الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 05:02

للحقيقة وجه واحد!


نُشر: 24/10/07 18:59

اعتقدنا أن حليمة قد أقلعت عن عادتها القديمة، غير أن حليمة عادت إلينا وفي جعبتها "حصاد جديد" من نتاج عادتها إياها.
 اعتقدنا أن ذلك الذيل، وبعد أربعين عاما، وربما خمسين، أو قد تكون ستين، في ذلك القالب قد "انعدل"، إلا أنه فاجأنا من جديد و"اعتدل" – بحسب التصنيف الأمريكي!
 اعتقدنا أن جبهة الحزب الشيوعي قد عرفت واعترفت بخطئها وخطيئتها التي اقترفتها يوم قام نشطاؤها وبشكل فعال بشن هجوم عنيف، مواز ومتزامن مع هجوم السلطة على التجمع الوطني الديمقراطي ورئيسه الدكتور عزمي بشارة. اعتقدنا ذلك بالاعتماد على موقف الكثير من الجبهويين الذين خطّأوا وأدانوا مواقف قيادة الجبهة وعلى رأسها موقف وتصريحات "محمد بركة" المشهورة، والتي دعى من خلالها د. عزمي بشارة إلى العودة للوطن و"لمواجهة مصيره بمحاكمة عادلة ما دام مقتنعا ببرائته" وذلك بتعليل: "أن من يخالف القانون الإسرائيلي عليه أن يتحمل تبعات مخالفته تلك حتى لو لم يكن موافقا على نص القانون وروحه"!!! واعتقدنا أن الهدوء في الفترة الأخيرة ناجم عن مراجعة للذات في صفوف الجبهة أو اعترافا منهم بسوء موقفهم تجاه التجمع وتراجعا عن مهاجمته.  اعتقدنا ذلك أيضاً لأننا تلقينا وعود قاطعة من بعض قيادات الجبهة بأنها ستتوقف عن مهاجمة التجمع.  لقد اعتقدنا كل ذلك بناء على تحليل منطقي ولم نأخذ بعين الاعتبار المنطق الأعوج، واستندنا إلى وعود سرعان ما تبين أنها كاذبة.
 عقدت جبهة الحزب الشيوعي مؤخرا مجلسها الثالث عشر، على شرف مؤتمرها السابع المنوي عقده أواخر الشهر القادم، وقد دعت كوادرها إلى التجند لإنجاح المؤتمر وإلى تحسين أداء الجبهة... ولهم على ذلك كل الاحترام والتقدير والتحية. غير أن بعض "المغاوير" في قيادة الجبهة حولوا منصة المجلس إلى منصة تحريض منفلت ضد التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الإسلامية – ولا أعتقد أن شيئا كهذا ينبع إلا من عقدة نقص لدى الجبهة تجاه الآخرين -. فنرى أن النائب محمد بركة يصف كل ما يخرج عن سيطرة الجبهة بأنه "تطورات مقلقة وخطيرة على ساحة الجماهير العربية"  ويضيف بركة: " إن هناك أوساطا وضعت الجبهة هدفها بدلا من أن توجه سهامها للسلطة، فهذا – حسب بركة – ما جرى في الانتخابات للجان الطلاب العرب في الجامعات، وهذا ما شهدناه من تحالف التجمع مع حزب العمل في نقابة العمال، وهذا ما نشهده من الهجوم المنفلت على بلدية الناصرة وعلى إدارتها".
 يبدو أن الرفيق بركة نسي أن بلدية الناصرة، لو لم يحمها التجمع بائتلاف ممثل قائمة أهل الناصرة معا – التي يقف التجمع في مركزها – مع الجبهة لكانت حلت منذ زمن وأوتي بغيرها!!! أما الانتقاد من باب المعارضة البناءة الذي يوجهه أناس محسوبين على التجمع للبلدية وإدارتها، فهو ليس من حقهم فقط بل من واجبهم تجاه أبناء مدينتهم.
قد نفهم أن بركة متألم وموجوع لأن الجبهة خسرت الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب بعد ثلاثين عاماً! من سيطرتها عليه. هذا مفهوم، لكن لماذا لا يذكر محمد بركة في حديثه أن في كل الجامعات التي يقود التجمع وحلفاؤه لجانها وفي الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، هنالك ائتلافات شبه شاملة لا تخرج عنها إلا الجبهة التي وضعت نفسها خارج الإجماع والائتلاف، وضد الطلاب العرب ومصالحهم، لا لشيء إلا ليتسنى لها لاحقا مهاجمة هذه الائتلافات ومركباتها.
 ويتابع أيمن عودة ما بدأه معلمه وسابقه بركة، وبدل أن يهتم مركز الجبهة القطري بتلخيص أعمال جبهته وبرامجها المستقبلية، يختار أن يهاجم هو الآخر رموز الحركة الوطنية. ليدعي أن الحزب والجبهة وقفا إلى جانب التجمع الوطني الديمقراطي ضد "الشاباك"، ولكنهما لا يمكن ان يؤيدا خطوة د. عزمي بشارة في ترك البلاد!!! مضيفا : " إن الثقافة التي يروجها من برر خطوة بشارة هي ثقافة سيئة، وأن حزبه وجبهته أكدا دائما أن على الكف ملاطمة المخرز"!
 وهنا يسأل السؤال: " منذ متى يا حضرة المحامي كانت ملاطمة المخرز تقضي بتسليم رؤوس المناضلين إلى أيدي الاحتلال؟ أوليست هذه عملية انتحار؟ أإلى ذلك تدعو جبهة الحزب الشيوعي عزمي بشارة؟ أن يسلم نفسه ليد السلطة الاحتلالية الإسرائيلية ليزجوا به في السجن لعشرات السنوات؟ هل يحاول أيمن عودة أن يحذو حذو رئيسه بمحاولة تجميل القضاء "الأمني" الإسرائيلي وإلباسه لبوس "العدالة" البعيدة عنه؟ أم هي محاولة إرسال رسالة إلى اليسار الصهيوني مفادها أن عودة وبركة وجبهتهما وحزبهما "معتدلين" مؤمنين بعدالة القضاء الصهيوني، وبذلك يريحهم القضاء الصهيوني من خصم عنيد أحرجهم سياسيا إلى أبعد الحدود كما أحرج الدولة الصهيونية؟
 إذا، فوراء الأكمة ما وراءها، ويبدو أن الجبهة رأت بالسلطة حليفا غير مباشر ضد التجمع من باب "عدو عدوي، صديقي" ومن باب التقاء مصالحهما. وإلا، فما هي الرسالة التي يود المحامي الشاب أيمن عودة إرسالها إلى المناضلين من أبناء الحركة الوطنية؟ ألا يقول لهم : "تنازلوا عن نضالاتكم وسلموا أنفسكم للسلطة (العادلة) وكفاكم (الشاباك) شر القتال"؟ هل يدعو أيمن عودة الشباب الوطنيين الذين عاقبوا الإرهابي ناتان زادة في مجزرة شفاعمرو إلى تسليم أنفسهم "للعدالة" الإسرائيلية على نفس المبدأ؟!
 هذا المغوار الذي استبشر أبناء الحركة الوطنية وقياداتها خيرا يوم رأوه يصول ويجول خطابا رنانا من على منصة التجمع الوطني الديمقراطي، ظانين أن هذا الشاب هو وجه جديد يمثل توجها جديدا في الجبهة قد يمد جسورا للتواصل والتفاهم كانت سياسة الجبهة مع "الآخرين" قد قطعتها. وإذا به على دين ملوكه ومن سبقه في الحزب والجبهة، يقولون شيئا في العلن ونقيضه في دواخل جدران حزبهم حيث لا يخجلون من بعضهم بمواقفهم المخجلة.
 وهنا لا يسعني إلا التطرق لقضية أخرى هي غاية في الأهمية تم طرقها في مجمل حديث "قيادات" الجبهة، ألا وهي الموقف من مؤتمر الخريف المنوي عقده في "أنابوليس" في الولايات المتحدة في الفترة الوجيزة القادمة، حيث قال بركة بالحرف الواحد: "لا يمكننا أن نطلب من القيادة الفلسطينية عدم المشاركة في هذا اللقاء الدولي، خاصة في ظروف اختلال موازين القوى العالمية"!
 هذا بالوقت الذي يصدر فيه التجمع الوطني الديمقراطي بيانا ودعوة رسمية لعقد مؤتمر وطني في الداخل الفلسطيني يشارك به كل المتمسكين بالثوابت الوطنية الفلسطينية وضد المشاركة في لقاء "أنابوليس" بوصفه حلقة أخرى في مسلسل محاولات فرض حل دائم، تصفوي وغير عادل للقضية الفلسطينية، كما كانت كل المؤتمرات السابقة من أوسلو إلى كامب ديفيد 2 وقمة العقبة حتى مبادرة جينيف، التي رقصت الجبهة وحزبها الشيوعي على أنغامها. فكيف لا نستغرب أن تضع جبهة الحزب الشيوعي نفسها في معسكر الحلول التصفوية ضد الحلول العادلة وضد الرأي العام الفلسطيني الذي يشكل شبه إجماع ضد المشاركة في هذا المؤتمر؟!.
 للحق أقول، أن أنصاف المواقف قد يتم إرضاؤها بأنصاف وأرباع الحلول، ولكن ما هو الموقف الصحيح والواضح للجبهة من مجمل القضايا؟ ما هي الحقيقة؟
• الحقيقة أنه لا يصح إلا الصحيح، وأنه مهما تلون البعض وأطلق الشعارات الرنانة علنا، ونقيضها في الخفاء والاسترضاء، فسوف تفضح تصرفاته حقيقة موقفه عملا لا قولا.
• الحقيقة أن كلام الحق المراد به باطلا في هجوم الجبهة وحزبها على التجمع الوطني وقياداته، والمسمى مجازا "وقوفا مع التجمع"، لا بد من أن يسقط هذا الموقف المتردد المرتجف في امتحان الحقيقة، وقد بانت بوادر هذا السقوط منذ بداية قضية الدكتور عزمي بشارة، حيث شرعت الجبهة وأبواقها ببث الشائعات الكاذبة والتحريض الأرعن ضد بشارة والتجمع في نفس الوقت الذي واجه فيه التجمع حملة غير مسبوقة من قبل السلطة وشاباكها هدفها تصفية قائد الحركة الوطنية الدكتور عزمي بشارة.  هم لم يقفوا مع التجمع إلا ليطعنوه من الخلف.  حاولوا ولم يفلحوا!
• الحقيقة أن جبهة الحزب الشيوعي رقصت طربا على أنغام اتفاقيات أوسلو المشؤومة – لكونها تتمشى مع طرحها "العقلاني" – وصفقت وهللت وشاركت ودعمت مبادرة جينيف  وباركت باراك في طريقه إلى مؤتمر كامب ديفيد رغم أنه كان مصيدة. واستمراراً لنفس النهج لا تستطيع الجبهة إلا أن تطبل وتزمر للذاهبين إلى "أنابوليس"، ذلك اللقاء الذي وضع التفاوض هدفا معلنا له بحد ذاته بدل أن يكون وسيلة، والالتفاف على مؤتمر سلام حقيقي عادل وشامل يعتمد على المبادرة العربية أساسا للتفاوض، هدفا غير معلن. وكل ذلك تحت عناوين زائفة للسلام والحل الدائم وغيرها من الأسماء الكاذبة.  أي يسار هذا الذي يدعم التساوق مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي؟
• الحقيقة أن موقف الجبهة ضعيف اليوم حيال "الخدمة المدنية" والتوقيع وثيقة الاستقلال، واللذين لم يتجاوزا التصريحات إلى التنفيذ، ولا يمكن أن يخرجا إلى الواقع إلا إذا تنصلت الجبهة من توقيع حزبها الشيوعي على وثيقة استقلال إسرائيل عام 1948، ودعوة قيادات الحزب الشيوعي لتجنيد الشباب والشابات العرب للجيش الإسرائيلي أوائل الخمسينات من باب المساواة وعدم التمييز ضد الشباب العرب. فهل ستتنصل الجبهة من مواقف حزبها الشيوعي؟؟؟
• الحقيقة ان قيادة الجبهة تتملق السلطتين (الإسرائيلية والفلسطينية) من خلال تحريضها على التجمع والحركة الإسلامية.  وهي تعتقد أن مثل هذا التحريض هو بطاقة دخول إلى معسكر "الاعتدال".
للحقيقة وجه واحد، وهذا هو وجه الحقيقة الجبهوية الشيوعية!

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
241898.93
BTC
0.52
CNY