منذ منتصف ليلة الجمعة، وقرية الغجر السورية المحتلة تعيش حالة من الهلع والقلق والخوف، فيما صراخ وبكاء الأطفال والنسوة، طغى على صوت المدافع والقذائف. حيث اقتحم الجيش الاسرائيلي القرية بمرافقة الدبابات والآليات العسكرية، في محاولة لتدمير المواقع والملاجئ العسكرية التابعة لحزب الله، المحاذية لمنازل السكان في الحارة الشمالية، والسيطرة عليها.

وقام الجيش الإسرائيلي بتجريف مساحات واسعة واقتلاع اعداد كبيرة من الأشجار المغروسة الواقعة بالقرب من أحد المعسكرات التابعة لحزب الله، والمحاذي لمنازل قرية الغجر، وبنى في المكان تحصينات جديدة.
وأفاد مواطنون من قرية الغجر أن قوات من الجيش الإسرائيلي، ترافقها الجرافات العسكرية، قامت بتجريف واقتلاع أشجار الحور والكينا التابعة لأحد سكان القرية، بحجة تسوية الأرض وتدمير المعسكر التابع لحزب الله. وقامت هذه القوات - بالفعل - بتدمير المعسكر المذكور بالكامل بواسطة عبوات ناسفة، ما أدى إلى اصابة بعض المنازل السكنية المجاورة بالاضرار. وكان الجيش الإسرائيلي قد أخلى سكان هذه البيوت يوم السبت واجبرهم على اللجوء إلى مضافة القرية وإلى بيوت أقربائهم في الحارة الجنوبية.

ونفذت قوات الجيش عمليات تجريف واسعة شمالي القرية لمواقع مختلفة كان حزب الله يتمركز فيها منذ العام 2000، ودمرت جسر الوزّاني. وقال احد المواطنين في حديث هاتفي أن متاجر القرية مغلقة منذ بدء الحرب وأن نقصا بالمواد الاستهلاكية الأساسية لدى السكان، وذلك نتيجة عدم تمكن سيارات التموين من دخول القرية. وقد خلت الشوارع من الحركة، والتجأ السكان إلى منازلهم في مراقبة الأحداث والتطورات. يذكر أن طاقم المجمع الطبي في القرية لم تستطع فتح العيادة بشكل منتظم، بسبب عدم قدرة العاملين فيها من الأطباء والممرضين من دخول القرية جراء القصف والقصف المتبادل في محيطها. وكانت 3 صواريخ كاتيوشا قد سقطت في منطقة الأحراش، يوم ألاحد قرب مستوطنة "أودم" شمالي الجولان، لم تسفر عن أية إصابات أو أضرار، بينما سقطت صواريخ أخرى عند كتف عين قنية أدت إلى نشوب بعض الحر ائق في المنطقة. 
وقامت القوات الإسرائيلية باعتقال عدد من أبناء القرية، خلال عمليات التفتيش الدقيقة التي أجرتها داخل البيوت وفي محيطها.