الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 16:02

ما زال الضمير حيًا- بقلم: محمود صالح عودة

كل العرب
نُشر: 28/05/10 07:42,  حُتلن: 07:44

- محمود صالح عودة في مقاله:

* نحن في حيفا ممنوعون من الوصول إلى غزة المحاصرة بالرغم من سعينا لدعم صمود أهلنا هناك

* إن كانت حيفا مدينتنا الجميلة تلقب بـ"عروس البحر"، فغزة تستحق أن تلقب بـ"عزة البر والبحر"

* نأمل وصول هؤلاء الأحرار إلى غزة بخير، وندعو الله لهم بكل التوفيق وأن ينجزوا مهمتهم بسلام

* عملهم هذا يثبت للعالم مرة أخرى، أنه بالرغم من صمت الكثيرين، ما زالت ضمائر الأحرار في هذا العالم، وخاصة شعوب أمتنا العربية والإسلامية، حيّة

لقد أثبت التاريخ أن الحواجز وجدارات الفصل المادية التي تفرق بين الشعوب لا يمكن أن تقف أمام إرادة الناس بالتواصل مع بعضهم البعض، فكيف إن كانوا أشقاء وأبناء عائلة واحدة وشعب واحد ووطن واحد؟ كذلك هو الحال بين حيفا وغزة، فنحن في حيفا ممنوعون من الوصول إلى غزة المحاصرة بالرغم من سعينا لدعم صمود أهلنا هناك، إنما لا يمكن قطع الصلة بين المدينتين طويلاً، خاصة وأن هناك لاجئون حيفاويون في غزة. كل ما يقدم لغزة من دعم مادي ومعنوي يعني لنا الكثير، وإن كانت حيفا مدينتنا الجميلة تلقب بـ"عروس البحر"، فغزة تستحق أن تلقب بـ"عزة البر والبحر".

ينطلق هذه الأيام أسطول الحرية من شواطئ تركيا واليونان، الذي يشمل 9 سفن، ممولاً من قبل دول عربية وإسلامية وأوروبية، حاملاً على متنه 10 آلف طن من المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة المحاصر، بما فيها الأدوية والمعدات الطبية والإسمنت ومائة بيت جاهز للسكن، كما أن هذه السفن ستحمل على متنها حوالي 800 مشارك قدموا من 60 دولة، من بينهم 44 شخصية رسمية وسياسية وبرلمانية عربية وأجنبية، عازمين على الوصول إلى غزة الصامدة التي لا زالت تنزف دمًا جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتعاني من آثارها المدمرة. هي خطوة مباركة تثلج الصدور في زمن يتآمر فيه القريب والبعيد على فلسطين وأهلها، ويعمل على تضليلهم وتجهيلهم وإشغالهم بأتفه الأمور.

التصدي لأسطول الحرية
يواجه هذا الأسطول كما في السابق تهديدات إسرائيلية، حيث اتخذت السلطات الإسرائيلية هذه المرة قرارًا بالتصدي لأسطول الحرية، الذي يزعم بعض القادة الإسرائيليين أن أهدافه "سياسية" وليست إنسانية. لكن القادمين على هذا الأسطول لا يبالوا كثيرًا بالتهديدات الإسرائيلية، وإنهم أصحاب عزيمة وإرادة صلبتين، حيث أنهم مستعدون لأي احتمال؛ فهناك من الأغذية والعتاد ما يكفيهم للبقاء في البحر لمدة أشهر عدّة، حيث ذكر البعض أنه يوجد على إحدى السفن فرن للخبز، وجهاز لتحلية مياه البحر، مما يدل على أنهم مستعدون للتضحية ولم يذهبوا للتنزه.

لم تكتف إسرائيل باعتبار الأسطول "سياسيًا"، فلقد ادعى مسؤول في الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطوة "استفزازية"، وأن الوضع الإنساني في غزة "جيد، وأنه لا يوجد هناك حصار، حتى أن نسبة البطالة في غزة انخفضت". وإن صدّق ذلك بعض المخدوعين، فبالتأكيد لم يصدقه الآتين إلى غزة على أسطول الحرية، ولا نحن طبعًا.

تحمل سفن الأسطول العديد من الشعارات واللافتات وأعلام الدول، وعلى إحدى سفن الأسطول لافتة بعنوان "8000"، نسبة لعدد الأسرى الفلسطينيين (ربما الغير دقيق) في سجون الإحتلال. وهذه لفتة جميلة وهامّة جدًا، فعندما يؤسر جندي إسرائيلي يعلم ذلك العالم كله، بينما نجد معظم العالم يجهل وجود آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالتالي فعلينا كأصحاب حقوق العمل بجدية على توثيق وإبراز حقوقنا المسلوبة بعدة وسائل.

نأمل وصول هؤلاء الأحرار إلى غزة بخير، وندعو الله لهم بكل التوفيق وأن ينجزوا مهمتهم بسلام، فعملهم هذا يثبت للعالم مرة أخرى، أنه بالرغم من صمت الكثيرين، ما زالت ضمائر الأحرار في هذا العالم، وخاصة شعوب أمتنا العربية والإسلامية، حيّة، وإنهم على استعداد للتحدي والعطاء بالرغم من التهويل والتخويف.

مقالات متعلقة