الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

لا حسد إلا في اثنتين/ بقلم : ابو وهيب

كل العرب
نُشر: 11/02/10 21:22,  حُتلن: 07:33

- ابو وهيب : 

* من حسد أحدا رزقه الله من الخير ونفع به الناس وكانت نيّته كذلك فهما بالأجر سواء

* العاقل من انفق ماله في سبيل الله لنيل الدرجات، والجاهل المرائي من انفق ماله في الشهوات والمنكرات والمحرّمات فلا ينال منه إلاّ النار والعياذ بالله

من الواجب أن يتنافس الناس لنيل الدرجات من خلال الطاعات والعبادات والأعمال الصالحات وهذا التنافس لا يأتي إلا بالخير الذي يعم الناس جميعا .
ومن خلال هذه الأعمال كبناء المساجد , والمدارس , والمستشفيات , وإغاثة المحتاجين كأهلنا في الضفّة والقطاع المحاصر وغيرهم.
وقد يحسد الإنسان صاحب هذه الأعمال , والحسد هنا جائز ولكنّه مشروط : من باب أن يتمنّى الحاسد أن يكون في حلبة التنافس على عمل الخير ويتمنّى ذلك لنفسه.
وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام : " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في سبيل الله آناء الليل وأطراف النهار, ورجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار.
فالحسد من باب التنافس جائز ومشروع. وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام :
" لا تحاسدوا إلا في اثنتين رجل آتاه الله القران فهو يتلوا آناء الليل وأطراف النهار. ويقول أحد الناس لو أوتيت مثلما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فيقول احدهم من باب التمني أيضا لو أوتيت مثلما أوتي هذا لفعلت كما يفعل.
إن من حسد أحدا رزقه الله من الخير ونفع به الناس وكانت نيّته كذلك فهما بالأجر سواء.
أمّا من حسد أحدا , رزقه الله من الخير دون منفعة ودون إنفاقه في سبيل الله فهما في الوزر سواء. وكما ورد في الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يؤتى يوم القيامة لفقير وغني اصطحبا وتآخى في الله فيوجد في صحائف الغني فضل عمل فيما يصنع في ماله فيرفعه الله على صاحبه. فيقول الفقير: يا رب : لما رفعته وإنما اصطحبنا وتآخينا فيك وعملنا لك سبحانك؟ فيقول الله تعالى: له فضل عمل بما صنع في ماله. فيقول: يا رب لقد علمت لو أعطيتني مالا لصنعت مثلما صنع. فيقول تعالى: لقد صدق فارفعوه إلى منزلة صاحبه.
فكذلك يؤتى بمريض وصحيح اصطحبا وتآخى في الله فيرفع الله الصحيح بفضل عمله فيقول المريض: يا رب رفعته علي؟ فيقول تعالى: رفعته بما كان يعمل في صحّته فيقول المريض: يا رب لقد علمت لو كنت معافى مثله لعملت كما عمل فيقول الله تعالى: لقد صدق ارفعوه إلى درجة صاحبه.
وكذلك العبد الحر والمملوك وغيره. لذلك, العاقل من انفق ماله في سبيل الله لنيل الدرجات , والجاهل المرائي من انفق ماله في الشهوات والمنكرات والمحرّمات فلا ينال منه إلاّ النار والعياذ بالله.
وهذا يكمن بقول الله تعالى حاكيا عن قصّة قارون في سورة القصص : (فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون انه لذو حظ عظيم * فقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقّاها إلا الصابرون).
فالحسد فقط على عمل الخير وتلاوة القرآن وغيرها من الأعمال التي توصل إلى جنّة الله تعالى شريطة أن تكون نية الحاسد إذا آتاه الله مالا أنفقه في سبيل الله آناء الليل وأطراف النهار. وكذلك قراءة القران وغيرها من الأعمال التي تقرّب من الجنة وتبعد صاحبها عن النار .
فالحسد يكون من باب التنافس على الأنفاق في سبيل الله , ومن باب المسارعة إلى فعل الطاعات وعمل الخيرات , نسال الله أن يجعلنا جميعا من أصحاب الأعمال الصالحة وأصحاب الخير لنفوز بجنة عرضها السماوات والأرض. آمين.. آمين. 
 

مقالات متعلقة