الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

جليلة ابنة شهيد الارض رجا ابو ريا: الراية لن تسقط مع سقوط الشهداء

أمين بشير -
نُشر: 28/03/10 17:22,  حُتلن: 08:41

* الغليان الذي بدأ عند شبان البلدة قد ازداد في ظل حظر التجول الذي فرضته قوات الشرطة والجيش

* اهل البلد قرروا التصدي لمغتصبي الأرض وزوجي رجا كان انساناً وطنياً ويتحدث كثيراً عن الشهادة

صبحية أبو ريا أرملة الشهيد رجا أبو ريا تقول: في ذلك اليوم أي 30آذار عام 1976 لم يكن أحد يعرف ما سمي فيما بعد بيوم الأرض بل علم الجميع أن الحكومة ارادت أن تصادر الأراضي الخاصة بأهل سخنين في منطقة رقم 9 وان آلاف الدونمات ستتحول الى معسكرات للجيش وبدأوا التدريبات العسكرية فيها وعندها أصبح الجمهور العربي يغلي وبدأت الاجتماعات الشعبية في أحياء البلدة وقرر اهل البلد بأنهم سيتصدون لمغتصبي الأرض وزوجي رجا كان انساناً وطنياً ويتحدث كثيراً عن الشهادة أمام جميع اصدقائه فكان هو وباقي الشبان يشاهدون الدبابات والمجنزرات تمر بالمنطقة القريبة من البلد مما أغاظه وأغاظ اصحابه وكان قرار القيادات والجمهور ان يتم التصدي للمصادرة وعدم تمرير محاولة المصادرة بكل ثمن لان الارض هي الامر الوحيد الذي تبقى للجمهور العربي بعد مصادرات عديدة.



رجا نزف حتى ارتقت روحه للسماء تشكو ظلم الظالمين
وتضيف صبحية أبو ريا أن الغليان الذي بدأ عند شبان البلدة قد ازداد في ظل حظر التجول الذي فرضته قوات الشرطة والجيش التي ملأت الشوارع والزقاق على طول الشارع الرئيسي وشوارع الأحياء الأمر الذي أدى الى احتجاج الاهل ومنهم كان زوجي رجا الذي وقف للشرق من المقبرة الحالية والتي تحتوي النصب التذكاري فاصيب هناك بالرصاص الحي وبقي ينزف لمدة طويلة في حين منعوا أي شخص من الإقتراب منه بحجة حظر التجول وعند وصول نبأ إصابته علم الجميع أن سيارة الاسعاف نقلته الى مستشفى نهاريا وقد توفي متاثراً باصابته ليشكو ظلم الظالمين.

حافظوا على ارضكم ولا تهنوا ولا تيأسوا
وتؤكد صبحية أبو ريا أن الحياة مع أربعة بنات وتبلغ الكبيرة اربع سنوات والصغرى تبلغ خمسة أشهر دون ان يكون والدهم من فوق رأسهم ويرعاهم كان صعباً للغاية في ظل الظروف الحياتية المريرة وكنت أداوم على تعليمهم معاني يوم الأرض وأرسخ في عقولهم حب الارض والوطن ونرى أن هناك الكثير من الناس وبعد 34 عاماً من استشهاد الشباب الا انهم لم يعتبروا ولم يتوحدوا وهناك أعداد أيضاً لم تعرف ما حدث وبالكاد أيضاً لا يعرفون حتى أسماء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم رخيصة في الدفاع عن الارض والتي هي ملك للجماهير العربية ، وأن استعادة الأرض بعد ثمان سنوات من استشهاد الشباب انما هو نتاج الشهادة والتضحية التي قدمها الشهداء الثلاثة ووصيتنا لجمهور الوسط العربي في البلاد بأن يحافظوا على ارضهم وان لا يتهانوا بها وعلى كل من يشارك في فعاليات يوم الأرض ان يعيشوا أولاً يوم الأرض ويجب أن لا يتحول يوم الأرض للتنافس بين الاحزاب والحركات السياسية.

غيبوا والدي عن الحياة برصاصة وبندقية حقيرة
أما جليلة رجا أبو ريا إبنة الشهيد رجا ابو ريا تقول:أن أكون ابنة شهيد له وجهان الاولى الاعتزاز والافتخار بأن والدي قد لرحل عن الدنيا وهو يدافع عن حقه بالوجود فوق تراب آبائه واجداده ومن جهة أخرى أقف موقف الاحترام والتقدير لكل انسان ضحى من دمه في سبيل ارضه ومقدساته وينتابني في كل ذكرى من يوم الأرض شعور لا يوصف بكلمات إنما هي مشاعر في خلجات القلب وهو موقف فيه هالة من القدسية كون ان الاسرائيلين قد مارسوا سياسة الحرمان بحق شعبنا الفلسطيني على مدار سنوات وسنوات وأنا اليوم وبعد 34 عاماً من الحرمان بعد أن غيبوا والدي عن الحياة وحرمونني واخواتي من كلمة بابا على مدار سنوات الذكرى الخالدة بسبب رصاصة وبندقية حقيرة امتدت وقطفت روح زكية لا هدف لها الا ان تذود عن الارض والمسكن بكرامة.

صبرنا وتحملنا على حياة الايتام كباقي ابناء شعبنا
وتضيف جليلة "ان يكون والدي شهيداً انما هي رسالة وامانة لنا نحن الشباب لنعرف كيف لنا ان نكمل المسيرة والشهادة لها معاني كبيرة ولا أعتقد أن هناك أغلى من أن يضحي الواحد منا بدمه وروحه فداء للآخرين وعندما أقف أمام جيل الشبيبة والطلاب فإني أحاول أن اوصف لهم الحياة التي عشناها خلال السنوات الماضية وقد غيبت الشهادة الوالد الحنون والذي ورث لنا شعلة ووسام فخار، وكنت اتمنى كباقي الناس لو أن والدي من خلفي يرعاني ويدعمني الا إننا صبرنا وتحملنا ويعود الفضل لله اولاً ومن ثم لوالدتي التي صمدت وصبرت تلك الايام العصيبة.

اغلبية من يعتلي منصة الخطابات لا يفقهون الا لغة الصراخ والمزايدات
وتستهجن جليلة ابو ريا التزاحم الحاصل في كل ذكرى ليوم الارض على المنصات وكل يحاول أن يقول ويدعي بأنه هو من صنع يوم الأرض في الوقت الذي دفع الثمن تلك العائلات الثكلى وصنع هذا اليوم هو من ضحى بدمه وتحدى الدبابات والجنود وحظر التجوال ومنهم من يعيش اليوم معاقاً واصيب بعاهة ملازمة له مدى الحياة، رافضين أن تصادر او تنتزع اراضيهم مهما كان الثمن غالياً وهم فقط الذين استطاعوا ان يلقنوا العالم بما يسمى بالمفاجأة والصدمة فقد كان ردهم على قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي الذي ارادوا مصادرة الارض بحجة تطوير الجليل فكان مشروع "تطوير الجليل" من أخطر ما خططت له الحكومة الاسرائيلية على الاطلاق ، فهو موقف يجعلنا أن نكن الاجلال والاكبار والتحية للذين صنعوا ذلك اليوم الخالد ، وأن الغريب أن أحداً من قيادات الوسط العربي لم يهتموا بدعوة أهالي الشهداء أو اشعارهم أن هناك قيادة تحاول أن تحتضن وتتبنى تلك العائلات التي استشهد ابنائها.
وتوجه جليلة نداء للشباب العرب في البلاد بأن يعملوا للتمسك بالارض وان نحاول الدفاع عنها امام الاستيطان والمصادرات بالرغم من التضييق.
 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.80
USD
4.08
EUR
4.76
GBP
245934.76
BTC
0.53
CNY