الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 08:01

بشارة يعقوب- النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض، الكاتدرائية... واستاد الدوحة

كل العرب
نُشر: 08/10/10 15:23,  حُتلن: 14:46

بشارة يعقوب في مقاله:

 المنظر المسيء لمقدساتنا منتشر ومعمّم في كافة قرانا ومدننا العربية

سخنين مدينة تعدّ ثلاثين ألفاً وهي بحاجة ماسّة لمستشفى متطور عصري، وهذا لا يقل عن حاجتها لبناء هذا الصرح المقدّس

اخضرار بستنة وأزهار هذه القطاعات من أرضنا لا يكلّف الكثير من الأموال. فمزيد من الهمّة والاهتمام كفيلان بتغيير الوضع الراهن

تقاس قيم وحضارة الشعوب بتثبتها في أرضها ووطنها. ونحن كشعب متأصّل الجذور نحمي التراب، الشجر، الهواء والبر. مصممون بطرق نضالية متعددة حيث العلم سلاحنا، والإدراك والوعي الحسّي، الثقافي والاجتماعي أعلام تقودنا للحفاظ على إرث وأمانة تركها لنا أجدادنا الذين تواروا في هذه الأرض العطرة ... حيث المقابر المنتشرة والتي تزخر بالشهداء والبررة
رغبة مني في الإصلاح، ومن خلال مقالي هذا، أود وضع النقاط على الحروف بما يتعلّق بمقابرنا المنتشرة في كافة قرى ومدن بلادنا. وليسمح لي أهلي في سخنين أن أضع بلدي الثاني مثالاً لما أسعى إليه، تلك المدينة التي نفتخر بها جميعاً، نفتخر ببلديتها وإدارتها الحكيمة وسكانها القيّمون والغيورون على أرضهم وبلدهم. أجل إنها تستحق وبحق لقب بلد الشهداء حيث يتربع في مشارفها النصب التذكاري ليوم الأرض، يتربع مشرئباً زاهياً مزداناً بالخلود والذكريات.

الماضي والحنين
ففيه نشوة الماضي والحنين إلى الأجيال الغابرة والبكاء على أطلال الماضي المشّرف وعلى الحاضر الذي نعانيه، حيث غدت قرانا تفتقر إلى الأمن والأمان.
في الأسبوع المنصرم وفي صباح أحد أيام رمضان الفضيل، أخذت أترجل في شوارع هذه المدينة الأبية من مغاربها إلى أن انتهى بي المسار الصباحي في استاد الدوحة والكاتدرائية شرقاً، والتي تعتبر من أضخم الكنائس في الشرق الأوسط مبنىً وضخامةً.

الإهمال غير المتعمد
أول ما شدّني في رحلتي هذه الولوج إلى داخل المقبرة الغربية حيث زرت وهذه ليست المرة الأولى. والنصب التذكاري لشهداء يوم الأرض. وأثناء التفافي حول هذا النصب استرعى انتباهي للأسف الشديد ربما الإهمال غير المتعمد لهذا النصب الخالد والمقبرة التي تستشري بها الأعشاب الضالة والأشواك الخانقة التي نمت طوال الصيف الجاف. ولا غرابة أن هذا المنظر المسيء لمقدساتنا منتشر ومعمّم في كافة قرانا ومدننا العربية. فيندر أن نشارك في جنازة إلاّ ويرافقنا هذا المنظر الكئيب، والذي لا يليق بالمحطة النهائية لكل منّا على هذه الأرض. وكأن مقابرنا أضحت في عزلة عن تاريخنا وقيمنا. وبرأيي ورأي الكثيرين، المقابر هي انعكاس لحضارة الشعوب ومرآة لقيمه واستبساله في الدفاع عن أرضه. فصدق الرئيس الفرنسي شارل ديغول عندما قال: المقابر مرآة لحضارة الشعوب.

المشاريع العمرانية
تزخر مدينة سخنين بالعديد من المشاريع العمرانية والمؤسسات التربوية حيث تعتبر كليّتها العربية بمبانيها الشاهقة محط لمثقفينا ولطالبي الرقي والعلم من كافة المناطق.
فإلى القيّمين عليها أهدي تحيّاتي آملاً لكم سنة دراسية مجلّلة بالرقي والرفعة، ولكل العاملين فيها طلاباً، مدرسين ومحاضرين.
تابعت مشواري الصباحي وعلى بعد مئات الأمتار من النصب التذكاري شرقاً إذ بي أصل إلى دوار شهداء الأقصى فولاذي الرأس وهو رمز للصمود والبقاء. حيث تزدان قمته بأسهم حديدية متحديّة.
عذراً دعوني أعود إلى الوراء، فقد تبوأ مقالي هذا الصرح الرياضي العملاق والمعروف باستاد الدوحة. هذا الصرح الذي أنفق على إقامته مئات الآلاف من الدولارات ولا شك لديّ بأن الرياضة والكرة تحصيل تثقيفي من الدرجة الأولى والسعي إليها شيء هام وضروري لشبابنا الواعد.

الاهتمام بمثاوينا ومرجعياتنا الأبدية
إن أبناء سخنين مفخرة وذخر رياضي لكافة قطاعات مجتمعنا. وحتى يفهمني القرّاء أقول: لا يجوز أن يشغلنا، المهم عمّا هو أهم فالأزمات يجب ألاّ تراوح مكانها كما اهتمامنا بالصروح الثقافية وأمكنة العبادة. هكذا يجب أن تحفزنا للاهتمام بالمواقع الأبدية والتي حتماً ستكون ملجئاً أبدياً لكل واحد منّا. فعلينا رقابة كافة المنشآت ورعايتها.
فإلى سلطاتنا المحلية والقيّمين على الأوقاف مسلمين، مسيحيين ودروزاً، والى ذوي الشأن وأصحاب الحل والربط أناشدكم لمزيد من الاهتمام بمثاوينا ومرجعياتنا الأبدية.
فثرانا غالٍ ومقابرنا يجب أن تحظى بالقسط الواسع من العناية والاهتمام مقارنة مع مقابر الأوروبيين الحضاريين، نرى أنفسنا مقصّرين جداً بحق موتانا.
إني على ثقة أن اخضرار بستنة وأزهار هذه القطاعات من أرضنا لا يكلّف الكثير من الأموال. فمزيد من الهمّة والاهتمام كفيلان بتغيير الوضع الراهن.

حوار ودّي
قارئي العزيز: أستميحك عذراً لأطلعك على حوار ودّي جرى بيني وبين أحد أصدقائي اليهود وهو رجل نيّر الفكر عامل نشيط في التقارب العربي اليهودي، حيث حدثني بعد أن زار كاتدرائية سخنين (الصرح الكنسي) مستفسراً عن مصادر تمويل هذه الكنيسة العملاقة. آلمني أني لم استطع إجابته عن مصادر التمويل لهذا الصرح لأني لا أعرفها. ولكنه أفصح عن وجهة نظره متسائلاً وقال: ألا تعتقد أنه كان بالإمكان إقامة ربما مستشفيين وكنيسة صغيرة بهذه الأموال التي دكت ولا تزال في هذه المنشأة العملاقة؟
وأردف قائلاً: إن سخنين مدينة تعدّ ثلاثين ألفاً وهي بحاجة ماسّة لمستشفى متطور عصري، وهذا لا يقل عن حاجتها لبناء هذا الصرح المقدّس.
توسّمت في وجه صديقي مستغرباً ولا أدري حتى الآن أكان محقاً في طرحه؟
أترك لك قارئي العزيز تقييم وجهة نظره وبدوري ألازمها بالعديد العديد من علامات الاستفهام والاستغراب وشكراً. 

مقالات متعلقة