القدسُ!!!
تُشهر سيفها
فتك الزناة ُبعرضِها
والشرُّ بارود ٌ يُقهقهُ
بضجيجه انقشعَ الجمال
واستوي في غابة الأمم
المُجيّرة لدفن العدل فيها
ِحرامُها مع الحلال
شراسة الذئب المُخضّب بالدماء
والبراءة حين يأتمن ْالغزال
تحمل الأقصى على أكتافها
ثم تخشع ُفي شموخ شدّها
وطأة الأقدام درسٌ للنذال
الشيخ فيها مُبصرٌُ
والطفلُ يعدو مُزهر ٌ!!!
وبراءة الكفّيْن تستهوي
مُلاطفة َالحجارة حين مرّوا
عاكفين!!!
ٍغاظهم مبسمُهُ الغضّ ّوقال :
ألقدس حين تراكمُ تعصاكمُ
تحْتكِمُ لأهلها
وتحتوي المآتم
تنتفضُ الأحجارُ فيها
يدفقُ الدَمّ ويغلي
في شرايين تؤرّخُ
أسطورة الأطفال
ورفيقهم في الدرب نجمٌ وقمرْ
تعلّموا منه الرجولة
والدراية والسهرْ
علّمهم سرّ الحَجَرْ
من نطفة ٍصُنع الرجال
لا يجمع النجْمَ ليُكمل بدرَهُ
وإنما!!! يكتمل البدرُ
إذا وُلِد الهلال
هذا الزمان
فَقدَ المحاسن كُلّها!ملحا ًيذوب
بماء بحرهم ٍالمُطعّمُ بالوَبَال
من جلدها نسجوا الغطاء لينعموا
ولأهلها كم أشعلوا!!!
من نار طيّاتِ الحنايا ألما ً
لكنهم قد شاهدوها شمعة ً
في ظلمة النفق سنا الآمال
في عتمة الأنفاق تكتسبُ العزيمةَ
والغُبارٍُ يرسمُ عُمقَ تضاريس المدينة
على الوجوهِ الباسمات لصهيل الخيل
تشخرُ حول دائرة الوصال
القدس لا ترى النورَ بتاتا ًإلا !!!
عبر فوّهة البنادق حين تقدح ُبغزاره
فتضيءُ أمطار الشرارة
فترى عُمقَ الجنون يلفّ أدمغة البغال
علّقوا القدسَ ذبيحة !!!
لمن يريد طعمها
من هؤلاء القادمين الجائعين
لمذاقها المعدومُ في وجهِ الشروقِ
عند خاصرة الجبال
قيّدوها بجدار الزور ثم جرموها
بحدّ سِكّين الغزاة
ووزعوها قطعا ًلهؤلاء الشقرُ
من صُلبِ المحال
والسكاكين التي سُنّت على جلود أهلها
ثم ذاقت طعمها!! نزفت حياء ً
وأقسَمَت : القدسُ حق ٌباقي ٌللقدس
مهما تبدّل لون جلد الاحتلال
القدسُ!!! تحكي للعيون مبانيها ماضيها
المُكلل بالعبادة والكياسة والقداسة
وحاضرها تُشوّهه القنابل
تقطف أعناق السنابل
في حقول ٍهاجرت منها البلابل
وعششت بالحَبِ بذرات النخال
ومن خطوط كفها الحدس المقدّس
تقرأ المستقبل الآتي لها
لم يبق فيها غاصبٌ أو زائرٌ
إلا إذا لزِم الحلال
شرفاتها السمحاء ترقب
كيف ينهار المدى النائي
لتشرق شمس إطلال الربيع
يصدح العصفور يبني عشه
بين سنابلها الغزيرة والغلال