الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 15:02

خالد بركات- الرئيس في متاهته محمود عباس

كل العرب
نُشر: 04/08/10 11:10,  حُتلن: 14:32

خالد بركات في مقاله:

الذي يهتك شرف شعبه بالقول واللسان ، لن يتوانى عن جلد شعبه بالسياط والكرباج والتربع على السلطة بالقوة وغصباً

بلغة التذاكي والشطارة المتوارثة في المؤسسة الفلسطينية الرسمية، يتفاخر ويتشاطر الرئيس الفلسطيني في اجتماع المجلس

في متاهته الجديدة أمام جمع من الاعلاميين والسياسيين الصهاينة في واشنطن ، وتحديدا في معهد بروكنز ، قال رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس " ان الانتفاضة هي التي دمرت كل شيء ، دمرت كل مؤسسات الشعب الفلسطيني " وقرر الرئيس الاستعاضة بكلمة " الانتفاضة " بدلا من " الاحتلال الصهيوني " الذي دمر كل شيء، لكن عباس يقرر ان يتهم الشعب الفلسطيني الذي انتفض في سيبتمبر عام 2000 ، وبات مطلوبا منه ان يقدم اعتذارا للمجتمع الدولي . لانه انتفض وخرّب الدنيا!

مناطق السلطة الفلسطينية وسجونها
ان الذي يهتك شرف شعبه بالقول واللسان، لن يتوانى عن جلد شعبه بالسياط والكرباج والتربع على السلطة بالقوة وغصباً ، تماما كما هو واقع الحال في " مناطق السلطة الفلسطينية وسجونها" ، لكن حتى الدكتاتوريات والاوباش تحاول ان تخفي وجهها القبيح ، وتظهر بصورة الشخصية الديموقراطية . الامر تجاوز مجرد كلام يقال في محاضرة ، بل انه يعكس مدى الخواء الذي ينخر في راس القيادة الفلسطينية التابعة والمهزومة! 

الاجماع الوطني الامريكي
في معهد بروكنز ، الذي يتولى فيه الصهيوني مارتن انديك دائرة العلاقات الخارجية ، بل هو المدير الفعلي لهذه المؤسسة التي تعكس " الاجماع الوطني الامريكي " تقريباً ، وتستقبل عباس بحفاوة . يقف المسؤول الفلسطيني ويخلص جلده هو ويثبت ولائه وجاهزيته للامتثال والدخول في نادي الكبار حتى ولو نادلا في المقهى ، لكن قبل ذلك عليه ان يتنكر للشعب الفلسطيني ولتاريخه وشهدائه وحقوقه وثورته ، في كلمة واحدة ، ويرمي كل الصفات البذيئة على ظهر الانتفاضة الفلسطينية والتي ( هي ) السبب وراء تدمير مؤسسات الشعب!
وبلغة التذاكي والشطارة المتوارثة في المؤسسة الفلسطينية الرسمية، يتفاخر ويتشاطر الرئيس الفلسطيني في اجتماع المجلس " الثوري " لحركة فتح بالقول انه " إخترق " أكبر لوبي صهيوني في الولايات المتحدة الامريكية !

لماذا وكيف؟
لانه التقى مع مجموعة من لجنة العلاقات الامريكية الاسرائيلية - ايباك – و" لانهم والله الجماعة فهموا عليّ لانني جاوبت على كل الاسئلة ، كلها ، ولم أخطأ في جواب واحد " !!
لا لم يخطأ ، هو وقف كالتلميد الصغير في امتحان امام جمع من الصهاينة ، ويعلم القائد اخوته في حركة فتح من اين تؤكل الكتف! فيقول " بصراحة انا كنت خايف وانا رايح ع الاجتماع ، حتى ميتشل ما كان بدو اروح ، بس انا رحت " و" الاخ نبيل شعث في امريكا اللاتينية بيعمل نفس الشئ ورح يلتقي مع اللوبيات هناك " .

 انا ضد الارهاب
قال الرئيس لقادة ايباك ، لليهود حقوق تاريخية في فلسطين ، حماس متطرفة ، انا ضد الارهاب ، ضد الانتفاضة اللي خربت بيتنا ، وبدنا سلام ، ورح نجيب لاسرائيل 57 دولة تقيم معها علاقات ، واحنا بدنا تنسيق امني ، واي فلسطيني يتجاوز حدوده هناك " القانون " ، الخ الخ من موال المهزومين في سلطة اوسلو..
ما اعتبره الرئيس اختراقا فلسطينينا للوبي الصهيوني ، هو بالضبط حجم الاختراق الصهيوني للسلطة الفلسطينية ، وهو من النوع الذي يصل إلى الحلق ، وأبعد، وابعد! 
 

مقالات متعلقة