روبرت فيسك مراسل الاندبندنت البريطانية:
50,000 سيبقون لتدريب مسلحي وقادة الجيش العراقي
مغامرة بوش الكارثية في العراق قد حقنته بالفساد بجرعات خيالية عالية
علينا الا نغتر بانسحاب قوات الامريكية الذي جاء اسبوعين قبل الموعد المحدد لها
هذه الفرقة التي ستبقى في العراق ستبقى فيه حطبا يبقي نار العنف والارهاب مشتعلة في شوارع العراق
يكتب روبرت فيسك مراسل الاندبندنت البريطانية مقالة غاية في الرجولة والشجاعة والجمال, تناول من خلالها انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من العراق ويقول ان علينا الا نتفاجأ من انسحاب قوات الامريكية الذي جاء اسبوعين قبل الموعد المحدد لها ولا من هتافات جنديا مراهق "لقد انتصرنا".
لن ننسحب من العراق
لانه في واقع الامر الاحتلال الامريكي في نظر فيسك سيستمر اذ ان 50,000 سيبقون لتدريب مسلحي وقادة الجيش العراقي المؤلف من افقر فقراء العراق الذي يظن جنرالهم انه لن يكونوا جاهزين لتسلم مهمة امن العراق قبل 2020. فيقول فيسك بكل شجاعة موجها حديثه الى الامريكيين: "اعترفوا وقولوها بصراحة: لن ننسحب من العراق". ففي رأيه ان هذه الفرقة التي ستبقى في العراق ستبقى فيه حطبا يبقي نار العنف والارهاب مشتعلة في شوارع العراق.
عودة الجنود الى ديارهم
بصمة اعتيادية
ويصرخ فيسك في وجه الاحتلال الامريكي ويصفعه بحقيقة ما خلف في العراق وها هو يسحب قواته منه. يقول ان الولايات المتحدة قد تركت بصمتها الاعتيادية فقد خلفت وراءها شعبا مهشما مشتتا. جلبت عدوى "القاعدة" الى العراق كما نقلتها الادرن ولبنان وغيرها. كما وان مغامرة بوش الكارثية في العراق قد حقنته بالفساد بجرعات خيالية عالية. واشعلت نيران حربا اهلية ضارية. وتركت بصمتها التي تذكر في الارض جمعاء ويعرفها التاريخ الحاضر والآتي, تلك التي تركتها بالدم والنار في سجن ابو غريب.
مساوئ وفساد صدام حسين
ويقول فيسك بكل شجاعة انه ومع كل مساوئ وفساد صدام حسين الا انه على الاقل كان قادرا على ان يوحد بين السنة والشيعة في بلاده. وعلى هذا الصعيد يستأنف فيسك بالقول ان التوكيل الامريكي لقيادة شيعية "للديمقراطية" في العراق كانت بمثابة الهدية المقدمة الى ايران والتي تعتبر نصرا للحرب الدامية التي دارت بينها وبين العراق طالت مدتها ثمانية اعوام 1980-1988. يقول فيسك ان الامريكيين ينسحبون من العراق وقت قتل حوالي المليون نسمة. فهو لا يكترثون. لا هم ولا بلير صاحب السخاء والكرم الملكي بتبرعاته الاخيرة للجنود البريطانيين المصابين في حرب العراق.