الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:01

مآسي مدارس اللد أشبه بالقرى غير المعترف بها: شرب المياه من المراحيض

كل العرب
نُشر: 12/04/10 08:38,  حُتلن: 11:39

 *د. حنين: وزارة المعارف لا تستطيع التنصل من مسؤوليتها

*د. سويد: هناك ضرورة لحراك شعبي واسع واضراب في حال استمر الوضع

*د. اغبارية: وضعية المدارس جزء من مؤامرة ترحيل العرب من مدينتهم الاصلية

*نواب كتلة الجبهة يزورون مباني مدمرة ومحروقة تّسمى في قاموس العنصرية الإسرائيلية مدارس، طالما هي للعرب

* المدرسة الإعدادية تفتقر لحنفية ماء خارجية واحدة، كل المدرسة تشرب المياه من مبنى المراحيض الوحيد في المدرسة

*النائب بركة يهاتف الوزير غدعون ساعر ويدعوه لزيارة المدارس، ويتفقان على تقديم تقرير مفصل حول أوضاع المدارس تقدمه الجبهة

- كمال عطيلة الناطق بلسان وزارة المعارف في الوسط غير اليهودي:

*  كل ما يتعلق بأعمال الصيانة وسلامة الطلاب يقع على عاتق ومسؤولية السلطة المحلية

قامت كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، البرلمانية، الأحد، بجولة في مدينة اللد، شملت عددا من مدارس المدينة العربية، للاطلاع على أوضاعها، بمرافقة نشطاء الجبهة في المدينة، وكان في استقبالهم في المدارس المختلفة أعضاء من لجنة أولياء الأمور في المدارس، واللجنة العامة في المدينة، لتتكشف صورة قاتمة لا يمكن للعقل أن يتصورها، فنواب الكتلة الذين اطلعوا على مآسي جهاز التعليم في اللد سابقا، وجدوا أن الأمور تزداد سوءا.
وقد شارك في الجولة أعضاء الكنيست الجبهويين الأربعة، محمد بركة ود. حنا سويد، ود. دوف حنين، ود. عفو اغبارية، وطاقم العاملين في الكتلة البرلمانية، وناشطون بارزون في الجبهة الديمقراطية في اللد.

مدرسة الزهراء
وكانت المحطة الأولى للمدارس الحكومية، مدرسة الزهراء الابتدائية، وما أن دخل الوفد حتى فوجئوا بفيضان للمياه العادمة (المجاري) عند المدخل الرئيسي للمدرسة، وليعلم الجميع أن انسداد شبكة المجاري في المدرسة قائم منذ 14 يوما، وفقط في الأمس بدأوا اصلاحها.
ثم شاهد المشاركون صفوف كرفانات متناثرة فوق أكوام رملية، وقال أعضاء في لجنة أولياء الأمور، إنه كان من المفروض أن يبدأ في المكان بناء مبنى بمساحة بناء 1300 متر مربع، ليشمل 33 غرفة تعليمية، وهذا البناء كان يجب ان يبدأ في العام الماضي، ثم بدأ حراك بطيء للبدء بالبناء هذا العام، وتم ازاحة الكرافانات إلى الارض الرملية، ولكن اجراءات بيروقراطية، لا يمكن تبريرها وعلى الأغلب مقصودة، تؤخر البدء بالبناء مجددا، وهنا شك كبير في أن يبدأ البناء قريبا.
ويؤكد أولياء الأمور أن المدرسة تفتقر إلى شروط الحد الأدنى للسلامة والأمان في المدرسة، وأن البلدية ورئيس اللجنة المعينة فيها يتلكأون في التجاوب مع مطالب المدرسة الأساسية.

مدرسة إعدادية!
ثم يصل النواب إلى مجمع مباني، البؤس ظاهر عليها من الخارج، و"قيل لنا" أنها مدرسة اعدادية، تم زج أكثر من الف طالب فيها، "يتعلمون" في ظروف مأساوية، ويؤكد أولياء أمور أن نسبة العنف فيها من أعلى النسب، أما معدلات التحصيل العلمي في ظروف كهذه، فحدث ولا حرج.
والمدرسة كلها تفتقر لحنفية ماء خارجية واحدة، كل المدرسة تشرب المياه من مبنى المراحيض الوحيد في المدرسة، وحتى المبنى المخصص لغرفتي التعليم الخاص، فيه مراحيض من دون خط مياه، وحسب أولياء الأمور فإن البلدية اشترطت على مدير المدرسة أن يكون عداد المياه على اسم المدير ذاته، بمعنى الزام المدير بدفع فاتورة المياه من جيبه الخاص.
ولكن الحكاية المأساوية نجدها في مبنى القاعدة الرياضية، فكل التعامل العنصري نجده هناك، مبنى محروق منذ عشر سنوات في قلب مدرسة أبوابه مُشرعة ومفتوحة أمام جميع الطلاب، خراب وتدمير، وبالامكان أن يكون مكانا "نموذجيا" لكل الموبقات الاجتماعية.
وحسب ما سمعه الوفد، فقد تم ثلاث مرات تخصيص ميزانية لاعادة ترميم المبنى الرياضي، وفي كل مرّة تم شفط الميزانية لأغراض أخرى، لربما أن المدارس اليهودية "الصالونية" في المدينة تحتاج لميزانيات أكثر لرفاهيتها، ويلخص النائب بركة المشهد الحاصل بقوله: لربما أن هذا المبنى كان في قطاع غزة خلال الحروب العدوانية عليه.

مدرسة ابتدائية ثانوية بالتناوب
"الكرم الحاتمي" لبلدية اللد والمؤسسة الرسمية العنصرية يتجلى في مدرسة الرازي "الحديثة" ومعها أو فوقها المدرسة الثانوية العربية، فقد تسلمت هاتان المدرستان مبنى مدرسة قديم جدا كان مدرسة يهودية، فتسلمت المدرسة الثانونة الطابق العلوي، بينما تسلمت المدرسة الابتدائية "الرازي" الطابق السفلي.  بحبوحة ما بعدها بحبوحة في هذه المدرسة، 40 معلما "يرتاحون" في غرفة للمعلمين تنتشر على مساحة 15 مترا مربعا، وكي لا يكون خطأ في القراءة، "خمسة عشر مترا مربعا" لينافسوا بذلك مساحة زنازين الأسرى في سجون الاحتلال.
وهذه البحبوحة تطال التلاميذ الأطفال أيضا، فقد تم اغلاق دهليز ضيق، ليزج فيه أكثر من عشرين طفلا، والمدرسة تفتقر لكل شيء، لا يوجد فيها غرف لمكتبة وحاسوب ونشاطات لا منهجية، وحتى أن المدرسة تسلمت هدية من مفعال هباس 20 حاسوبا، ولا توجد غرفة لاستيعاب الحواسيب.
في المدرسة ساحة لا يمكنها أن تستوعب 270 طفلا، ولكن لا بأس، فهذه المساحة للفسحة سيحرم منها الطلاب في العام المقبل، حين سيزداد عدد الطلاب بثلاثين طالبا جديدا، كما أن واحة الديمقراطية إسرائيل ستهديهم كرفانات لتضعها في الساحة، لربما أن هذه أيضا سيجلبونها من أحد سجون الاحتلال.

نواب الجبهة: اللد "تنافس" القرى غير المعترف بها
لم يكن كلام كثير لدى نواب الجبهة، فهذه مأساة لا يمكن أن يستوعبها العقل، مدينة اللد تنافس القرى غير المعترف بها في النقب، وقد تسبق تلك القرى في المقارنة مع قرى نائية في ادغال افريقيا- لا مبالغة لأن ما رأته العين لا يستوعبه العقل.
وقال النائب محمد بركة إن هذا يستوجب حراكا بمستوى آخر، وطلب من نشيطي الجبهة بالتعاون مع أعضاء في لجان أولياء الأمور إعداد تقرير توثيقي دقيق يستند إلى كل الحقائق والمعطيات الموثقة لعرضه على أعلى الهيئات والبدء بحراك غير اعتيادي، لأن أمرا كهذا لا يمكن أن يستمر.
وخلال الجولة اجرى النائب بركة اتصالا مع وزير التعليم غدعون ساعر، وكانت مكالمة مطولة شرح له فيها جوانب مما رآه، وتم الاتفاق على أن يُعرض على الوزير تقرير السابق ذكره بسرعة، واعدا التدخل الشخصي في هذه القضية.
وقال النائب د. سويد، رئيس الكتلة، هذه ليست مدارس وليست مباني بالإمكان استخدامها لأي غرض، والقضية ليست قضية تحسين لهذه المدرسة أو تلك، والمطلوب انقلاب كامل في كل هذه الوضعية، وإذا لم يتغير شيئا، فلا يمكن إلا الإعلان عن الاضراب العام في جهاز التعليم العربي في اللد، حتى ينقلب الوضع كليا، لأن حضور الطلاب إلى مباني كهذه خطر على حياتهم، كما أن التحصيل العلمي الحالي يجعل القلق أضعافا، فأي تعليم وأي استيعاب في ظروف مأساوية كهذه.
وقال النائب د. دوف حنين، إن وزارة التعليم والوزير غدعون ساعر لا يستطيعان الادعاء أن هذه المباني بمسؤولية الحكم المحلي، فهو مسؤول عن سير التعليم المنتظم، ومباني كهذه لا يمكن ضمان جهاز تعليمي صحيح وسليم.
وقال النائب د. عفو إغبارية، الشيء الغائب هنا كليا، هو عامل الصدفة، فكل هذا يسير وفق سياسة ممنهجة والهدف منها واضح تضييق الخناق على العرب أهالي المدينة الاصليين لدفعهم على الترحيل، من هنا نبدأ، وهذا أصل الحكاية، وهذه قضية يجب ان تلازمنا في كل تحركنا البرلماني.

زيارة إلى حي دهمش
هذا وفي ختاك الجولة توجه نواب الجبهة إلى عد من بيوت حي دهمش التي يواجهها خطر الهدم القريب، إذ عبر الوفد عن تضامنه مع اصحاب البيوت، وجرى التأكيد على ضرورة تفعيل المعركة الشعبية، لمنع الهدم.

تعقيب وزارة المعارف
وقال كمال عطيلة الناطق بلسان وزارة المعارف في الوسط الغير يهودي في اتصال هاتفي لموقع العرب صباح اليوم الإثنين أن الوزارة على اطلاع بالأمر الذي تم طرحه في الكنيست مؤكدا أن كل ما يتعلق بأعمال الصيانة وسلامة الطلاب يقع على عاتق ومسؤولية السلطة المحلية.

مقالات متعلقة