الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 20:02

رمبام: عملية جراحية نادرة لتصحيح هبوط الجفنين المولود لشقيقين في اليوم ذاته

كل العرب
نُشر: 07/04/10 09:23,  حُتلن: 10:54

* هبوط الجفون هو عادة ظاهرة متعارف عليها لدى كبار السن والتي تكتسب مع مر السنين

* عواقب هذه الظاهرة عملية حركية وجمالية، وهي تشكل عيبا على جودة حياة المصابين بها

في رمبام، مركز طبي معتاد لعلاج الحالات النادرة في عالم الصحة، أجريت عملية جراحية لشقيقين، محمد ومريانة عرايدي، البالغين من العمر تسع وعشر سنوات من قرية المغار الجليلية. الاثنان عانا من حالة طبية مشابهة ونادرة: هبوط الجفون المولود، في الجهتين (العينين)، في حين يعاني شقيقهما الأصغر البالغ من العمر ست سنين يعاني من المشكلة ذاتها في أحد الجفنين.



هبوط الجفون هو عادة ظاهرة متعارف عليها لدى كبار السن والتي تكتسب مع مر السنين لعدد من الأسباب: في غالبية الأحيان، بسبب ضعف في العضلة المسؤولة عن رفع الجفن، ولكن ايضا بسبب مرض اعصاب، مرض عضلات وغيرها. في حالات نادرة تكون هذه الظاهرة مولودة وتحمل طابعا موروثا، حيث أن الجينات تسبب للجنين خللا في تطوّر العضلة المسؤولة عن فتح العينين (لفاتور).

اعاقة واضحة بالقدرة على الرؤية
 وتكون عواقب هذه الظاهرة عملية حركية وجمالية، وهي تشكل عيبا على جودة حياة المصابين بها، اذ أنه وبسبب عدم رفع الجفن، هناك اعاقة واضحة بالقدرة على الرؤية، الامر الذي يسبب للمصابين بالـ"فوتوزيس" رفع رأسهم كي يتمكنوا من الرؤية بشكل أوضح، وهذا الامر بحد ذاته يسبب أوجاع في الرقبة. بالاضافة الى ذلك، يظهر وكأن هؤلاء الأشخاص "نائمون" طوال اليوم، بسبب كون عيونهم مغمضة بشكل جزئي. في الحالة المذكورة من هبوط الجفون لدى الطفلين من المغار قد تؤثر هذه المشكلة على تطوّر النظر لدى هؤلاء الأطفال وقد تؤدي الى ما يسمى بالعين الكسول.
من جهته يقول دكتور نير زايدر، طبيب في قسم العيون في رمبام، المختص في الجراحة التجميلية للعين، والذي أجرى العملية للشقيقين، انه لم يعالج أبدا اثنين من نفس العائلة وبدرجة قرابة كهذه يعانيان من هذه المشكلة وبفترة قصيرة كهذه، ويقول: "نحن نواجه مرضى من هذا النوع مرة كل نصف سنة. هناك اقارب يعانون من المشكلة، ولكنهم يتعالجون بفترات متباعدة، بشكل خاص لأن الحديث يدور عن مشكلة تظهر لدى الكبار وتتطوّر مع الزمن".

تعليق الجفون
الحل لهذه المشكلة كما ذكر هو عملية جراحية. في غالبية الحالات تكون عضلة الجفن تعمل ولكن بشكل ضعيف، وحينها بالامكان تقصير العضلة للسماح للجفن بأن يرتفع. ولكن في حالة الشقيقين، لم تكن العضلة تعمل بشكل كافٍ، ولذلك استخدمت تقنية جراحية نادرة جدا وهي رفع الجفن وتثبيته الى العضلة المسؤولة عن رفعه.
وتم التثبيت بواسطة نسيج أخذ من الفخذ وزُرع تحت الجلد. بعدها تم تثبيت الجفن للعضلة المسؤولة عن رفعه. يذكر أنه اجريت العملية بالتعاون مع الدكتور نبيل غريّب من قسم العظام ب والدكتور اليوت يوسيم، مدير وحدة التخدير العصبية الجراحية في رمبام. هذه التقنية الجراحية المدعوة "تعليق الجفون"، مستخدمين أنسجة الجسد تعتبر بديل أفضل لتلك التقنيات التي تشمل زراعة مواد اصطناعية قد يتم رفضها من قبل الجسم وقد تؤدي الى تلوّثات، وهي ذات أفضليات واضحة نسبة للتقنيات التقليدية: تتطلب وقتا أقل، ذات نسب تعافي أسرف وأفضل وغيرها.

لم يكن بامكانهم فتح عيونهم بشكل كامل
هذه النوعية من الجراحات تجري في رمبام منذ حوالي خمس سنين، ويجريها الدكتور زايدر الذي تخصص بهذه التقنيات في المركز الطبي التابع لجامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة. ويقول الدكتور زايدر انه خلال ثمانية ساعات أجريت عمليتين جراحيتين، والآن فترة قصيرة بعد اجراءها يظهر تحسن واضح في حالة الطفلين.
من جهته قال الوالد رائد عرايدي حول المرض الذي عانى منه أولاده: "لم يكن بامكانهم فتح عيونهم بشكل كامل، وكانوا يعانون كثيرا ويواجهون الكثير من المصاعب. اذ كان فتح العينين صعبا عليهم وبالتالي كانوا يضطرون لرفع رأسهم، الامر الذي كان يسبب لهم اوجاعا. في المدرسة كانوا يطبعون أوراق العمل على سبيل المثال، بخط أكبر بشكل خاص لابنتي. اليوم تحسن الوضع كثيرا، وبات أسهل لهم الرؤية، ولكن ما زالوا يتعافون من العملية الجراحية حاليا، كنا دائما في مراقبة لدى طبيب عينين وبعد ان صعب الوضع لدى ابنتي تنقلنا بين الكثير من المستشفيات قبل ان نصل لرمبام لاجراء العملية هناك. اتمنى أن يواصلا التحسّن وأن يتمكنوا من الرؤية بشكل واضح مثلهم مثل غيرهم من الأطفال في جيلهم". وشكر الوالد الطبيب المعالج دكتور زايلر على المعاملة الحسنة ومتابعته لحالة الولدين طوال كل الفترة واهتمامه بشكل خاص بهما.

مقالات متعلقة