العديد من المواطنين لا يعرفون السبب الحقيقي وراء الارتفاع المفاجئ ويعتبرونه سببا مجهولا

تخزين البندورة الذي يقوم به العديد من التجار أثناء انخفاض أسعارها يؤدي إلى ارتفاع أسعارها ألان بشكل غير طبيعي

ارتفاع أسعار البندورة يعود لارتفاع درجات الحرارة وبداية فصل الصيف ما أدى لانتهاء موسم البندورة مبكراً ناهيك عن ظهور حشرة على البندورة

ام سعيد:زوجي لم يدخل البندورة إلى المنزل منذ أكثر من شهر لارتفاع سعرها 

طلال دراغمة: كميات كبيرة من البندورة تلفت خلال الفترات الماضية نتيجة الحر الشديد في الأشهر السابقة

محمد السعدي:  الجميع اصبح يقوم بالسؤال عن الاسعار من خارج المحل، فاذا أعجبته، دخل واشترى وبالغالب فان الاسعار تكون بعيدة عن اقتناع الزبائن

سعيد عابد:  معلبات البندورة ساهمت في مساعدتنا بالاستغناء عن عصر البندورة، التي كنا نقوم بها في السنوات الماضية، فاسعار البندورة حرمتنا حتى من متعة الغذاء الطبيعي بدون مواد حافظة ودخول الصناعة فيها

لم يفق العديد من مواطني البلاد بعد من مصاريف شهر رمضان المبارك وعيد الفطر والمدارس والاعراس حتى جاءت الصدمة بعد ذلك لدى العديد منهم بارتفاع ملفت جدا في أسعار البندورة والتي تعد الأكثر استخداماً لربات البيوت والمتربعة على عرش سوق الخضروات.


لون البندورة لم يعد يغري الزبائن

الاسعار المرتفعة
أسعار وصفها العديد من المواطنين بأنها باهظة ومرهقة وخاصة بأن كيلو البندورة الواحد وصل في الأسابيع السابقة إلى 23 ش.ج مما دفع بالأسر ذات العدد الكبير للاستغناء عنها والبحث عن بدائل فيما انخفض سعر البندورة هذا الأسبوع ليصل 15 ش.ج للكيلو لكن السعر يعتبر أيضا باهضا بعد أن كانت تباع بأقل من 3 ش.ج للكيلو الواحد في الأشهر السابقة.
العديد من المواطنين لا يعرفون السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع المفاجئ ويعتبرونه سببا مجهولا.

درجات الحرارة المرتفعة
ويشير احد الخبراء الزراعيين إلى أن ارتفاع أسعار البندورة يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة وبدأ فصل الصيف هذا العام مبكراً مما أدى لانتهاء موسم البندورة مبكراً وسبب اخر هو ظهور حشرة على البندورة.
ويضيف:"إن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة قضى على مجمل إنتاج البندورة في البلاد لأن شتلة البندورة تأخذ وقتها في الأرض قبل أن تثمر، على عكس غيرها من أنواع الخضار. وهي لا تعطي ثمرها إلا بعد ثلاثة أشهر من زراعتها.
وما حصل هو أن موجة الحر الشديد قضت على زهرها، فلم تثمر. وإذا ما عادت وأزهرت، فهي اليوم بحاجة إلى ثلاثة أشهر لتعطي ثمرها من جديد.


البحث عن البديل للبندورة

تخزين البندورة
ونوه إلى أن تخزين البندورة الذي يقوم به العديد من التجار أثناء انخفاض أسعارها يؤدي إلى ارتفاع أسعارها الآن بشكل غير طبيعي.

خسائر فادحة
صاحب محل للخضار في مدينة الناصرة ويدعى طلال دراغمة قال لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" كميات كبيرة من البندورة تلفت خلال الفترات الماضية نتيجة الحر الشديد في الأشهر السابقة وأن المزارعين والمسوقين تكبدوا خسائر فادحة نتيجة لهذا الأمر. أسعار كيلو البندورة في السوق المحلية وصلت إلى حدود قياسية لم تصلها منذ سنوات وأصبحت البندورة من الكماليات ولم تعد كما كانت في الماضي ".
وأكد احد تجار الخضار والفواكه أنهم أصبحوا يلجأون إلى تحقيق الربح من أصناف أخرى ويرضون بالخسارة في مبيعاتهم من صنف البندورة كونها صنفا أساسيا عند الأسر وتستخدم بشكل يومي تقريبا لكي لا يخسروا الزبائن.

طلال دراغمة

انخفاض الاسعار
وأضاف :" إنه من المتوقع أن تعاود أسعار البندورة الانخفاض بعد نحو شهر تقريبا بعد أن يبدأ محصول الموسم الجديد بالورود للأسواق بالإضافة إلى زيادة الكميات المستوردة.
احد البائعين من بلدة كفركنا ويدعى إسماعيل قال لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" الطلب على الخضار أصبح ضعيفا في الفترة الحالية، نتيجة شراء المواطنين للحد الأدنى من حاجاتهم بعد الارتفاعات المتتالية لأسعار الخضار. أسعار الخضار وخاصة البندورة والخيار شهدت خلال الفترة الماضية ارتفاعا قياسيا. هذا، ويتوقع إسماعيل استمرار مستوى أسعار البندورة نتيجة قلة المحصول.

البندورة ممنوعة عن الفقراء
البندورة ممنوعة على الفقراء، لازم نأخذ معها صورا للذكرى فقط... بهذه الكلمات البسيطة اختصر خالد أبو كريم جوابه حول الارتفاع في اسعار البندورة واصفا ان الوضع لم يعد يطاق في ظل ارتفاع اسعار المعيشه.
إحدى ربات البيوت وتدعى أم سعيد وصفت الارتفاع بأنه جنوني وأن زوجها لم يدخل البندورة إلى المنزل منذ أكثر من شهر لارتفاع سعرها مشيره إلى إنها تستبدل البندورة الطازجة بمعجون البندورة المعلبة خلال الطهي.

محلات الخضراوت في ورطة
لم يعد لون حبة البندورة الاحمر يغري الزبائن بقدر ما تغريهم أسعارها التي باتت بالارتفاع يوما بعد يوم، فينما يغفو الزبائن على سعر يتراوح بين 10-12 شيكل يستيقظ في اليوم التالي ليجد سعرها بات بين16-18 شيكل، الامر الذي أصبح يرهب الزبائن ويبعدهم عن صناديق البندورة التي تجمعت في محلات الخضراوات دون ان يلتفت اليها كثيرون من قاصدي تلك المحلات. ويخبرنا سليم أبو أحمد (عامل في احد المصانع) بالقول: " لم اشترِ البندورة على الطالعة والنازلة مثلما كنت افعل في الماضي، فقد اصبحنا نأكل اللحوم أكثر من اكل البندورة لاسعارها المرتفعة"، هذه هي الحال فأسعار اللحوم على انواعها باتت أقل تكلفة من سعر البندورة التي ترتفع اسعارها يومياً مع أرتفاع الذهب.

البحث عن البدائل
أسعار البندورة وغيرها من الفواكه والخضراوات بدأت تجعل المواطن العادي يبحث عن البدائل بالمعلبات الغذائية التي تقابلها اسعار ثابتة بعيداً عن موجة الغلاء. البعض بدأ يشتاق لطعم البندورة الحمراء التي بدأ موسمها بالسطوع، فيؤكد لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب سعيد عابد: " في الماضي كنا نقوم برمي حبات البندورة التي تبقى في الثلاجة لفترة طويلة ونشتري غيرها، لكن اليوم نشتري كيلو واحدة من البندورة ونحاول أن نبقيها حتى آخر الشهر. معلبات البندورة ساهمت في مساعدتنا بالاستغناء عن عصر البندورة، التي كنا نقوم فيها في السنوات الماضية، فاسعار البندورة حرمتنا حتى من متعة الغذاء الطبيعي بدون مواد حافظة ودخول الصناعة فيها".

ركود اقتصادي وتكديس بضائع
وغلاء البندورة لا يغضب الزبائن فقط بل أصحاب محلات الخضراوات ايضاً يشكون الغلاء، فمن منهم يفضل تكديس بضاعته على بيعها والكسب منها. عدسة موقع العرب تجولت في بعض المحلات التجارية للخضراوات والفواكه، حيث قال محمد السعدي، صاحب محلات السعدي للخضراوات، في حديث لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب: " لا يمكنني ان اصدق الركود الذي وصلت اليه الحالة. دائما تكون هناك لحظات من الركود الاقتصادي لكن ليس كهذه الفترة، فالجميع يسأل عن الاسعار من خارج المحل، فاذا أعجبته، دخل واشترى وبالغالب فان الاسعار تكون بعيدة عن اقتناع الزبائن، واذا اقتنع الزبون ودخل للشراء يقوم بتقليص الكمية إلى أقل الاسعار، ولكن هذه الحالة لن تستمر إلى ما لا نهاية، والامر بات لا يطاق".
ويبقى السؤال: " إلى متى ستستمر اسعار الخضراوات بالارتفاع، وإلى متى سيبقى الزبون بقلق من ارتفاع الاسعار أكثر لتشمل أصنافا أخرى من المواد الغذائية؟؟"