تعيش العائلة العربية بظروف معيشية لا تبشر بخير في ظل الوعود الخاوية للوزارات بتحسين الظروف ومما يزيد العبء ذلك اليوم الذي يصادف يوم الاول من ايلول بداية السنة الدراسية، والذي تزداد فيه الاعباء من كتب وقرطاسية وحقائب وملابس جديدة وكل مدرسة تريد لها شعار على القميص وعلى البنطال ويأتي دور الالتزامات والتأمينات والرحلات ويبقى الاهل على طوال السنة وهم يصرفون على ابنائهم الطلاب بلا توقف .

وفي حديث مع عبدالله ميعاري صاحب مكتبة ابو بكر الصديق في مدينة سخنين قال ان اوضاع العائلة العربية لا تبشر بخير وتعيش بظروف معيشية سيئة للغاية الامر الذي ينعكس سوءً على ابناءها الطلاب والذي هم بامس الحاجة لتوفير احتياجات الابناء الطلاب . واضاف ميعاري ان اقبال المواطنين على المكتبات جاء متأخراً وليس كالسنوات الماضية وارجح ان ذلك فقط بسبب الاوضاع المالية الخانقة التي تعيشها العائلات وخاصة كثيرة الاولاد . واكد ميعاري ان هناك اعداد كبيرة في السنوات الماضية كانت تدفع مقابل الكتب المدرسية من خلال اقساط على بطاقة الاعتماد والقسم الآخر بواسطة شيكات اما هذة السنة فالكثير منهم يطلبون تأجيل الدفع ويتسجلون على دف الديون الا ان هذا الامر لا يمكن تحمله من قبل اصحاب المكتبات لانهم ايضاً بحاجة ماسة من اجل دفع التزاماتهم المالية من شراء كتب وقرطاسيات علماً ان نسبة الربح ليست بالكبيرة .  اما بالنسبة للكتب فان اسعارها معروفة وتم تحديدها من قبل وزارة المعارف اما القرطاسية فان هناك عدد كبير من المنتوجات لشركات عديدة وكل منتوج له سعره وهناك تنافس بين الشركات المنتجه له وللشركات المسوقة له .وبالنسبة للعائلات كثيرة الاولاد هناك اسعار خاصة ونأخذ ذلك بعين الاعتبار وعند الحساب النهائي نقوم بخصم تخفيض مناسب حسب المبلغ الذي ترسي عليه الفاتورة .

وفي حديث مع محمد يوسف اغبارية من شركة جنادان لتسويق القرطاسية والاثاث المكتبي قال ان الاهالي ومن خلال تجربتي لعدة سنوات فانهم يختارون المنتوج الجيد وصاحب الجودة الجيدة وخاصة الحقائب المدرسية الجيدة حتى وان كان سعرها غالي الثمن او اكثر من 180 شاقل ، وكذلك تجاليد الكتب والدفاتر والاقلام والالوان ، ومن طرفنا فاننا نقوم بمحاولات من اجل التخفيف عن الاهالي والاعباء الملقاة عليهم ونحاول ان نرشدهم الى المنتوجات الاقل سعر والاجود وكل شيء بالتالي يعود حسب قدرة الاهل من الناحية الاقتصادية وحسب عدد الطلاب في العائلة .

وفي حديث مع جهاد السعدي صاحب مكتبة في مدخل عكا القديمة قال ان الكتب المدرسية لم ترتفع منذ عدة سنوات والوزارة لا تريد ان ترفع الاسعار بالرغم من ان سعر الورق يرتفع واصحاب دور النشر يحاولون بالضغط على الوزارة لرفع الاسعار لرفع نسبة كسبهم الفاحش.واضاف السعدي ان اوضاع الناس في مدينة عكا صعبة للغاية والكثير منهم عاطلون عن العمل وينتظرون حتى ايام قليلة جداً قبل بداية السنة الدراسية وبالتاي يطالبون بالتسجيل على دفتر الدين وهو امر صعب ايضاً لصاحب المكتبة بان يتحمل مشاكل الناس جميعاً ولا نستطيع فتح هذا الباب . ويؤكد السعدي ان المكتبات تغلق ابوابها لان نسبة الربح في الكتب هي ضئيلة جداً ولا تتعدى الـ 15% وهو امر قد يضطر الواحد منا باغلاق مكتبته . اما بالنسبة للكراريس فيقول السعدي ان الكراس في العادة يكون سعره رخيصاً مقارنة مع الكتاب والهدف منه ان يقوم الطالب بالكتابة عليه وحل المسائل لان الطالب عندما يكتب المعلومة فانه يحفظها ولذلك جاءت اهمية الكراس ، ولا بأس من شراء الكراريس من جديد وعدم محو الكتابة عنه لينتفع الأخ من كراس شقيقه. واكد جهاد السعدي ان مكتبته تقوم باصدار لائحة اسعار بالكتب المطلوبة لجميع الصفوف حتى يتمكن كل مواطن من معرفة سعر كل كتاب ينوي شراؤه وخاصة بعد قيام البعض باعمال غير مسؤولة بتسويق نفسه بان ربطة الدفاتر لديه بمبلغ رخيص ويقوم من جهة اخرى برفع اسعالر الكتب ويكون بهذا قد قام بعملية تضليل للمستهلك الفقير والذي بالكاد يستطيع توفير احتياجات العائلة .