي أدتها جوقة الياسمين من معهد مانيفيكات بحضور ممثل قنصلية هنغاريا في الأراضي الفلسطينية برام الله، وأبدى إعجابه بجوقة الياسمين وبدأت فكرة بأن يتم استضافة الفرقة في هنغاريا.

العيد الوطني الهنغاري يعانق ياسمين القدس
وقالت صبارة: " بدأ العمل لمدة 6 شهور لترتيب الرحلة حيث كانت بشهر آب واستمرت الزيارة لمدة 8 أيام، وضمت 34 من فرقة جوقة الياسمين وتتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات 12 عاماً، وأضافت صبارة، أن الزيارة جاءت بيوم العيد الوطني الهنغاري وتم مفاجئة الحضور بأنشودة النشيد الوطني بأفواه أطفال جوقة الياسمين".
ووصفت صبارة الزيارة لهنغاريا بأنها كانت من العمر حيث أدت جوقة الياسمين امسيات عدة في هنغاريا، حيث تعرف المستضافون من هنغاريا على عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني وعن الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، حيث تم استضافة الأطفال داخل منازل أبناء العائلات الهنغارية.

النشيد الوطني الفلسطيني يعلو في سماء الحصار 
وعن الشعور الذي لم يوصف خلال النشيد الوطني الفلسطيني بأفواه هنغارية قالت:" خلال زيارتي لهنغاريا حضرت مفاجئة لهم وهي تعليم الجوقة النشيد الوطني الهنغاري فتم التقدير لهذا الشئ، واليوم قاموا بمفاجئتنا بجوقة النشيد الوطني الفلسطيني بأفواه هنغارية وفلسطينية ، وأكدت صبارة، بصعوبة جدا أن نكون في مدينة القدس تحت السيطرة الإسرائيلية لهذه المدينة المقدسة وأن نرتل النشيد الوطني الفلسطيني.
ووجهت رسالة للعالم العربي والأوروبي والفلسطيني بان يشاهدوا عن كثب ما يقوم به المعهد الموسيقي في القدس من تطوير المواهب الموسيقية لدى الأطفال، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية في القدس إلا إننا مستمرون بتخريج جيل عاشق للموسيقى وتنمية مواهبهم، وطالبت صباره، المؤسسات التي تعنى بالموسيقي أن تبدي اهتمامها وإعطائها ابسط حقوقها الموسيقية.
وقالت صبارة، إن الجوقة الهنغارية افتتحت أمسيتها في القدس، ومن ثم في مدينة رام الله، ويوم الأربعاء سوف تحي أمسيتها في مدينة بيت لحم، وأضافت صبارة، أن الجوقة الهنغارية تتكون من 39 شخصا من هنغاريا بمرافقة الأب روبرت مدير المدرسة.

جمال الموسيقى يعلو من هنغاريا إلى القدس
وقد شكرت صبارة كافة المؤسسات والافراد التي دعمت هذه الزيارة بداية من حراسة الاراضي المقدسة وعائلات جوقة الياسمين وجوقة المانيفيكات والممثل الهنغاري في الأراضي الفلسطينية كسابا سيزيبري، ونصار خميس وسلور قفعيتي وشيبردز تورز ودوناتو اماتو تورز واطلس تورز وجيرو تورز وباتيسيري سويس وعائلة فروجي و بيلجرانيو يوبيلوم جيروساليم وونهاية بالمكتب الهندسي س.ا.ت.د.والتي لولا دعمها لما تحققت هذه الزيارة.
بدوره أكد المونسنيور كمال بطحيش في تصريح خاص لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب، أن جمال الموسيقى بأنها تجمع بين بلدين، ومع اختلاف اللغة والموسيقى والصوت إلا أن صداقة الموسيقى جمعت الفريقين والبلدين حتى استطاعوا بأن ينشدوا نشيدين الفلسطيني والهنغاري بأفواه وأصوات مَجريه وفلسطينية.

أوروبا توحدت خلف اتحاد ونشيد!!
وقال بطحيش:" أتمني بان يكون هذا الموقف مثالاً للعالم حتى يعرفوا بان البشر بشر، واذا بقينا نشبع آذاننا بصوت القنابل والصراخ والألم،.وإذ ما أطلقنا في قلوبنا العاطفة وهي عاطفة الموسيقى والتي تعبر عما يجول في خاطرنا، بحياتنا ما راح نكون قريبين من بعضنا البعض وسوف نطرش أذانا وعقولنا وأرواحنا وقلوبنا للأبد".
وأكد أنه مهما اختلفت الموسيقى إلا أن الألحان واحدة والأغنية واحدة بأنغام مختلفة، وتسمع الصوت العربي نشيد فلسطيني بأصوات هنغارية وما اغلى النشيد الوطني على قلب المواطن.
وقال بطحيش:" إن الموسيقى تجمع دائما الشعوب والدليل أن دول أوروبا ألـ34 انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وحتى النشيد توحد بعد ان جاء النشيد من الدولة الذي حاربت أوروبا وهي ألمانيا وحد (النشيد الوطني ) أوروبا، وسرد شعار الشعب الأوروبي بالقول : "كل الشعوب ستصبح أخوة".

أمنية تحققت بزيارة القدس
قامت الجوقة الهنغارية سان انجلا القادمة من بودباست بزيارتها الأولى لمدينة القدس بجولة داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، كما قامت بجولة في أسواق وأحياء البلدة القديمة وزيارة الكنائس.
حيث تأثرت قائدة الجوقة الهنغارية غابرييلا سيمجين الذي كانت تتمنى من الرب أن تقوم بزيارة القدس وكنائسها إلا أن حلمها تحقق ولم تكتفي عن البكاء طيلة الجولة.
والجدير بالذكر أن معهد المانيفيكات الكائن في دير المخلص بالقدس والتابع لحراسة الأراضي المقدسة يوفر مكانا للتواصل والتدريب الكفؤ للاحتفالات الموسيقية لحوالي 200 طالب، من مختلف الديانات والقوميات لتعلم الموسيقى في تسع مجالات تعليمية منها العزف على البيانو، الكمان، الناي، التشيلو،الكورال،الغناء،تدريب الصوت،التأليف والعزف على الاورغن. ويعد هذا المشروع ، حدثا فنيا وثقافيا هاما للشعب المقدسي و بدون شك هو مؤشر هام للمجتمع المحلي وهو نتيجة للتعاون الثقافي ما بين الدول المعنية.