الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 23:01

جواز العبور ومعابر الحدود


نُشر: 16/03/06 13:43

عادة تواجه ادعاءاتنا بالنسبة للتعامل المهين الذي يلقاه الفلسطينيون في اسرائيل من قبل الشرطة وقوى الامن اجمالاً وفي المعابر الحدودية بشكل خاص، بمحاولات التقليل من اهمية هذه الاحداث ومدلولاتها العميقة بالنسبة لتعامل السلطة ومركباتها مع "مواطنتنا" في الدولة وتبعات ذلك المتوقعة في تعامل الدولة معنا كمواطنين، لكننا يجب ان نكون مستعدين لمواجهة هذا الادعاء وغيره من ادعاءات "الحفاظ على الامن" او ادعاءات "الاجراءات العادية التي تتبع في كل دول العالم". ان التعامل الوقح والمهين مع عدد من "المواطنين" العرب من البلاد قبل عدة أيام في معبر الشيخ حسين، والذي يربط بين اسرائيل والاردن، يدخل ضمن آفة يجب الوقوف ضدها، وجزء من سياسة موجهة ضدنا وضد كرامتنا وانتمائنا. المشهد كان على الجسر أنموذجا معبرا لتعامل السلطات الإسرائيلية مع "مواطنيها" العرب. فبعد أن يدفع "المواطن" الأموال الباهظة للعبور من وإلى البلاد، يعتلي إلى الحافلة جندي من الجيش الإسرائيلي مدججا بالأسلحة الأوتوماتيكية ويتعامل معه بعدوانية واستعلائية، وتتحول أنت "المواطن العربي" خلال لحظات إلى فلسطيني يئن تحت نير الاحتلال الإسرائيلي "المتنور"، وتنتقل مشاهد التنكيل والاهانة السادية على الحواجز من الضفة الغربية المحتلة إلى معبر الشيخ حسين، بما في ذلك الزام "المواطنين " بخلع احذيتهم ومعاطفهم، دون الاخذ بعين الاعتبار وجود الاطفال في المكان، وتصرفات السلطات تقطع الشك باليقين بان المؤسسة الحاكمة ما زالت تنظر إلينا، نحن أصحاب الأرض الأصليين، على أننا قنبلة موقوتة، أو بكلمات أخرى "مواطنون" مع وقف التنفيذ. والحقيقة الساطعة المستندة الى تعامل السلطة المنهجي معنا هي انه لا يوجد معنى حقيقي لمواطنة الفلسطينيين في إسرائيل. فالخطاب حول "المواطنين" في صدد الفلسطينيين في إسرائيل والذي تمت صياغته بشكل أساسي في الأكاديمية الاسرائيلية وانتقل بعد ذلك إلى حلبتي السياسة والاعلام، إنما هو منطلق يهدف إلى ممارسة السلطة والسيطرة وإلى الفصل بين الفلسطينيين في إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من هنا يمكن إدراك لماذا تم تطوير وترويج هذا الفهم أو المنطق بالذات في أعقاب الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران 1967. وباستثناء المشاركة في الانتخابات، والتي تعتبر معانيها ودلالاتها العملية محدودة للغاية، فإن الفلسطينيين في إسرائيل لا يحصلون على أية حماية أو ضمان لحقوقهم الأساسية المنبثقة عن حقيقة كونهم مواطنين. فهل هذا نابع، يحق لنا أن نسأل، من النظرية التي تبناها رئيس الحكومة، ارئيل شارون، بأن العرب في هذه الديار، هم أكثر خطورة على كيان الدولة من الدول العربية مجتمعة، والتي بمقدور إسرائيل دحرها عسكريا، كما أكد المؤرخ والصحافي الإسرائيلي توم سيغف، من صحيفة "هأرتس"، في احد مقالاته التي نشرها مؤخرا؟. علاوة على كل ذلك، يسود في إسرائيل نظام سياسي يستخدم كأداة في يد الأغلبية حتى في سبيل المس، بصورة منهجية، بالأقلية وحقوقها الأساسية، ومثل هذا النظام يقف في خانة واحدة مع نظام الفصل العنصري-الأبارتهايد-في جنوب إفريقيا قبل العام 1990، وهو أبعد من أن يكون نظاماً ديمقراطياً طبيعياً. ولا شك أن هذا النظام ذاته مستقر وقوي ويحظى بدعم وغطاء شاملين في أوساط السكان اليهود والأكاديمية الاسرائيلية التي تهتم وتسهر على تسويقه في الغرب كنظام ديمقراطي. هذا اضافة الى حقيقة اخرى وهي انه يوجد للفلسطينيين في إسرائيل حلفاء قلائل في المجتمع اليهودي. ففي الأزمات تجد اليهود على اختلاف إنتماءاتهم السياسية والأيديولوجية يقفون كمجموعة واحدة من أجل شرح وتبرير سياسة الحكومة و"مؤازرتها". هذه الاستنتاجات وغيرها، والتي لا يسنح المجال والوقت هنا لتناولها بشكل مفصل، تمثل الخطوط العريضة للواقع الذي يصاحب وجود الفلسطينيين في إسرائيل، وهي تشكل في الوقت ذاته سمات أساسية للنظام والسياسة اللذين أتاحا السياسة الاسرائيلية المتبعة تجاه الأقلية الفلسطينية، والذي يتجلى يومياً في سياسات معادية لنا. هذا الواقع ليس وضعاً مؤقتاً، عابراً، إنما هو وضع مستمر منذ العام 1948، وسيبقى كما يبدو مصاحباً لنا لسنوات طويلة مقبلة ولا يمكن ان يتغير الا اذا قامت الدولة باتخاذ إجراءات تُفضي إلى تغيير جوهري في المكونات الأساسية لنظامها المعادي لنا، نحن المواطنين الفلسطينيين.في ظل الواقع المشار إليه يجب علينا نحن الفلسطينيين في اسرائيل حزم امرنا على مواجهته، يجب ان نطرح برنامجاً بديلاً لما هو موجود،مثل الاعتراف بنا كأقلية قومية. برنامجنا يجب ان يبنى على اسس اخلاقية متبعة لاساليب سلمية في معالجة المنشود، على عكس ما هو متبع ضدنا، ويتضمن ضماناً لحياة كريمة لجميع المواطنين، بما في ذلك اليهود ويتطلع الى الوصول الى مصالحة تاريخية بيننا وبين الاكثرية، مصالحة تضع حداً للسياسات المعادية لنا وتضع حداً لحلقات ومسلسل المصادمات والمواجهات النابعة من غياب اتفاق أساسي بين الدولة والأغلبية اليهودية من طرف، والأقلية الفلسطينية من طرف آخر. وتضمن اعترافاً ضمنياً بحقنا المتساوي على هذه الارض المشتركة. المثير أن إسرائيل صنعت السلام مع الأردن، ولكنها ما زالت حتى اليوم ترفض رفع رايات السلام مع "مواطنيها" العرب، وهنا مربط الخيل وهنا بيت القصيد.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.66
USD
3.95
EUR
4.62
GBP
259584.10
BTC
0.51
CNY