الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

ما أحوجنا إلى الرؤيا المستقبلية- بقلم: مصطفى عبد الفتاح من كوكب ابو الهيجاء

كل العرب
نُشر: 24/04/10 14:45,  حُتلن: 07:47

* على اي قائد او رئيس او مدير أي قسم أن يحدد إسهام مجموعته او حزبه او دائرته في خلق الثقافة التنظيمية

* الرؤيا تختلف عن الهدف حيث أنها تحدد وتعرف جهاز القيم الذي يقود الهوية الجماعية ويرسم القاعدة للالتزام والتقدير

*  هناك أيدٍ خفية متواطئة عابثة بمقدراته ,يد السلطة وكل المتواطئين والمتعاونين معها من ضعاف النفوس , تمتد لتكريس هذا الوضع ولتزيد التشرذم والانقسام وحالة اللامبالاة

يعيش مجتمعنا العربي في هذه البلاد حالة غريبة من خلط الأوراق ,وعدم الوضوح في معرفة آفاق المستقبل كشعب وكأمة لها وضعية خاصة ولها واقع معاش ولكن تنعدم فيه الرؤيا ,وتتشتت فيه الأفكار والأهداف والمواقف وتضيع فيه آفاق المستقبل وعليه فنحن بحاجة ماسة الى بلورة رؤيا واضحة المعالم تحمل رايتها قيادة حكيمة مبدئية تعرف إلى أين تقود شعبها .
الرؤيا في نظري هي معرفة الاتجاه (البوصلة) التي ترسمها القيادة وتلتزم بتحقيقها. وهي ظاهرة تعبير مرئية تشير إلى واقع حاصل أو متوقّع. ونستطيع تعريف الرؤيا الشاملة بأنها صورة المستقبل للمجتمع والمؤسسة وأقسامها التي نعمل بها ونتفاعل معها . الرؤيا تعبر عن هوية المجتمع ومعانيه وقيمه ومبادئه وكذلك فإن الرؤيا تفسح المجال أمام كل فرد في المجتمع ليحقق أهدافه, رغباته, هويته, الشخصية ومقوماته الشخصية ويطورها بما يتناسب ورؤيا وأهداف المجموع.
القيادة الجادة صاحبة الرؤيا النابعة من أهداف المؤسسة ومن رؤيا شركاء المؤسسة , تحاول وتعمل على تجميع الرؤى لدى جميع الأقسام كي يجمعها ويضمها في رؤياه الموحدة للجميع بلورة الرؤيا تكون بمثابة رافعة مركزية في يد القيادة للتفاعل مع التعقيدات السياسية والاجتماعية والتنظيمية حاضراً ومستقبلاً.
الرؤيا تختلف عن الهدف حيث أنها تحدد وتعرف جهاز القيم الذي يقود الهوية الجماعية ويرسم القاعدة للالتزام والتقدير.
في كثير من الحالات هناك تضارب بين الهدف والرؤيا. ومن ذلك ينتج اضطراب بين الإستراتيجية والتقنيات وبين الأهداف والقيم ومع أن لكل من الهدف والرؤيا قنواته الخاصة إلا أنهما يكمل كل الآخر في إطار الرؤيا التنظيمية العامة. من هنا علينا ان نعي أن مسيرة التخطيط والعمل الناجح والمثمر يتطلب الدمج بين والهدف الرؤيا, الأول يؤدي إلى المهام والفعاليات والثاني يؤدي إلى الالتزام والمعنى.مثل,الأصالة والعلاقات العائلية.كسر الأطر الروتينية وخلق الحوار البناء واحترام الرأي والرأي الأخر .التعلم والتحسين المستمر.مثل الهوية والتعايش .
من هنا فان الرؤيا تتركز في الوصل بين قطاعات المجتمع ومكوناته بحيث أن على اي قائد او رئيس او مدير أي قسم أن يحدد إسهام مجموعته او حزبه او دائرته في خلق الثقافة التنظيمية, وعلى القائد أن يجد المعادلة للوصل بين الدوائر والمؤسسات المختلفة.
إن الرؤيا كلمة كبيرة ومُلزمة ,لذلك تطبيقها يحتاج وبالأساس إلى القدرات الكبيرة والى الصبر والتروي لان هذا لا يتحقق الا عن طريق الرغبة الصادقة للتأثير على الآخرين, وتفكير منهجي يتعلق بالاتجاه والالتزام نحوه بجانب الحقيقة بأن للمواطن توجد حاجة ماسة له .
من منطلق هذا التعريف للرؤيا وأهدافها وأهميتها ,ومن منطلق معرفتي للواقع اليومي المعاش في مجتمعنا العربي ,في جميع قرانا ومدننا في جميع إرجاء هذا الوطن الغالي من الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الصعبة والتعيسة ,فان من واجبنا ومن أولى مسؤولياتنا ان نضع النقاط على الحروف ان نضع الرؤيا الصحيحة الملائمة لظروفنا وواقعنا الاجتماعي والسياسي المعاش,لا ان نترك الامور على عواهنها ,تحت شعارات فضفاضة ورؤى عامة لن تثمر شيئا, علنا نستطيع ان نخطو الى الامام خطوات واثقة صحيحة هادفة تحدد طريقنا ومسارنا كمجتمع وكشعب يحلم بغد أفضل .
لا أعمم ابدا فيما سأقول ولكني أتحدث عن ظاهرة وافه اجتماعية ,تفت في عضد مجتمعنا الطيب المعطاء القوي الصابر والصامد , افة مستشرية تزداد ضراوتها وحدتها كل يوم ولا أبالغ اذقلت انه لا يختلف اثنان اننا نعيش واقعا اجتماعيا تعيسا جدا ,أصبحت
فيه الأنانية والذاتية هي العنوان وشعارها " ليكن بعدي الطوفان"
مجتمع اصبح يعشش في ثناياه الكذب والنفاق والمداهنة والمداراة.
مجتمع اصبح العنف بجميع انواعه هو سيد الموقف وسيد الحوار بين الافراد والمجموعات ,وما لا يحل بالعنف يحل بمزيد من العنف .والقتل وحمل السلاح والمتاجرة به على قفا من يشيل
مجتمع يسيطر على الكثير من مقدراته ومؤسساته ومكوناته بعض المرتزقة المنتفعين والمتاجرين بكل ما يمكن ان يكسبهم مالا ضاربين عرض الحائط بكل اسس وأهداف المجتمع السامية .
مجتمع ينحاز في غالبيته الى ذكوره ويقمع إناثه أي يلغي نصفه
مجتمع لا يرى الفرق بين مثقفيه ومتعلميه وبين جهاله ومتخلفيه .
مجتمع يتستر خلف حجاب الدين ويمارس الكذب والنفاق .
مجتمع يحاسبك على مواقفك السياسية أو الاجتماعية او حتى انتمائك العائلي أو الديني .
مجتمع يسخر من انتمائك إلى شعبك ووطنك وبلدك ,إلى عائلتك وأسرتك .
مجتمع أصبحت قيمة الأرض فيه تقاس عند بعض أفراده بحفنة دولارات يدفعها أي سمسار لأي جهة كانت دون ان يلتفت الى القيمة المعنوية والوطنية والانتمائية ,ودون الربط بالهوية او حتى مجرد البقاء .
نعرف ونعي أن هناك أيدٍ خفية متواطئة عابثة بمقدراته ,يد السلطة وكل المتواطئين والمتعاونين معها من ضعاف النفوس , تمتد لتكريس هذا الوضع ولتزيد التشرذم والانقسام وحالة اللامبالاة التي يعيشها الكثيرون لتلعب بمقدراته ,وتشتت طاقاته وتمنع وحدته لتحقيق أهدافه .
وعليه فأنني اقترح ان نضع تصورا مستقبليا ورؤيا واضحة لجميع مكونات الشعب في جميع أماكن سكناه في القرى والمدينة ,في البيت والشارع , وعلى مختلف تركيباته الدينية والاجتماعية والسياسية لتكون الرؤيا المستقبلية تتمحور حول موضوع الانتماء بما تحمله هذه الكلمة من معاني سامية وشاملة وما تتطلبه من تكثيف الجهد ,وتوحيد الطاقات ,والاجتهاد اللامحدود من جميع أقسام وفئات الشعب ومكوناته من صغيرها وحتى كبيرها بجهود موحدة ,وعزيمة قوية . واقصد هنا الانتماء الحقيقي ,للارض ,الجبل والسهل والوعر ,للبيئة للوطن للشعب ,للعائلة للأصدقاء ,للمبادئ للأخلاق ,للرياضة ,الانتماء للقرية والمدينة لجذورها لناسها الطبيبين لأهلها الوطنيين ,لكل ماهو غال فجميل في حياتنا كي يعود الوطن ألينا ونعود إليه .
باختصار نحن نعيش في مجتمع يفرغ نفسه من كل القيم التي تجعل منه مجتمع مترابط متماسك متعاضد, يوحده الهدف المشترك والمصير المشترك, والحلم المشترك بغد أفضل وواقع أنظف واشرف من الواقع المعاش. نحن نعيش في مجتمع تنقصه الرؤيا المستقبلية فما أحوجنا إليها اعرف ان الموضوع كبير ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة .
 

مقالات متعلقة