الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

خواطر على هامش عيد الحب - بقلم: كريستينا قبطي من شفاعمرو

كل العرب
نُشر: 14/02/10 16:22,  حُتلن: 19:59

* نجد أنفسنا ونحن نعايش ما يسمونه بعيد الحب والذي يوشك ان يسيطر على ملاين البشر في جميع أنحاء المعمورة أمام مظاهر لا تمت للحب الحقيقي بصلة.

* لقد أصبح هذا العيد ولأسفنا العميق مجرد مظاهر وألوانا حمراء براقة وممارسات تمت للمراهقة والزيف اكثر من ما تمت للمحبة والعشق.
 

ولأن الحب عاطفة انسانية جياشة, ولأن المحبة رسالة سماوية دعت اليها كل الديانات السماوية وقدستها كل الأفكار والمذاهب الانسانية النبيلة منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا, نجد أنفسنا ونحن نعايش ما يسمونه بعيد الحب والذي يوشك ان يسيطر على ملاين البشر في جميع أنحاء المعمورة أمام مظاهر لا تمت للحب الحقيقي بصلة.
فنحن نعتقد ان الحب بمعناه الانساني الكبير هوأرحب بكثير من ان نختزله بعشق رجل لمرأة او امرأة لرجل , فان هذا العشق اخذ ينحو منحى لا يمت بصلة الى الحب الحقيقي والى جوهر العشق الانساني الذي ترنو اليه قلوب البشر جميعا.
لقد أصبح هذا العيد ولأسفنا العميق مجرد مظاهر وألوانا حمراء براقة وممارسات تمت للمراهقة والزيف اكثر من ما تمت للمحبة والعشق.
ان عيد الحب الحقيقي في رأينا يتجسد أول ما يتجسد في تخلص الانسان من امواج الكراهية التي تصول وتجول في كل مكان وفي كل زاوية في ارجاء هذا الكون.
ان البشرية التي يعبث بها الفساد وترزخ تحت ركام الدمار, القهر والأنانية ويلعب السلاح الدور الرئيسي في مصيرها, بحاجة ماسة الى عيد حب حقيقي يغسل قلب هذه البشرية من كل أدران الحقد والشوائب التي علقت بروحها ويخلصها من المصير الأسود الذي بات يهددنا جميعا.
فعيد الحب الحقيقي هو ذلك العيد الذي ينقي الضمائر ويصفي السرائر ويزرع بذور الحب في قلوب جميع البشر.
فالحب ليس عاطفة تجسد عشق الرجل للمرأة او المرأة للرجل بقدر ما هي عاطفة تجسد حب الانسان لاخيه الانسان والتعامل مع جميع فئات البشر بحب دافق غامر يحيل الانسان الى مركز ضوء وصفاء يشع انسانية ومحبة صافية لا يعرف الحقد والأنانية طريقا اليها.
الحب الحقيقي والسامي, يتجسد أول ما يتجسد في أن يتخلى الانسان عن نزعاته الأنانية ويجعل قلبه محرابا لحب الانسان العميق الذي يستطيع ان يضم تحت جناحيه كل البشر وكل الناس, فهذا هو الحب الذي نبحث عنه لأننا نفتقده حقيقة وهذا هو العيد الذي يرضي ضمائرنا ويجعلنا نشعر بدفء أكثر وحنان أكثر في هذه الحياة التي كادت تفقد المعنى الحقيقي للحب والدفء والحنان وكل النزعات الانسانية النبيلة.
كنت أود لو ان البشرية تختار عيدا للحب لا تتبادل فيه الهدايا المادية والقبلات فحسب, وانما يكون يوما للتسامح الانساني يرقى بالبشر الى مرتبة الملائكة ويزرع البسمة الحقيقية على شفاه أولائك الذين حرموا من نعمة الحب على هذه الارض.
كنت أتوق لعيد حب يهدي كل واحد منا فيه زهرة لعدوه ووردة مبللة بندى الحب لكل اللذين حرمتهم يد الأقدار من ان يعيشوا لحظة حب.
انني, ومع تقديري واحترامي لكل العشاق اللذين يحتفلون بهذا العيد, ارنو بان يفكروا أولئك المحتفلين ولو للحظة واحدة في تلك البحيرة الهادئة التي تسمى المحبة الانسانية, لان المحبة الانسانية تبقى الغاية الأسمى والهدف الأنبل لكي تجعل هذه الارض تنبت نعناع المودة ورياحين البقاء الانساني.
أيها العشاق, يا كل من يؤمنون بالحب ويؤمنون انه طريقنا الوحيد للخلاص استحلفكم بمن أحببتم في عيد الحب هذا, ان لا تقدمون في هذا اليوم وفي كل يوم الا الحب, لان الحب ظل الله على الارض ...
 

مقالات متعلقة