المربي محمد كريم من كفركنا والمدرس في مدرسة الزهراء الناصرة يعشق الطبيعة ويهوى الوطن ويصور معالم  الطبيعة الخلابة في بلادنا  يوميا.

في هذه الفترة من السنة يكثر المربي محمد كريم من التجول في منطقة الغور وتحديدا في سهل الحولة ومنطقة بيسان حيث تحدث في هذه الفترة من السنة كل عام ظاهرة طبيعية عجيبة تسحر كل من يشاهدها وما يسعه إلا أن يقف صامتا أمام عظمة الخالق .

من يصدق أنه يمر فوق بلادنا سنويا نحو 500 مليون طائر مهاجر قادما من أوروبا في طريقه نحو أفريقيا في الخريف ويعود إلى أوروبا في الربيع .

يقول محمد كريم : إن من يأتي إلى سهل الحولة وقت المغيب أو في ساعات الصباح المبكرة سيشاهد هناك العجب العجاب من أنواع وعدد الطيور التي لم يكن يحلم أنه في بلادنا يوجد مثل هذه الطيور والحيوانات، بل سيظن نفسه أنه في أفريقيا ... أصوات الطيور تملأ المكان والآلاف منهم تأتي للمبيت في المستنقع فتثير في النفس انفعالا كبيرا.
 المعلومات الآتية أعدها المربي والمرشد محمد كريم:
بالرغم من صغر مساحة بلادنا إلا انه يعيش فيها ما يقارب ال 470 نوع طير وهذا عدد كبير مقارنة مع دول أخرى تفوقها من ناحية المساحة.

ويعود هذا التنوع  لعدة عوامل منها :
1. وقوع بلادنا كجسر بين 3 قارات وهي آسيا أفريقيا وأوروبا مما يجعلها حلقة وصل بين هذه القارات وبالتالي ازدياد التنوع الطبيعي فيها وضمن ذلك الطيور.
2. تنوع المناخ في البلاد: مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي يساعد على تنوع الطبيعة مثل النبات والحيوان والطيور.
3. كون بلادنا ملتقى بين بحر ويابسة وتنوع التضاريس "سهل ساحلي، جبال وغور" وتنوع الأتربة يساعد أيضا  على التنوع الطبيعي.

تجدر الإشارة إلى أن تنوع الطبيعة يؤدي إلى تنوع النبات والحيوان والطيور فكل واحد منها متعلق بالآخر فانقراض النبات يؤدي إلى انقراض الحيوان والحشرات ....
لماذا تهاجر الطيور؟
هناك عدة عوامل تؤدي إلى هجرة الطيور أهمها:
عندما يحل  فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تبدأ الثلوج بالتساقط فتغطي الغذاء الذي تتناوله الطيور وهكذا لا تجد الطيور ما تتناوله من غذاء لذلك تضطر للهجرة والبحث عن مصادر غذاء جديدة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث يكون الفصل صيفا في ذلك الوقت لذلك تهاجر منذ نهاية شهر 8 وحتى شهر 12  وتبقى هناك طيلة الشتاء وتبدأ بالعودة إلى أوروبا في فصل الربيع حيث تمكث هناك في الصيف وتعشش وتتكاثر هناك.

لماذا تمر الطيور فوق الغور في بلادنا وخاصة سهل الحولة:
الطيور التي تهاجر من أوروبا إلى أفريقيا تهاجر عن طريق مسارين رئيسيين :
• عن طريق اسبانيا إلى أفريقيا عبر مضيق جبل طارق. 
• عن طريق أوروبا تركيا سوريا لبنان إسرائيل سيناء أفريقيا.
في بلادنا تسلك غالبية الطيور مسار الغور في طريق هجرتها نحو أفريقيا وفي طريق عودتها إلى أوروبا في الربيع لأن الغور منطقة منخفضة بين مناطق مرتفعه حوله هذه التكوين الجغرافي يؤدي إلى تكون تيارات هوائية فوق الغور.

الطيور التي تهاجر من أوروبا إلى أفريقيا تقطع آلاف الكيلومترات خلال رحلتها الطويلة وتتعب خلال هذه الرحلة خاصة في عملية الطيران عندما ترف بأجنحتها.

لذلك تأتي الطيور فوق الغور فتبسط أجنحتها والتيارات الهوائية تساعدها على الطيران دون الحاجة إلى أن تتعب نفسها في التحليق خلال الرحلة الطويلة حيث "تركب" الطيور على التيار الهوائي ويقوم بمساعدتها على قطع مسافة طويلة دون الحاجة إلى تتعب نفسها وهكذا تستطيع أن تقطع آلاف الكيلومترات بنجاح.

كذلك فإن الغور مليء بالمجمعات المائية التي تتوقف الطيور فيها لتستريح وتستجمع قواها من جديد ثم تكمل الرحلة إلى أفريقيا.
في سهل الحولة كان في الماضي مستنقعات غطت السهل على مساحة 62 ألف دونم وقد تجمعت ملايين الطيور فيها سنويا خاصة في الخريف والربيع من أجل الاستراحة خلال رحلتها نحو أفريقا وقد تواجدت الأسماك والحيوانات المائية في هذه المستنقعات وشكلت غذاء للطيور لذلك كان لتجفيف الحولة الذي بدأ عام 1950-1959 أثرا كبيرا على هجرة الطيور حيث انقرضت أنواع كثيرة من الطيور والأسماك والحيوانات والنباتات المائية.

ما هو عدد الطيور التي تمر فوق بلادنا:
طبعا لا يمكن معرفة العدد الدقيق بالتحديد ولكن في كل عام يمر فوق بلادنا ما يقارب ال 500 مليون طير مهاجر في طريقه نحو أفريقيا قسم منها يهبط في  بلادنا في منطقة الحولة أو بيسان وقسم آخر يستمر في طريقه نحو أفريقيا ولا يهبط في إسرائيل.

ما هي أنواع الطيور التي تمر:
هناك نحو 280 نوع من الطيور المهاجرة التي تمر فوق بلادنا منها:
البجع- اللقلق- الرهو- الزرزور- النورس- السنونو –الصقر –العقاب –أسود الرأس – الذعرة –مالك الحزين- الحدأة وغيرها الكثير.

هل تسبب هذه الطيور مشاكل للسكان؟
تسبب هذه الطيور الكثير من المشاكل وخاصة لفرع الزراعة مثلا تأكل هذه الطيور البذور والنباتات التي تتواجد في الحقول وخاصة حقول الفسق في سهل الحولة مما يسبب أضرارا كبيرة لمزارعين.
كذلك فإن هذه الطيور تتغذى على الأسماك وهي تحط على برك الأسماك وتأكل مئات الكيلوغرامات خلال فترة قصيرة خاصة وأن أعدادها بالملايين لذلك يقوم المزارعون بمحاربتها بأشكال عديدة منها وضع شباك فوق برك السمك لكي لا تستطيع الدخول إليها أو وضع السم لها كذلك يضعون فزاعة مخيفة على شكل طير جارح كبير لكي تخاف الطيور منها ولا تقترب إلى برك الأسماك أو إلى المزروعات.

الطيور المهاجرة والطائرات :
كذلك فإن للطيور أثرا كبيرا في حركة الطيران فقد حدث في إسرائيل والعالم حوادث طيران راح ضحيتها الكثير من الناس والطيارين بسبب اصطدام طائرة بعصفور عن طريق دخول العصفور إلى محرك"ماتور" الطائرة وانفجار الطائرة وموت من كان فيها وهذه مشكلة عالمية وقد سمعنا قبل سنة عن طائرة ال عال التي دخل إلى محركها طير واضطرت إلى العودة إلى مطار بن غوريون وبأعجوبة لم تحدث كارثة حينها.