الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 19:02

تجنيد إجباري في غزة! بقلم: د.فايز أبو شمالة

كل العرب
نُشر: 06/08/10 07:02,  حُتلن: 08:30

د. فايز أبو شمالة في مقاله:

الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال، ويعاني الحصار لهو أرغب في التضحية

مَنْ تُحَمّله العصا كي يقاتل، ترتجف يده، ويمتلئ قلبه رعباً، لأن القتال إرادة بقاء، ولأن المقاتل مخترقٌ للصفوف

استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة "سما" للأنباء، أظهر أن نسبة 67% من الشعب الفلسطيني تؤيد التجنيد الإجباري، إنها أغلبية صارخة تلتقي مع ما صرح فيه السيد "فتحي حماد"، وزير الداخلية في حكومة غزة، حين قال في حفل افتتاح المديرية العامة للتدريب: إن الوزارة على مشارف فتح باب التجنيد الاختياري، ومن ثم الإجباري". لقد تحدث الوزير "حماد" بصوت مرتفع عما يدور في ذهن وزارته من أفكار، وخطط عمل، هي أقرب إلى الأمنيات منها إلى التطبيق، وذلك لعدم توفر الإمكانيات، ومع ذلك فكل فكرة جديدة تلاقي استهجاناً من البعض، واستنكاراً، وتلاقي قبولا ًمن البعض وارتياحاً.

 إعطاء مؤيدي خط المقاومة السيادة
جاء الاستطلاع الذي أجرته وكالة "سما" للأنباء ليؤكد أن الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال، ويعاني الحصار لهو أرغب في التضحية، والمقاومة من شعب ينام مل جفونه على شاطئ الأمان، وأن أي جهد، أو عمل يهدف إلى تقليم أظافر الشعب الفلسطيني، ووأد بذرة المقاومة من وجدانه، لن يكتب له النجاح! كما يشير الاستطلاع إلى اقتناع الشباب والشيوخ في فلسطين بأهمية اعتماد المقاومة خياراً أولياً لتحرير فلسطين، وضرورة إعطاء مؤيدي خط المقاومة السيادة على أنصار خط المفاوضات، التي باتت تلفظ أنفاسها، وهي ترتب حقائق سفر من آمن فيها، وتعدهم للرحيل، بعد أن لهثوا في ممراتها تسعة عشر عاماً.

الالتحاق بالمقاومة ليس إجبارياً
أما القراءة المتأنية لاستطلاع الرأي فإنها تقول: إن هذه النسبة العالية لتؤكد أن الالتحاق بالمقاومة ليس إجبارياً، وإنما هي رغبة، وأمنية، وشوق لغالبية الشباب الفلسطيني، وعليه لا داعي للحديث عن تجنيد إجباري، والاكتفاء بالاختياري، ما دام الراغبين بالمقاومة هم الأغلبية، ويا حبذا لو توفرت الإمكانيات لاستيعاب ألاف الشباب الفلسطيني الراغب بالتطوع للمقاومة. لقد شهد تاريخ فلسطين أن النجدة التي كان يهب لها شباب فلسطين لم تكن إلا عملاً تطوعياً، واقتناعاً بواجب الدفاع عن الوطن، وقد شهد تاريخ فلسطين أن التجنيد الإجباري الذي فرض على شباب قطاع غزة قبل حرب سنة 67، لم يثمر أي انتصار، حين ألقى ألاف المجندين إجبارياً بنادقهم مع أول طلقة في الحرب، بينما قاتلت غزة أعداءها، وصمدت، وتصدت، وانتصرت في حرب 2009، دون أن يكون هنالك إجبار لرجل كي يقاتل، وإنما كانت المقاومة، وكان إسناد المقاومة عملاً تطوعياً، لا تتسع مساحة التنظيمات الفلسطينية على احتضانه، ولملمة أطرافه.

القتال إرادة بقاء
يقولون: مَنْ تُحَمّله العصا كي يقاتل، ترتجف يده، ويمتلئ قلبه رعباً، لأن القتال إرادة بقاء، ولأن المقاتل مخترقٌ للصفوف، عابرٌ للفضاء، إنه إنسان، مشاعره النخوة، وفي صدره جمرٌ يتقد، وفي قامته شهامة، وفي رأسه حِميةٌ، وفي مشيته همّة، جاهز للعطاء وتحمل المسئولية، أما ذاك الذي لا يرغب في القتال، فيكفيه العمل بالسقاية، والطبخ، وأعمال المنزل، وتنظيف الشوارع، ويمكن إلزامه بالخدمة المدنية، وحفر الخنادق عند اللزوم. ولكن لا تحملوه العصا، كي تبقى للمقاومة هيبتها، ورمزيتها، ومكانتها العالية في نفس من عشق الشهادة. 

مقالات متعلقة