الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

البعث- بقلم: الاستاذ عبد الرحيم داود كبها – ام القطف

كل العرب
نُشر: 02/02/10 07:35,  حُتلن: 07:17

* سلامة البشر هي بسلامة التربية المتفاعلة مع النظام الذي يعيشه والتربية بحاجة الى عنصر الدين الذي يقوم مسيرة البشر

* مجتمعاتنا كانت تصل التغييرات متاخرة حتى تقطع البحار وتصل الينا ,كنا نعيش في مجتمع يجد فيه النظام الابوي طريقا وسلطة ويا ليتنا بقينا هكذا

لا تفقدوا صوابكم ! هذا ليس حزب "البعث" العربي الاشتراكي الله يرحمو ولن اتحدث هنا لا عن القيادة النظرية ولا عن القيادة القومية , ولن اتحدث عن البعث والنشور يوم الدين, لانني تربيت على المثل القائل"ليوم الله بعين الله"!! انا هنا سأحاول معالجة قضية قد تصل الى حد المعضلة او المرض العضال مستعصية الا وهي بعث المجتمع العربي على اسس من العلم والفضيلة .
ومن قراءتي للتاريخ دائما وجدت ان مجتمعاتنا كانت تصل التغييرات متاخرة حتى تقطع البحار وتصل الينا ,كنا نعيش في مجتمع يجد فيه النظام الابوي طريقا وسلطة ويا ليتنا بقينا هكذا , ولكن وبعد تسارع دخول افكار التحرر والانطلاق ضعفت سلطة الاب واخذ الاب ينعت بمقولة"دقة قديمة"ودعونا نؤكد ان اغلى ثروات الدنيا هي الانسان وبناء الانسان العالم الفاضل هي ثروة لا تقدر ,هناك دول كل رأس مالها القوى البشرية وليس الثروات والركاز واسرائيل هي احدى هذه الدول لان عائدات هذه الدولة من التكنولوجيا المتقدمة اكثر من عائدات البترول في دول الخليج مجتمعة اسرائيل تصدر خبرة في كل من الزراعة والري والصناعة وحتى تدرب فرق الحراسة.
التقدم هذا بحاجة الى مدارس تصنع الرجال نحن اليوم امام معضلة المدرسة .اين المدرسة التي تصنع الرجال؟ وكيف يمكن لاولادنا ان يصلوا الى القيادة السليمة لمجتمعاتهم والنظر الى الافق البعيد. لماذا تستهلك دول الخليج بترولها بصرفه على الواردات وحياة الترف ولا تصرفه على وسائل بديلة للاجيال القادمة تغنيها عن الحاجة عندما ينضب البترول. القيادات النرويجية تدخر ايرادات البترول بصناديق توفير للاجيال القادمة !! هذه القيادات لم تات من فراغ ,هناك بشر كما نحن وهناك نظام وهو يحكم البشر او بالعكس واذا نظرنا الى التاريخ لوجدنا ان التفاعل بين البشر والنظام قد يبني وقد يهدم .
ان سلامة البشر هي بسلامة التربية المتفاعلة مع النظام الذي يعيشه والتربية بحاجة الى عنصر الدين الذي يقوم مسيرة البشر . ومن تجربتي كمرشد للرحلات اجد ان الشباب الذي لديه حصة اكبر من التدين هو مستهلك ممتاز للمعلومات ومغري للمرشد ان يقدم له الاكثر والاغنى واما من الشباب من تقل حصتهم من التدين فاجد ان اغنية"خيطك مربوط بكفي"يفضلونها على المعرفة والمعلومات . ان كل التقدم العلمي الذي نراه اليوم في العالم هو ثمرة انضباط ونظام هذا النظام قد يكون مفروض عليك وقد يكون نظاما ذاتيا . انظر احيانا الى المكتبات لاجد المجلدات الضخمة اسأل نفسي اين نحن من هؤلاء المؤلفين؟ ماذا قرأنا حتى الان وماذا كتبنا حتى الان؟
ان علم الجرح والتعديل في تثبيت الاحاديث النبوية الصحيحة اجده قمة في البحث العلمي ويا ليت مدارسنا تتبع اساليب التنقيب والتفتيش كما فعل الاولون ,ان من سخريات القدر ان ان نجد بعض المادرس وبعض الكليات وحتى الجامعات اعتماد الابحاث حيث نجد ان اكثرها يعتمد النقل الاعمى دون فهم ما ينقل .ان بعث الامة من جديد يتطلب مجهودا هائلا اما اصلاح القائم او تعديله او تطويره او حتى التغيير الجذري يضرب النظام ولا يمس الافراد , البعث بحاجة الى تغيير الفكر وعدم بناء طبقة من الحاقدين المنتظرين ضعف النظام الجديد او كبوته للانقضاض عليه او انهاءه . ان التسلح بالقيم الداعمة للاستقامة والعدل والمساواة والمحبة والتسامح والشهامة والنخوة والكرم والاقتصاد السليم هذا التسلح بحاجة الى الدراية بالعلم السليم .ان سياج الامة وحمايتها هم اهل العلم والدراية اهل الدين والقيم اهل القلم وبدلا من ان يحمي القلم السيف استغل الثاني ضعف الاول وسخره لمآربه واعطاه من الفتات وجعله يعتقد انه شريك في تقاسم الغنائم على حساب الشعب المسحوق وهذا هو من الحواجز"الفولاذية" التي تتجذر بين التقدم والجمود. وكي لا يفهمني القارئ بالتحيز للدين الا انني وباطلالة بسيطة اجد ان الدين كان العامل الاساسي والوحيد الذي جعل امة مثل الامة العربية تتولى الصدارة والتقدم.
هناك مثل يقول "ان السمكة يبدأ بالتعفن من رأسها " ولكنني اعتقد ان تغيير الراس لا يأتي بالثمار المطلوبة من بناء نظام حياة غير مهدد وامين . لاننا نجد مثلا ان هذا الرئيس انهى مهمته وجاء رئيس اخر كان يملأ الدنيا ضجيجا وانتقادا للذي قبله ولما جلس على الكرسي اصابته عدوى الزعامة والجشع والانانية .
كيف يبعث المجتمع من جديد؟
1. علينا ان نعلم اولادنا كيف يفرقون بين"الجمرة والتمرة" بين العث والسمين من الرجال بين الثعالب في لباس الواعظين وبين الواعظين الحقيقيين ومساندة الحق مهما بدى ضعيفا.
2. البحث عن الاشخاص المهنيين ,اصحاب العقول النيرة والبعد عن العصبية في الاختيار وشباب لديهم الغيرة على مجتمعهم وليس لديهم شعور بالنقص امام الطغاة.
3. توجيه الطاقات في مجرى واحد وعدم توزيعها وبذلك نضعف تدفقها وقوتها .
4. محاولة تعميم مفهوم جدا مهم في ابناء شعبنا وهو عدم المطالبة بجنى الثمار سريعا والصبر لجنى الثمار حتى تنضج في وقتها والاهتمام بخواتيم الاعمال لا ببداياتها فقط زوراى اكثر هذه الصفات شيوعا عند لاعبي كرة القدم في ملاعبنا حيث يصل اللاعب العربي امام الشباك والهدف اصبح بمتناول اليد ثم يفشل في تحقيقه.
5. ترسيخ مفهوم الحوار الايجابي وترسيخ مفهوم كونك متكلم جيد ومستمع اكثر جودة .ان الاستماع للاخرين مهم جدا كثيرا ما نشاهد سجالات من الحوار لاصحابها نفس الهدف ولكنهم بالوسائل نجدهم متصارعين صراع الثيران ننتبه لذلك.
والله هو الموفق 

مقالات متعلقة