الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 11:01

عبلّين ترفل بالسّلام


نُشر: 26/10/07 08:46

"طوبى لصانعي السّلام لانهم ابناء الله يُدعون "
  عبلين, البلدة الجليلية المتمطّية على خدّ الجليل , كانت أبدا مضرباً للأمثال في هدأة البال  والطُمأنينة والبساطة الى جانب الابداع ,- واستميحكم الف عُذر- ان أنا شمختُ شمَمَاً وقلت انّ من عبلين صدرَ اوّل ديوان للشعر بعد قيام الدولة , واصدرت بعده الكثير من الابداعات الادبيّة نثراً وشعراً ومسرحيّات ٍ.
  عبلين هذه الهادئة أضحت في المدّة الاخيرة " بُعبعاً " , فسائق التاكسي اليهودي  الذي تسأله ان يأخذك بسيّارته الى عبلين ينتفض ويسأل ...ماذا !! عبلين ؟؟! لا ...لا.
لقد تلبدت غيوم البلدة في الاشهر الاخيرة كثيرا, وأمطرت السماء مشاكل وحوادث أطلاق النار , والكل يصرخ ويتذمر ويشكو , ما هذه هي طينة العبالنة, بل ما هذه هي سلوكياتنا نحن العرب الفلسطينيين في الداخل .
اننا شعب حضاري , نحترم القانون ونحترم حقوق الغير , ونعيش التقوى ونتنفس التسامح, هذه العادات الجميلة والخصال الحميدة ما زالت تجري في عروقنا .
 بالامس فقط, انقشعت هذه الغيمة الداكنة وارتسمت على وجوه وثغور اهل عبلين والكثيرين من اهلنا من البلدات المجاورة, ارتسمت بسمات الأمل , بسمات حيّية نطقت بها الأحاسيس وفاضت بها المشاعرفالتقى الطرفان عائلة خوري من جهة وعائلة توفيق فرعوني من جهة اخرى , بمبادرة لجنة من الصلح من المنطقة, دأبت كثيراً وتعبت أكثر حتى تسنّى لها الوصول الى هذه الصّلحة, التي نأمل أن تضع حداً للنزاع والعداوة وحداً لاطلاق الرصاص الذي كان يُقلق بال السكان جميعاً.
 تنفّست عبلين الصُّعداء , والفضل كلّ الفضل يعود للعائلتين الكريمتين وللجاهة الرائعة والشرطة , ان مثل هذه الجاهات الصّلحية ضرورية تماماً كما الاكسجين .
 لقد غيّرت هذه الصلحة ولطّفت أجواء عبلين, ولوّنتها بالوان قوس قزح , فعاد التفاؤل الى هذه البلدة التي مكث فيها القلق طويلاً , وباتت الهواجس تسرح وتمرح ليلاً, ناهيكَ عن تواجد الشرطة المُكثّف في كلّ زاوية وركن..
 ومما  يُثلج الصدر , أن الصحافة المحلية قاطبة , أخذت دورها الطبيعي والايجابي الرائع , فصوّرت الحَدَث , ورافقته لحظة بلحظة . فبوركت هذه السلطة الرابعة, ...هذه السلطة التي لها ايادٍ بيضاء كثيرة في لمّ الشمل وفي الوفاق والاتفاق وتقريب القلوب .
 نعم, عادت لعبلين البسمة المضيئة , هذه البسمة التي نريدها ان تعلوَ فم كل انسانٍ في شرقنا العزيز , فالسلام كان ابداً املاً مرجواً , والعدل هدفاً سامياً , والتسامح تاجاً لكلّ الخِصال .
 لا أنكر بأنني ارتعشت وأنا ارى الايدي تتصافح, ولا أنكر بانني ارتعشت وانا ارى هناك من الاقربين والابعدين الدموع تترقرق في مآقيهم .
 ما أحيلى التسامح , وما أجمل المحبة , محبة الجميع حتى الاعداء , ألم يقل الرب " أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم " . والعائلتان أهلٌ , وكلنا في هذا الوطن شجرة واحدة , جذورها عميقة في تربة المجد واغصانها تُطاول السماء .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.03
EUR
4.68
GBP
249281.32
BTC
0.52
CNY