الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 01:01

الخيط الأسود...لعنة القمر.. بقلم: محمود أبو عريشة

كل العرب
نُشر: 29/06/10 17:00,  حُتلن: 12:44

يافا
نامت مستكينة..
بعد أن غطّتني بلونها...
تل أبيب ساهرةٌ
ينضح كأسها بالحياة…
وبين تينك والعناق…
شيءٌ في فمي يشبه اللّؤلؤ..
يقضم بوجعٍ من خدّيك
ضوء قمره…

يدي الخشنة تدغدغك بحنو..
وسكارى أم كلثوم
عُراةٌ تفضحهم ضحكاتك..
وهم يترنّحون على أطلال الرّاديو
يكسوهم الليل من شبقه…

ألملم زعقاتك بالقبلات…
أربّت عليها بقطن حلمٍ في شفتيّ..
أحاول الظنّ -في نفسي-
أن ضحكاتك بانطلاقتها …
لا توقظ مصابيح الشّرفات…

على جبين الباب قنديلٌ خجولٌ يحرسنا…
وقمرٌ غاضبٌ لا زال يسترق النّظر
إلى كاعبيك...
خائني ثوب الدّمقس…
وهما يحرّكان ساعة الليل الكسول…
ويقفزان بعقاربها عن فوّهة اللعنة...


أستفيق ورنين الهاتف يصفعني
مكياجك انتقل من علبته يتباهى
على موضعٍ في شاربي المنفي..
طعم القهوة حُمرةٌ..على عنقي شامة..
وفي مقلتيك إلهٌ يستفيق…
يشهد في عينيّ تملّصاً
-من طقوس التّعبّد-
صوب صوتٍ خفيٍّ
يدعوني لاستعادة شيءٍ
-سقط من نفسي-
إلي…

أم كلثوم صمتت..
والشّرفات كصالات السّينما..
حمائم سوداء تمتدّ
على أفق يافا تل أبيب…
يافا تقضم سبّابتها بقلق…
تسائلني عن سمرتها طفلتها الضّائعة
تل أبيب.. غطّت في الحلم..
بعد أن نالت من شاربيّ…
وعلى الخيط الأسود طيرٌ حزين…
في موطئ دمعه.............
فُضّ العناق…

مقالات متعلقة