الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

أين أنت أيها الضمير؟؟ بقلم: صديق موقع العرب دونجوان الحب

كل العرب
نُشر: 29/01/10 07:55,  حُتلن: 07:57

عمت صباحا ايها الضمير
كل يوم يموت انسان وانسان, ويولد ألف طفل كل يوم نشتري ملابس وفساتين للطفل القادم وأخرون يُعدون كفناً لراحل, كل يوم نضحك ونحتفل وآخرون يبكون ويتقبلون التعازي في فقيدهم
والحيــاة تستمر!!
يولد الإنسان باكيا والناس يضحكون من حوله تتلقفه الأيدي تحنوا عليه وتربيه وينشأ وينمو ثم يموووووت. يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس لقدومه نفسهم اليوم يبكون رحيله
والحيــاة تستمر!!
يخوض معارك الحياة بضراوتها وقسوتها
ويعيش لذات الأيام بمختلف أشكالها وصورها
يتخاصم مع هذا ويهجر ذاك
يودع صديقا ويفارق حبيبا ويتعرف على أخرين وأخرين والحيــاة تستمر
يكبر وينسى من رحلوا عنه ومن ماتوا ينسى أولئك الذين دفنهم بيديه
ويمشي في زحمه الدنيا على دروب لا يعلم منتهاها
يشهد مآسي الأخرين يشاركهم أفراحهم يختلط معهم
!! والحيــاة تستمر
يكبر وينمو عقله تزداد تجاربه وخبراته ينسى معظمها ويغفل عن بعضها
ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها, يتزوج ينجب أطفالا يربيهم وهم يكبرون ويصبحون أكثر
طولا منه
!!والحيــاة تستمر
وفي خضم هذه الدائرة التي نسميها الحياة ينسى الإنسان لماذا خُلق ؟؟
وهل من أجل هذه الحياة خُلق ؟؟
يقف قليلا يتأمل حاله يتذكر ماضيه يسترجع أيامه
ليكتشف أنه نسى في زحمة ذلك الطريق شيئا من ممتلكاته
فقدَ صاحبا مخلصا وودّع في إحدى المحطات أخا وفياً في لحضه حزن جارفه تحاصره نفسه
تساؤله :- أكنت تمشي دون هدف؟؟
يأخذ نفسا طويلا يراجع حساباته ليرى أنه فقد الكثير
وأنه مازال يفقد ويفقد ثم يعترف الحيــــــــــاه ستزول هذه المرة : الحياة ستزول تماما كما زال هؤلاء وستنتهي كما انتهى أولئك الأحبه
الأحبه أولئك الذين رحلوا وأولئك الذين فقدتهم
ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها ايضا ؟؟
أسمع تثاؤبا بداخلي يا ترى من هذا النائم الذي تذكر اليوم أن يصحو ؟؟
هو ضميري إذا
عمت صباحا أيها الضمير, ما أطول ما نمت أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كلللللل هذه الأشياء من أجل أن تصحوا ؟
لم جرحت من جرحت ؟ لم ظلمت من ظلمت؟
لم قسوت ؟ لم تكبرت؟ لم خدعت وسرقت ودست على كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟؟
أواه أواه عذرا كنت أنت نائما وقتها ثلاثون أم خمس وثلاثون أم أربعون تلك التي سأكملها بداية هذا العام؟؟
ترى كم من الفرص ضيعت وكم من دروب الرذيلة سلكت؟؟
أين كان عقلي وقتها ؟؟
مرة أخرى أعتذر كنت تغط في سبات عميييييييق يا ضميري لكن ألم يكن هناك ( منبه )أو( جرس ) أو ( يد توقظك)
نعم كان يوجد كنت أسمع ( منبها ) قويا يقول
( ألم يأنٍ للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
وكان رنينه لاينقطع لكنك لم تستيقظ, سهرت كثيرا يا ضميري من أجل حسابات الدنيا وتفاهات بشر
سهرت كثيرا ونمت كثيرا كان هناك ( جرس ) و ( ساعة ) مؤقتة لتصحوا ولكنك لم تفعل
واليوم عرفت ان
الحيــاة لن تستمر!!
لو كانت هكذا لاستمر أبي ولم يمت ولو كانت هكذا لاستمر صديقي ولم يرحل
لابد أن هناك نهاية وأن الحياة بالتأكيد ستزول
أكنت أنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن حياة الدنيا ستنتهي ؟؟
لا..لا..لا.. تتكلم أَعرف انك كنت نائما يومها
ضاع مني الكثير في طرقات الدنيا ومحطاتها
وأولئك الذين أخطأت في حقهم أين سأبحث عنهم ليسامحوني ؟؟
أولئك الذين ظلمتهم أين سأسافر أليهم ليعفوني ؟؟
وأنا كيف سأسامح نفسي وكيف سأتجرؤ ان أطلب من ربي ليغفر لها(لنفسي) ؟؟
هناك كلمه كتبتها لكنني ندمت فأي نوع من المساحات سيمحيها ؟؟
أتذكر جمله قلتها لا بل أكثر أي صدى هذا سيجعلها طي النسيان ؟؟
لم أنسى أخطائي وذنوبي أنا فكيف سينساها علام الغيوم ؟؟
( عن اليمين وعن الشمال قعيد )
سجلا كل كلمه كل هفوة كل زلة كل ( تفاصيل ) العمر لحظة لحظة ثم أين من ضحيت من أجله ؟؟ أين هو ؟؟
سراب هو سراب لا محال
متشعبه هي الطرق التي سلكتها فهل من دليل ؟؟
لعلني ألتقط بعضا من الدقائق أو أشتري لحظة حياة حقيقية
لكنها كانت موجودة وكنت أستثقل مرورها
كانت أمامي وكنت لا أراها
كان كل شئ في يدي واليوم أحثوا ترابا على وجهي.. كيف حصل هذا ؟؟

أهديها اليك يا من تُنعت بالمتقمص , اتمنى ان تقرأها وتفهمها جيدا .
(للأمانه منقـــــول)

مقالات متعلقة