الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

وهم إسرائيل الكبرى- بقلم: حازم القواسمي

كل العرب
نُشر: 25/06/10 15:13,  حُتلن: 08:16

- حازم القواسمي في مقاله:

* العرب لا يعتمدون على عناصر قوتهم أو على مدى إمكانية تحركهم، بل يعتمدون اعتماداً كاملاً على الغرب

* قوة اسرائيل الاقتصادية فلا يوازيها أحد في الشرق الأوسط، وأما قوتها الامنية فيجب أيضاً ان لا يوازيها أحد في الشرق الأوسط

* حتى لو تأثرت علاقات إسرائيل بأمريكا سلباً لعدة أيام، فلن يضحي الصهاينة بحلمهم، لأنهم متأكدون من دعم أمريكا الاستراتيجي والأعمى للكيان الصهيوني

ما زال الصهاينة حتى اليوم يؤمنون بحلم "إسرائيل الكبرى". حلم الدولة التي لا تقهر، وتمتد حدودها على الأقل على كامل تراب فلسطين، وقد تمتد لاحقاً حدودها الجغرافية إلى أبعد من ذلك بكثير. أمّا قوتها الاقتصادية فلا يوازيها أحد في الشرق الأوسط، وأما قوتها الامنية فيجب أيضاً ان لا يوازيها أحد في الشرق الأوسط لأن هذا خط أحمر ممنوع حتى الاقتراب منه.

 وما زال العرب لا يأخذون هذا الحلم الاسرائيلي على محمل الجد، ويعتقدون أن العامل الدولي سوف يمنع إسرائيل من الاستمرار في بناء مستعمراتها في القدس والضفة الغربية وفي الجولان. فالعرب لا يعتمدون على عناصر قوتهم أو على مدى إمكانية تحركهم، بل يعتمدون اعتماداً كاملاً على الغرب الذي للأسف هو النصير الاول للصهاينة في كل شيء تقريباً. فالرئيس الأمريكي حاول أن يستعرض عضلاته في البداية لوقف الاستيطان الاسرائيلي إلا أنه سرعان ما تراجع عن موقفه بل وضغط على السلطة الفلسطينية كي تعود للمفاوضات حتى في ظل استمرار الاستيطان. وباختصار، فلا السلطة الفلسطينية، ولا العرب بمبادرتهم السخية، ولا العالم بقيادة أمريكا استطاعوا أو يستطيعوا أن يلجموا التوسعات الاستيطانية الاسرائيلية.

 وما إقرار حزب الليكود الحاكم بالاجماع بالأمس في اجتماع هيئاته القيادية العليا بالمضي قدما والاستمرار بتوسعة المستوطنات إلا تأكيد على أنهم يعتبرون فلسطين كل فلسطين "إسرائيل الكبرى". وأشار بيان حزب الليكود إلى أن اللجنة المركزية للحزب تؤيد مواصلة بناء المستوطنات في كافة أنحاء ما أسماه "إسرائيل الكبرى".

هم يقولونها علناً، ويبنون المستوطنات ليل نهار، ولكننا في غفلة من أمرنا وكأننا لا نسمع ولا نرى. الصهاينة وبقيادة الليكود المجرم، يريدونها دولة يهودية صرفة على كامل تراب فلسطين، ولا يريدون أن يروا أي فلسطيني أمام أعينهم ولو بالصدفة. يعلنون بكل وقاحة وإجرام أنهم يريدون تهجيرنا، بل وهم ماضون في ذلك قدر ما استطاعوا ابتداء من القدس وانتهاءً من كل شبر من فلسطين. وهذا التصرّف الحكومي العنصري مدعوم اليوم من مختلف الشرائح والأحزاب الصهيونية. فهم لا يريدون أن يتقاسموا فلسطين مع الفلسطينيين، لا ضمن دولة أو دولتين أو أي حل آخر. هم يزعمون أنها "إسرائيل الكبرى"، ويبنون جميع مخططاتهم الثلاثينية، أي لمدة ثلاثين عاماً القادمة، على هذا الاساس. أما العرب، فهم بعيدون كل البعد عن شيء اسمه التخطيط.

 ويأتي قرار حزب الليكود بالاستمرار ببناء المستوطنات، قبيل زيارة نتانياهو إلى واشنطن ولقائه المرتقب مع أوباما في السادس من تموز القادم، ليعطي رسالة لأمريكا وللعالم كله أنه لا يمكن لأحد حتى الولايات المتحدة أن يمنع إسرائيل من تحقيق حلمها لتحقيق "إسرائيل الكبرى". فحتى لو تأثرت علاقات إسرائيل بأمريكا سلباً لعدة أيام، فلن يضحي الصهاينة بحلمهم، لأنهم متأكدون من دعم أمريكا الاستراتيجي والأعمى للكيان الصهيوني ولأي شيء ممكن أن يقوم به الصهاينة بغض النظر عن أي شرعة أو قانون أو التزام. وبرغم ذلك، فإننا على يقين أنّ حلم "إسرائيل الكبرى" وهمٌ لن يتحقق، وستعود فلسطين لأهل فلسطين، كما سيعود أهل فلسطين لأرضهم وبيوتهم. وكما قال طرفة بن العبد:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار مل لم تزوّد

مقالات متعلقة