الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 02:01

في ساحتنا الخلفيّة عالم مرعب.. فانتبهوا واحذروا!- بقلم: الشيخ حمّاد أبو دعابس

كل العرب -الناصرة
نُشر: 23/09/10 15:10,  حُتلن: 10:16

الشيخ حمّاد أبو دعابس:

لا مكان للسذاجة والهبل ، وضعف الشخصية والدلع

لكم أن تتصوروا كم ينخر في عَصَب هذا المجتمع المحاط بالمخاطر من كل جانب

نحن المجتمع العام الذي يظن نفسه مجتمع طبيعي عادي فيجب أن يزداد حيطة وحذراً لما يدور من حوله ، فهي أهوال تهدد امتنا وكياننا كله

لا يكاد يمرّ يوم وتمضي ليلة في حياة وسطنا العربي في البلاد إلا ونسمع أو نقرأ عن حادثة قتل لشاب عربيّ هنا أو هناك . إضافةً إلى أعمال النهب والسلب ، وترويج المخدرات ، وأعمال الابتزاز والنصب والاحتيال وهتك الأعراض التي لا تخلو منها صحيفة أسبوعية ، وما ذلك إلا غيضٌ من فيضٍ ونقطة في بحر الحقيقة الكبيرة المستترة وراء الكواليس . وإنها الأخبار التي أصبحنا نبيت ونصبح عليها ، دون أن نجد الآليات والأدوات والأوقات والطاقات اللازمة لمحاربتها ، والحدّ منها . فعلى الأقل تعالوا بنا نقف عند خطورتها ، لكي نحذَر ونحذِّر ا أبناءنا ومحيطنا منها . فلقد أصبحت هذه الظواهر سمة من سمات العصر ، لم تسلم منها بلد ، لا قريةٌ ولا مدينة بغض النظر عن قومية أهلها أو دينهم أو موقعهم الجغرافي . يُسمّونه في الغالب "العالم السُفلي " فهو عالم بحدّ ذاته ، له قوانينه وله قياداته ، وهناك تقاسم للأدوار ، وتخطيط وتدبير .أفراد وعصابات، محاكم وشرطة تنفيذية . وكل ذلك يدور في أروقة خاصّة بعيدة عن أنظار عامة الناس ، ونحن لا نرى إلا بعض النتائج عندما تصل إلى حد القتل والتصفيات . إنّه حقّاٌ عالم مرعب ، يشكل خطراً داهماً يثير الرّعب والذُّعر في كل مكان ، خصوصاً إذا علمنا أنّ كل جريمة تظهر للعيان كان قبلها عالم من التعاملات الخفيّة المشبوهة ثم تعقبها خلافات ، فأحكام ، ثم رصد ومراقبة ثم تخطيط للجريمة ثم التنفيذ المُحكم الذي نادراّ ما يبقى آثارا للجريمة أو للمجرمين .

أما عالم المخدرات فحدّث ولا حرج !
من عصابات تهريب عبر الحدود ، إلى شبكات تجارة محلية ، إلى مروجين كبار ،ومروجين صغار، يبحثون عن أبناء الذوات الميسورين ليبتزّوهم ، ويأكلوا أموالهم ظلماً وبهتاناً .
وأعمال النّهب والسلب والتخريب ، التي أصبح فيها الأمن الشخصيّ مهدّد لكل فرد من أفراد المجتمع . فبيوت تنتهك حرمتها ولصوص يقتحمون المنازل ، بعد مراقبة أهلها ، والتأكد من خروجهم .يتسلقون الأسوار ، ويحطمون النوافذ ، ويروّعون الآمنين ، ينهبون الأموال والممتلكات ، ويتركون الأهل في حسرةٍ ولوعه .

سرقة ونهب
ما من عملية سرقة ونهب ، أو سطو واقتحام بيوت إلا وقد سبقها رصد وتدبير ، ومتابعة ومراقبة ، وتوزيع ادوار على مجموعة ٍ كبيرة من المشاركين في هذه الجرائم . فلكم أن تتصوروا كم ينخر في عَصَب هذا المجتمع المحاط بالمخاطر من كل جانب، كم ينخر في عصبه وعظمه وجسده المنهك من عوامل فساد وإجرام منظمه ، تعمل في الخفاء ، بلا رحمة ولا ضمير ، بلا رادع من خلق أو دين ، لا يرقبون في احدٍ إلاً ولا ذمّة .

إيقاع الفتيات في مستنقع الرذيلة
واشد من ذلك واخطر شبكات الإسقاط المنظّمة التي تسعى لإيقاع الفتيات خاصة والشّباب عامة في مستنقع الرذيلة ، ثم تصويرهم متلبسين بفاحشة ثم ابتزاز من اجل العمل خدمة لأهداف هذه الشبكات الموبوءة . فكم من أناس تحوّلوا إلى جواسيس أنذال ، سقطوا ثم اسقطوا غيرهم ، وكم دخلت الخيانة الزوجيّة إلى بيوت ما كنت تظن أنّ ذلك سيصل أليها . وكم من فتيات وقعن نتيجة مؤامرات هذه الذئاب البشريّة التي ضحكت على تفاهتهن وبساطتهن ، أو سوء منبتهن فكانت العاقبة عاراً وشناراً ، وفضائح ، المستور فيها أكثر مئات المرات من المكشوف ، فالخطر داهم ، والشباب والفتيات السذج – وهم الكثرة الغالبة من شبابنا - معرّضون للوقوع فريسة سهلة لهذه العصابات المنظّمة ، وهذه الذئاب البشريّة المسعورة .

رواد المساجد وقضاياهم الفرعيّة
أما نحن المجتمع العام الذي يظن نفسه مجتمع طبيعي عادي ، بعيد عن هذه الظواهر ، فيجب أن يزداد حيطة وحذراً لما يدور من حوله ، فهي أهوال تهدد امتنا وكياننا كله .
فالمدينة التي يقطنها عشرات الآلاف ، يؤم مساجدها في الصلوات العادية بضع مئات فأين الآلاف المؤلفة . أيها الشباب والرجال ، ما شُغلهم ،وما اهتماماتهم . وما وعيهم لما يدور حولهم ، وما احتياطاتهم لحفظ بيوتهم وما مدى توعيتهم لشبابهم وفتياتهم من حولهم . هذا لا يعني أن رواد المساجد في مأمن . بل العجيب أنّ رواد المساجد قد يشغلهم ويفرق شملهم خلاف على قضايا فرعيّة ، في حين أنهم لا يفعلون شيئا بمقابل الخطر الذي يتربص خلف أبوابهم .
أيها الآباء والأمهات . أيها المربّون والمربيات ، أيها القادة والمسئولون كل في موقعة . تعالوا بنا نحذِّر ، ونشعل ناقوس الخطر ليعلم القاصي والدّاني أننا جميعنا في خطر . شبابنا في خطر ، وفتياتنا في خطر ، وأطفالنا ورجالنا ونساؤنا ... الكل في خطر . فالحذر الحذر .

الحذر ثم الحذر !
أيها الشباب! :
انتبهوا مع من تخرجون،ومن تصاحبون احذروا فإنكم مستهدفون ، ربما بالابتزاز للوقوع في شباك الرذيلة ، أو الفساد ، أو عصابات الإجرام ، او الجاسوسية والعمالة. وقد يتزين لكم المنكر ، فتتعرضون لأعراض الناس ، فمن وقع في عرض غيره ، قد يقع غيره في عرضه . وقد تجد نفسها أختك أو بنت أخيك في الحال الذي رضيته لنفسك مع بنات النّاس .

لا مكان للسذاجة ! 
أيها الفتيات والأخوات الكريمات ...
لا مكان للسذاجة والهبل ، وضعف الشخصية والدلع . إن المتربصين بكن كثيرون . فرب كلام معسول تسمعه البنت فتركض خلفه سراب ، حتى إذا ظنته انه فارس الأحلام ، وإذا به الذئب الكاسر الذي يهتك الستر ، وينال منها ومن شرفها أغلى ما تملك ثم يرميها لحسرتها بقية عمرها .
الحذر الحذر أيها الآباء والأمهات . نريد من المراقبة والمساءلة والمتابعة لأبنائكم قبل أن تفقدوهم وإذا بهم جزء من عصابة إجرام ، أو شبكة إسقاط أو مروّجي مخدرات أو شركاء في جريمة من هذا النّوع أو ذاك .
إنّه إذاً الخطر الداهم والعدو المتربّص الذي لا يرحم . فهل انتم منتبهون . ألا هل بلغت اللهم فاشهد .
والله غالب على أمره

مقالات متعلقة