* مشاركة وفود من عدة برلمانات عربية وأوروبية والجامعة العربية

* بركة: المطلوب دوليا وإقليميا هو العمل على كافة المحاور لإنهاء الاحتلال، فالموضوع ليس مسألة ثقة بين نتنياهو والرئيس محمود عباس

شارك النائب محمد بركة، في نهاية الأسبوع الماضي، في مالطا، في اللقاء الدولي الثاني، لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، بدعوة من لجنة الأمم المتحدة الخاصة "بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف"، ولجنة البرلمانيين لحوض الأبيض المتوسط، وهذا اللقاء الذي يعقد للسنة الثانية على التوالي، وكان النائب بركة قد شارك في اللقاء الأول الذي عقد في العام الماضي في قبرص.

وشاركت في هذا اللقاء، عدة وفود برلمانية عربية أوروبية من بينها الوفد المصري برئاسة رئيس مجلس الشعب فتحي سرور، وعضو البرلمان الأردني د. سليمان غنيمات، وتيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، ود. صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيدية لـ م.ت.ف، ورياض منصور سفير م.ت.ف في مالطا، وإبراهيم خريشة المراقب الدائم لـ م.ت.ف في الأمم المتحدة، وهشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية، وممثل السكرتير العام للأمم المتحدة، أوسكار فرنانديز تارانكو، ونائب رئيس الوزراء التركي جميل سيتيشك.
وشارك النائب بركة في إحدى الندوات المركزية التي عقدت خلال اللقاء، وكانت تحت عنوان: "تقليص الهوة وبناء الثقة يسن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني"، وشارك في تلك الندوة أيضا الوزير السابق ورئيس حركة ميرتس السابق يوسي بيلين، وإبراهيم خريشة ممثلا عن منظمة التحرير.

إسرائيل تسعى لضمان أمن الاحتلال
وقال النائب بركة في مداخلته، إن عنوان الندوة مضلل، وخاطئ من حيث الجوهر، إذ عن أي فجوة يجري الحديث؟ وأي فجوة هذه بين من يمارس الاحتلال وبين من يقع تحت الاحتلال، أي فجوة بين الضحية والجلاد، وماذا يمكن للضحية أن تقدم، طالما أنها تسعى لتحقيق الحد الأدنى من حقوقها المشروعة.
وقال بركة، إن إسرائيل تطالب باعتراف فلسطيني بوجودها، ولكن اعترافا كهذا موجود وموقع منذ العام 1993، إلا أن إسرائيل تريد تغيير صيغة هذا الاعتراف بما يخدم اهدافها، كما أن إسرائيل وحين تتكلم عن ضمان الأمن فإنها من حيث الجوهر تريد ضمان أمن الاحتلال، لأن أمن إسرائيل موجود بقوة السلاح.
وأضاف بركة قائلا، في الكلمة التي ألقيت في هذا اللقاء باسم السكرتير العام للأمم المتحدة جاءت عبارة: "جهود إسرائيل للعودة إلى المفاوضات"، وقال، لربما ان هذه الصياغة صحيحة، ولكن السؤال عن أي مفاوضات يتحدث نتنياهو، إن الأخير يريد مفاوضات لا تفضي إلى شيء، وهذا ما برز في خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان، حين عرض تصوره للحل الدائم، الذي يريده أن يقوم على شبه دولة ممسوخة محرومة من أي مقومات الحياة والحرية والاستقلال، ويصر على الاحتفاظ بكل المستوطنات وخاصة القدس المحتلة.

واستعرض النائب بركة في كلمته المواقف المتشابهة كليا التي تصدر عن وزراء بارزين في حكومة بنيامين نتنياهو، وخاصة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، والشخصية الثانية في حزبه عوزي لنداو، والوزير بنيامين بيغين، وغيرهم.
وتكلم بركة عن مزاعم إسرائيل بأنها جمدت البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، والى جانب أن القرار يستثني أصلا القدس، إلا أن القرار ذاته تبين منذ لحظة صدوره أنه فارغ من أي مضمون ولا يمت للحقيقة بصلة، إذ أن وتيرة البناء متواصلة وهناك آلاف البيوت قيد الإنشاء في المستوطنات وهذا عدا القدس المحتلة.
وتوقف بركة مليا عند انشغال إسرائيل في كل المسألة الديمغرافية القائمة على أساس عنصري، ومت يتبعها من مخططات الترانسفير الإسرائيلية وهي قائمة على أساس مبدأين تضعهما إسرائيل وهما: "فلسطينيون بلا ارض" وتخطط ان تكون لهم دويلة، و"أرض بلا فلسطينيين" تضمها إلى إسرائيل.

مطلوب ضغط دولي
وقال بركة في كلمته، إن المطلوب دوليا وإقليميا هو العمل على كافة المحاور لإنهاء الاحتلال، فالموضوع ليس مسألة ثقة بين نتنياهو والرئيس محمود عباس، بل كيف ينهي نتنياهو الاحتلال، وكيف ينهي عباس معاناة الشعب الفلسطيني، وهذا هو السؤال الأساس.
وتابع بركة مؤكدا على ضرورة وجود ضغط دولي سياسي واقتصادي على إسرائيل، وتعزيز مقاطعة منتوجات المستوطنات، ودعم قوى السلام الحقيقي الإسرائيلية، ودعم خاص للجماهير العربية في إسرائيل، التي تعاني من سياسة التمييز العنصري على مدى ما يقارب 62 عاما.
وشدد بركة على ضرورة وجود موقف عربي موحد وحازم ومتحيز للمبادرة العربية وليس لأجندة الإدارة الأميركية وإسرائيل، أيضا في ما يتعلق بالموضوع الإيراني، إذ المطلوب أيضا طرح الملف النووي الإسرائيلي، وأن يكون على رأس أولويات العمل من أجل الحد من انتشار الأسلحة النووية.