الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 11:01

مفاوضات أم مناورات تلفزيونية أم أفق جديد؟ - بقلم: يوسف شداد- محرر موقع العرب

كل العرب
نُشر: 05/01/10 14:25,  حُتلن: 08:09

* ما هي ثمرة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين على مدار 19 عاما؟ نشاط استيطاني في الضفة وتهويد القدس ومحو كل المعالم الفلسطينية منها!

* ما الفائدة من التنسيق الأمني ما دام الجيش الإسرائيلي يحمي المستوطنين الذين يسرقون أراضي الفلسطينيين وبيوتهم وينتهكون حرمتها ويقلعون أشجار الزيتون في الضفة الغربية..اليست هنالك حاجة لاعادة الحسابات بكل ما يتعلق بملف التنسيق الأمني؟

* الرئيس الفلسطيني بدأ يشعر أن الحوار مع الإسرائيليين ما هو إلا حوار الطرشان، ولكن بعد فوات الأوان وبعد ان خسر أبو مازن شعبيته في الشارع الفلسطيني والعالم العربي والقيت الاحذية على صورته من أبناء شعبه في القطاع

* نأمل أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أدرك أنه ما من جدوى من المفاوضات مع الإسرائيليين الذين يشككون بصفته التمثيلية ويتساءلون هل يمثل كافة الشعب الفلسطيني أم لا؟

* الملاحظ في هذه المرحلة من تاريخ الصراع أن فتح بدأت تتنازل تدريجيا عن مبدأ التفاوض بكل ثمن مع الاسرائيليين بعد أن خاب أملها من المراهنة على التفاوض الذي تبنته والذي يرتكز على التنسيق المتعدد على مدار سنوات مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وإسرائيل، من اجل إحياء السلام دون جدوى

هل أدرك الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بعد أكثر من 19 عاما من المفاوضات الوهمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضمون قواعد لعبة المفاوضات الإسرائيلية – اجتماعات ولقاءات والتقاط صور مشتركة وابتسامات مزيفة وعناق وقبل على الوجنتين وعناوين بالبنط العريض في الصحف، والخاسر الوحيد من إن لم يكن الجانب الفلسطيني وعلى رأسه أبو مازن؟ هل أدرك بعد أن صرح "لا مفاوضات دون وقف الاستيطان"..هل أدرك؟.
في الوقت الذي تبذل فيه مساع كثيرة لتحريك عملية السلام ودعوة الجانبين الى طاولة المفاوضات مجددا برعاية أمريكية – كيف لا – وبعد تجند عدد من الدول العربية للضغط على أبو مازن، بدأ الرئيس الفلسطيني يتأكد - هذا ما يظهره على الأقل للاعلام - أن الحوار مع الإسرائيليين ما هو إلا حوار الطرشان، ولكن بعد فوات الأوان. لقد كان ذلك متأخرا بعد ان خسر أبو مازن شعبيته في الشارع الفلسطيني والعالم العربي، إلى أن أصبحت في الحضيض. لقد أضعفت المفاوضات على مدار السنوات الماضية الرئيس الفلسطيني وكانت نتيجتها عكسية، وما زاده ضعفا عدم إحرازها أي انجاز للشعب الفلسطيني، وما "نسف" شعبيته بالكامل كانت عملية الرصاص المصبوب في الشتاء الماضي..باختصار..اسرائيل قزمت أبو مازن والآن تحاول "تكبيره" من جديد.
فمن جهة هنالك المقاومة حركة حماس التي لا تعترف بإسرائيل وتنادي بالمقاومة لإعادة اخر شبر من الأراضي المحتلة وتحاول الآن تحرير الاسرى بصفقة شاليط وتحقيق أضخم الانجازات أمام العالم العربي والعالم لتكسب أكثر شرعية وتخطف الأضواء عن فتح، ومن جهة أخرى حركة فتح التي جلس قادتها مع الجانب الإسرائيلي ومع رؤساء حكوماته المتعاقبين ولم يخرج من هذه الجلسات سوى خرقا إسرائيليا لكل ما كان يتفق عليه على جميع الأصعدة ومن أبرزها، تجميد الاستيطان. فإسرائيل ومنذ 19 عاما تواصل الاستيطان في الضفة وتهويد القدس ومحو كل المعالم الفلسطينية منها، اضافة الى التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، والذي خرجت منه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الرابحة الوحيدة، خصوصا بعد احتلال الضفة الغربية في عام 2003، لكونها تسيطر على المنافذ وبيدها أن تفعل ما تشاء حتى محاصرة الضفة إذا أرادت وعرقلة الحياة اليومية فيها، من خلال فرض طوق أمني أو حظر تجول وما شابه، ناهيك عن حقيقة قيام الجيش الإسرائيلي بحماية المستوطنين الذين يسرقون أراضي الفلسطينيين وبيوتهم وينتهكون حرمتها ويقلعون أشجار الزيتون.

نأمل أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أدرك أنه ما من جدوى في المفاوضات مع حكومة نتنياهو التي تشكك بصفته التمثيلية وتتساءل هل يمثل كافة الشعب الفلسطيني أم لا؟. ونأمل أن يكون الرئيس الفلسطيني قد أدرك انه دون تجميد الاستيطان ودون جدول زمني محدد للمفاوضات التي يجب أن تشمل القدس وعودة اللاجئين لا يمكن التفاوض مع الإسرائيليين والتقدم في العملية السلمية، ونأمل أن يكون الرئيس الفلسطيني قد أدرك أن المشاريع الأمريكية التي يصممها كل رئيس أمريكي – بوش يضع الخطة الخماسية، وأوباما خطة العامين للتوصل الى اتفاق الحل الدائم قبل الخوض في ملفي الحدود واللاجئين- كلها مشاريع لن ترى النور ما دامت الحكومة الإسرائيلية تقول شيئا وتفعل عكسه.
حاليا تحاول إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وهذا من مصلحتهما وتنفيذا لاستراتيجيتهما، بالتعاون مع دول عربية كالأردن ومصر والمملكة العربية السعودية، رفع شأن أبو مازن من خلال الضغط عليه واعادته الى طاولة المفاوضات وتلميع صورته في العالم العربي وتعزيزه بشرعية فقد الكثير منها بالنسبة للفلسطينيين، والملاحظ في هذه المرحلة من تاريخ الصراع، أن فتح بدأت تتنازل تدريجيا عن مبدأ التفاوض بكل ثمن بعد أن خاب أملها من المراهنة على التفاوض الذي تبنته والذي يرتكز على التنسيق المتعدد على مدار سنوات مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وإسرائيل، من اجل إحياء السلام دون جدوى، ومن دلائل هذا التنازل رفض ابو مازن العودة الى المفاوضات قبل تعهد اسرائيلي بتعليق الاستيطان. فهل نحن بصدد تغيير وموقف صارم لا رجعة عنه؟ أم انه مجرد موقف سيتفكك باتصال واحد من الرئيس الأمريكي اوباما؟.
أبو مازن يجب ان يثبت الآن وبعد الدعم الذي تلقاه من القادة الفتحاويين ان السلطة الفلسطينية ليست مؤسسة وطنية مسيرة من قبل الامريكان وضغوطاتهم.
وعليه فإنه إذا تمسك الرئيس الفلسطيني بمبدأ التفاوض بشروط السلطة الوطنية الفلسطينية، سيسجل نقاطا رابحة في صالحه ستترجم في النهاية في صالح الشعب الفلسطيني، أما إذا تنازل وعاد الى طاولة المفاوضات وفشلت المساعي السلمية كما تتوقع الغالبية العظمى، فإنه سيكون كمن انتحر سياسيا وسيزداد انعزاله عن شعبه، وبما ان امريكا المحركة له- اذا استجاب لها بطبيعة الحال- فإنها مع الوقت والواقع السياسي المتغير ستختار بديلا له ليفي بشروطها واملاءاتها حسب مصالحها ومطامعها في المنطقة.

مقالات متعلقة