الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 22:02

يريدون إطفاء نور الله بأفواههم - بقلم: المحامي صلاح كريم

كل العرب
نُشر: 29/07/10 14:03,  حُتلن: 14:04

- صلاح كريم:

* من يظن بأن الاسلام جلب للامه التخلف هو جاهل ايما جهل وواهم ايما وهم

* بئس الزمان هذا الزمان الذي اصبح يتطاول فيه الاقزام على الشريعه الاسلاميه الغراء

* التقدم الذي انتم به منبهرون هو وبال في حقيقته, ولن تنعم امتنا لا بتقدم ولا تطور ولا امن ولا عدل ولا رخاء

بسم الله الرحمن الرحيم, يقول تعالى في كتابه العزيز " يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون(8) هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون". (سورة الصف) صدق الله العظيم.

المنهزمون من الغرب
يطل علينا بين الفينة والاخرى بعض المنهزمين ممن انبهروا بما عند الغرب من تقدم كما يعتقدون, ولان انفسهم قد امتلئت بمشاعر الدونيه والعجز, لا يلبثون يبحثون عن متهم ليفرغوا فيه اضغان قلوبهم الحاقده وليشفوا غليل انفسهم المريضه ولا يجدون الا الاسلام ليصبوا عليه جام حقدهم ودونيتهم, اعتقادا منهم بان هذه هي الفرصه المناسبه لفعل ذلك, كون الحاقدين جميعا قد اتفقوا على تصويب سهامهم الى صدر هذه الامه.

طمس الحقيقة وتبرير التشبت بالإشتراكية
بئس الزمان هذا الزمان, الذي اصبح يتطاول فيه الاقزام على الشريعه الاسلاميه الغراء وعلى عظماء امتنا, كيف لا وهم يتمتعون بذاكره قصيره وبعمى بصيره, وهم يتوهمون انه من خلال تسليط سهامهم الى صدر الاسلام يمكنهم طمس الحقيقه وتبرير تشبثهم الفاشل مرة بالاشتراكيه واخرى بالقوميه وثالثه بالرأسماليه, تلك الانظمه التي فشلت مره بعد مره, وليرينا ادعياء القوميه ما هي انجازاتهم والى اين وصلت انظمتهم واين مكامن الكرامه عندهم, ام انهم يعلمون جيدا انها ليست الا طفرات آنيه لا يمكن البناء عليها ولا تصلح ان تكون منهاج حياه كامل متكامل يعالج كل شأن من شؤون حياة الناس ويعمر الارض خير عمران من غير ضرر ولا ضرار كما هي الشريعه الاسلاميه.

توضيح القواعد وأسس العلوم
ان من يظن بأن الاسلام جلب للامه التخلف هو جاهل ايما جهل وواهم ايما وهم, وللمنبهرين بما وصل اليه الغرب من تقدم علمي, فلينظر الى الاعجاز العلمي في القرآن الكريم وعظم الشريعه الاسلاميه ليجد خير دليل, فما يكتشفه الغرب اليوم مسطر باحرف من نور في القرآن الكريم منذ 1431 عام والى قيام الساعه وهذا ما يجعل العديد من علماء الغرب يؤمنون بالله, وان من وضع قواعد واسس العلوم المختلفه هم علماء مسلمون وقد نقشت اسماء هؤلاء العظام على كليات وجامعات الغرب, وان اول كلمه نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي كلمة "اقرأ" وان الاسلام وجه دعوه للبشريه جمعاء للعلم في حين كان يغرق الغرب في الجهل والوهم والظلمات.

تاريخ مضى.. لا يلائم زماننا
سوف يقول البعض هذا الكلام يعبر عن تاريخ مضى ولا يلائم زماننا وعليه لا طائل منه ولا بد ان تتحرروا من الماضي وتنظروا حولكم فالناس قد وصلت القمر وانتم تريدون اعادتنا عشرات القرون الى الوراء.
كل عاقل يدرك ان الكثير مما يتم اكتشافه من نظريات علميه حديثه, قد سطرت باحرف من نور في القرآ ن مما يدلل على اعجاز القرآن الكريم, وعليه فان الله العلي العظيم الذي خلق السماوات والارض والكون باسره لا يعجزه وضع منهاج حياه للبشريه التي هي خلق من خلقه, بما يكفل لها العيش القويم. ومن هنا فان سبب الازمات التي تعصف بامتنا هي بسبب ابتعادها عن الدين, واليكم بعض العبر.

افتقار الامه الى العدل
أ‌- افتقار الامه الى العدل: عندما تسابق ذمي من مصر مع ابن عمر ابن العاص والي مصر اثناء خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وقد سبق الذمي ابن عمر بن العاص فضربه الاخير وقال له تسبقني وانا ابن الاكرمين, فسافر ذلك الذمي على دابته من مصر الى السعوديه ليشتكي امره الى الخليفه عمر بن الخطاب, فطلب عمر بن الخطاب من والي مصر عمر ابن العاص ليأتي هو وابنه اليه وعندما تأكد من ان مظلمة الذمي صادقه اعطاه سوطا وقال له اضرب ابن الاكرمين فضربه حتى اوسعه ضربا وقال له بعدها ضع السوط على صلعة ابيه فقد ضربك بسلطان ابيه وقال لعمر ابن العاص " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار". فلو لم يشعر الذمي انه سوف يحصل على حقه لما سافر على البعير من مصر الى السعوديه راجيا العدل. اروني ايها المنبهرون بالغرب اين هي عدالتهم وكل يوم تكشف الاخبار عن المزيد من قتل للمدنيين العزل ظلما وعدوانا.

افتقار الامه الى الكرامه
ب‌- افتقار الامه الى الكرامه: يوم ان اعتدى جيش ملك الروم توفيل بن مخائيل على امراه مسلمه فصرخت وامعتصماه فبعث حينها الخليفه المعتصم بالله الى ذلك الملك برسالته الشهيره " من المعتصم بالله الى كلب الروم, اطلق سراح المراه, وان لم تفعل, بعثت لك جيشا اوله عندك وآخره عندي" حتى تم اطلاق سراحها. اين القائد الذي يبعث اليوم برسائل مماثله وآلاف النساء تنتهك كرامتهم ليل نهار على مسمع ومرآى من العالم المتحضر.

افتقار الامه الى الامانه
ت‌- افتقار الامه الى الامانه: مقولة عمر بن الخطاب خلال فترة خلافته " لو ان بغلة بالعراق عثرت لخفت ان يسالني عنها الله يوم القيامه, لم لم تصلح لها الطريق يا عمر" وهذا ينبع عن شعور القائد بعظم الامانه التي يحملها, وقد كان يتجول بين الرعيه ليلا ليطمئن على احوالهم وما ينقصهم, واليوم يتجول القاده بين البارات للسكر والفواحش ومن يسال عن شؤون الرعيه واحوالهم.

افتقار الامه الى الأمن
ث‌- افتقار الامه الى الأمن: لقد وصل امتداد الخلافه الاسلاميه الى اكبر رقعة من الكره الارضيه وقد كان يندر وقوع الجرائم وذلك يرجع الى اقامة العدل فعلا على الارض, فكان يبحث عن جائع واحد في زمن خلافة عمر بن الخطاب ولا يجدونه, حتى ان الحيوانت شبعت وقد اقيمت اماكن لرعايها, واليوم صحيح انه يوجد عند الغرب "المتحضر" دور لرعاية الحيوان ولكن بالمقابل هم ينهبون ثروات الشعوب ويقتلون بلا رقيب ولا حسيب بل وصل بهم نهمهم الى افساد الارض وتلويثها مرة بالنفط واخرى بالغازات الصناعيه التي ترفع درجة حرارة الارض وتهدد وجودها وهم يحلون لانفسهم بقوة السلاح ما يحرمونه على غيرهم.

لا نعيم بالتقدم ولا بالتطور
فالتقدم الذي انتم به منبهرون هو وبال في حقيقته, ولن تنعم امتنا لا بتقدم ولا تطور ولا امن ولا عدل ولا رخاء وسلم الا اذا عادت للعمل باصول ديننا الحنيف كما يحب الله ورسوله, وعندما يكف امثالكم عن مساعدة الحاقدين في توجيه سهامهم الى صدر هذه الامه.

مقالات متعلقة