الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

فليُخمد البركان الفاشي- بقلم:رجا زعاترة

كل العرب
نُشر: 11/05/10 11:12,  حُتلن: 11:13

* الهدف الحقيقي من هذا الاعتقال الهوليوودي ومن أمر منع النشر الجارف (والفاشل) هو إنتاج حالة ترهيبية

المظاهرة الوحدوية الضخمة التي شهدتها مدينة حيفا أمس يجب أن تشكّل نقطة تحوّل في مواجهة البركان الفاشي حتى إخماده

* نحن أمام تصعيد خطير في مسلسل الزجّ بالجماهير العربية في الخانة "الأمنية"، إلى جانب تلك "الديموغرافية"، بعيدًا عن ملعب الحقوق والمواطنة والسياسة

لم نُفاجأ، بالأمس، من التفاصيل التهويلية التي سُمح بنشرها حول اعتقال مدير "اتجاه" أمير مخول والقيادي في "التجمع" د. عمر سعيد. فتجربة السنوات الأخيرة تقول إنّ الأجهزة "الأمنية" الإسرائيلية تعمد إلى تلفيق تهم من العيار الثقيل، من شاكلة "التجسس" و"الاتصال بعميل أجنبي"، على أسس وقائعية واهية لا بل مفبركة في أحيان كثيرة. التجربة تقول إنّ جبال "الشاباك" تتمخّض لتلد فئرانًا من النوع المهجّن الهزيل.
الهدف الحقيقي من هذا الاعتقال الهوليوودي ومن أمر منع النشر الجارف (والفاشل) هو إنتاج حالة ترهيبية، ليس بين الجماهير العربية فقط، بل بين المواطنين اليهود أيضًا؛ فالدولة مستهدفة، وأمنها مهدَّد، وهذا "الطابور الخامس" لا يعترف بيهوديتها ويسعى لتقويضها من الداخل، لا بل ويتعامل مع "حزب الله" أيضًا!
هذا التعدّي السافر على الحريات الديمقراطية، وإلى جانب كونه نتيجة للمناخ الفاشي السائدة في إسرائيل 2010، هو أيضًا وسيلة لتكريسه من خلال خلق سوابق قضائية وتوسيع استخدام قوانين الطوارئ. وهذا المناخ، كما أكدنا دومًا، يهدّد الأقلية القومية بطبيعة الحال أكثر من غيرها، لكن لا ديمقراطية حقيقية دون احترام هذه الأقلية وحقوقها. أما اضطهاد الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل، وفضلا عن أنه مقدمّة لإخراس كل صوت خارج عن الإجماع القومي الصهيوني، فهو وسيلة لإحكام السيطرة على الأكثرية أيضًا.
نحن أمام تصعيد خطير في مسلسل الزجّ بالجماهير العربية في الخانة "الأمنية"، إلى جانب تلك "الديموغرافية"، بعيدًا عن ملعب الحقوق والمواطنة والسياسة. وهذه الجماهير وقواها السياسية، بغالبيتها الساحقة جدًا، والمسؤولة جدًا، تخوض نضالاً شرعيًا وعادلاً بوسائل مدنية علنية معروفة ضد الاحتلال والعنصرية والاضطهاد، وهذا النضال هو ما يقلق المؤسسة الحاكمة لأنه نضال تراكمي مثمر ومؤثر لا تراجع عنه قيد أنملة. فجوهر المشكلة هو عدم إخلاص وعدم احترام وعدم اكتراث الدولة لمواطنة هذه الجماهير، وليس العكس.
المظاهرة الوحدوية الضخمة التي شهدتها مدينة حيفا أمس يجب أن تشكّل نقطة تحوّل في مواجهة البركان الفاشي حتى إخماده، بوحدتنا الكفاحية المنتصرة حتمًا، لأنّ بقاءنا الذي نشتق منه كرامتنا وحقوقنا ووجودنا الوطني أقوى ألف مرّة من الإرهاب ودولته.

مقالات متعلقة