الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 17:02

العنف في الوسط العربي بقلم الأستاذ: ناصر أبو عرار

كل العرب
نُشر: 05/04/10 21:26,  حُتلن: 07:58

* من كان بعيداً عن الله صَعُب عليه أن يكون هادئاً متروياً في تصرفاته وأعماله

 * لا بد من أن الجميع لاحظ ازدياد موجات العنف في مجتمعنا العربي بشكل خاص

*  العنف مازال مستمراً ما دامت لم تكن هنالك إستراتجية من طرف السلطات المسئولة للتحرك قدما للمساهمة الفعلية

أمسى العنف خبزًا يوميًّا للإنسان المعاصر. فهل هذا العنف جزء من الطبيعة الإنسانية؟ هل هو فطرة كامنة في أصوله الغريزية؟
للأسف الشديد أصبح العنف ظاهره شائعة وظاهرة في المجتمع ويعود مصدر ودافع العنف إلى الكثير من الأسباب، فلا يمكننا القول أن الأسرة سبباً أو أن الوضع النفسي سبب أو الاقتصادي أو.. أو... أو....

موجات العنف في مجتمعنا العربي
فكلها تلعب دوراً في هذه الظاهرة فالوضع الاقتصادي له تأثيره ودوره ونتائجه وكذلك للوضع النفسي والعائلي أيضا له تأثير، والكل مسؤول في هذه الظاهرة. كذلك العائلة تلعب دوراً هاما,ً وكذلك المجتمع.
 لا بد من أن الجميع لاحظ ازدياد موجات العنف في مجتمعنا العربي بشكل خاص ، إن هذه الظاهرة تبدو مقلقة ومثيرة للجدل .. ما هي بواعثها ومن أين أتت ؟! وهل كانت من قبل بهذه الكثافة ؟، أم أنها صارت أكثر في الآونة الأخيرة !!؟.. كلها تساؤلات نسألها لأنفسنا.

معدلات الجريمة في إسرائيل
وبحسب موقع " يديعوت احرونوت " فقد تبين أن معدلات الجريمة في إسرائيل خلال العام الماضي ، والتي أظهرت ارتفاعا في نسبة الجريمة في الوسط العربي خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، حيث بلغ عدد القتلى في الوسط العربي جراء جرائم القتل العام الماضي 71 قتيلا بنسبة 60% ، في حين بلغ عدد القتلى الإجمالي في إسرائيل إلى 121 قتيلا.

العنف والمجتمع
فاعتبار مصطلح العنف من أهم المصطلحات المناقشة في الأوساط والأبعاد المختلفة إما كانت سوسيولوجية ( اجتماعية ) أو سيكولوجية ( نفسية ) أو الثقافية أو حتى الاقتصادية كمسبب مساهم يخلق ويزيد من دافعية وجود هذه الظاهرة ومن هذا الأساس يجب الإحاطة بالموضوع المختار من الجوانب المذكورة ضامنين تغطية شاملة للأسباب أي الدلائل والآثار وكذلك الحلول المتوخاه أو المستخدمة للخروج منها.
فمجتمعنا العربي يعاني منذ مدة زمنية طويلة من عدة أنواع وأشكال من إشكاليات العنف.
فيمكن أن نقسم العنف إلى أربعة أقسام:
1. العنف الكلامي ويقصد هنا الشتائم والاهانات الكلامية.
2. العنف الجسدي ونعني هنا الاعتداء الجسدي من ضرب وقتل.
3. الإهمال وهو عدم إعطاء الفرد وخصوصا الأطفال الأساسيات لاستمرار الحياة من طعام ولباس وتعليم وصحة والمحافظة على أمنهم.
4. الاعتداءات الجنسية ومنها المحاولات بالتحرش حتى قيام بالاعتداء الجنسي.

مشكلة العنف الإبتعاد عن الدين الإسلامي وعدم فهمه
ورغم أن العنف في الوسط العربي من الظواهر التي تمتد جذورها في كل الأمم والثقافات والحضارات بدءاً من جريمة القتل الأولى عندما قتل هابيل قابيل إلا أنه مع ذلك ظل سلوكاً مرفوضاً ومشيناً في معظم تداعياته، ويشكل العنف العائلي تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان. فالمشكلة الأساسية تكمن في ابتعاد أسرنا عن الدين الإسلامي وعدم فهمهم وإدراكهم عظمة هذا الدين.

فمن كان بعيداً عن الله صَعُب عليه أن يكون هادئاً متروياً في تصرفاته وأعماله، ومن كان بعيداً عن كتاب الله من المؤكد أن يتحول إلى ضعيف القلب، قليل الحيلة، سريع الغضب، منفساً عن ضعفه في العنف الممتثل بالوحشية غالباً.
ومن لم يفهم هذا الدين العظيم، سيصعب عليه أن يدرك معنى التسامح واللطف واللين.
وأسر كثيرة افتقدت التربية الإسلامية الصحيحة، فصارت التربية السليمة في نظرهم بالضرب المبرح وان سألت عن السبب يقولون : " للتأديب فقط "، فينشأ الابن وهو يعتقد أن الأمور لن تسير كما يريد إلا إذا قام بالضرب أو العنف على أنواعه.

للانتهاء من هذه السلوكيات
نهاية لهذا المقال نستطيع القول أن العنف مازال مستمراً ما دامت لم تكن هنالك إستراتجية من طرف السلطات المسئولة للتحرك قدما للمساهمة الفعلية في الدفع الحقيقي للانتهاء من هذه السلوكيات المؤرقة والمتعبة للأطراف التربوية بداية من الأسرة وصولاً للشارع مروراً بالمدرسة وإلى المؤسسات الخاصة المتصلة بالنشاط التربوي. 

مقالات متعلقة