الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

التمرينات الرياضيه تخلق دماغا جديدا


نُشر: 27/08/07 07:26

 نشر اخصائيو الأعصاب في جامعة كولومبيا بنيويورك سيتي دراسة بدأ فيها مجموعة من الرجال والنساء، ممن تتراوح اعمارهم بين 21 و45 عاما، العمل لمدة ساعة واحدة أربع مرات في الأسبوع. وبعد 12 اسبوعا اصبح المشاركون في الاختبار أكثر لياقة. وقد ارتفع لديهم مؤشر استهلاك الأوكسجين الأعلى. ولكن شيئا آخر حدث نتيجة كل ذلك. فقد كان الدم يتدفق بكمية أكبر الى ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن نشوء الخلايا العصبية. واظهر التصوير عبر الصدى الوظيفي ان جزءا من فص (قرن آمون) لدى كل شخص تلقى ما يقترب من ضعف كمية الدم التي كان يتلقاها في السابق. ويرتاب العلماء من ان ضخ الدم الى ذلك الجزء من الدماغ كان يساعد على انتاج خلايا عصبية جديدة. ويلعب الفص المعروف باسم (قرن آمون) دورا كبيرا في كيفية خلق الثدييات ومعالجة الذكريات؛ كذلك تلعب دورا في الإدراك. وإذا لحق عطب بـ(قرن آمون) الخاص بك فإنك على الأكثر ستواجه مشاكل في تعلم الحقائق وتشكيل ذكريات جديدة. ويلعب العمر عاملا أيضا. فكلما تقدمت بك السنون يصبح حجم دماغك أصغر وأكثر المناطق تعرضا للتقلص هي «قرن آمون». والكثير من اخصائيي الأعصاب يؤمنون بأن فقدان الخلايا العصبية في منطقة قرن آمون هو السبب وراء تضاؤل قدرات الإدراك المرتبطة بتقدم السن. وأظهرت عدة دراسات أن الأشخاص المصابين بالزهايمر وأشكال العته الأخرى يمتلكون فصوص «قرن آمون» بشكل اصغر من الطبيعي. واقترحت دراسة كولومبيا أن التقلص في أجزاء من (قرن آمون) يمكن إبطاؤه من خلال تمارين معينة. وأظهر المشاركون تحسنا ملحوظا في الذاكرة عند قياسها بتجارب استرجاع المفردات. فأولئك الذين يمتلكون زيادة في مؤشر استهلاك الأوكسجين الأعلى حصلوا على نقاط أعلى. وقال سكوت سمول مساعد البروفسور في علم الأعصاب بجامعة كولومبيا والمشارك في تأليف هذه الدراسة إنه "من المعقول استنتاج أن ولادة الخلايا العصبية تحدث في مناطق قرن آمون".ودعمت دراسات أخرى جرت حديثا هذه النظرية. ففي جامعة الينويس وضع عدد من المسنين لخوض تجارب تدخل إما تحت يافطة تمارين اللياقة (ايروبكس) أو تمارين شد الجسم وتمديده. (كان أفراد مجموعة الايروبيك يمشون لمدة ساعة واحدة على الاقل ثلاث مرات في الأسبوع)، وبعد ستة أشهر جرى فحص الذين قاموا بتمارين الايروبيك فأظهروا نموا في العديد من مناطق الدماغ. وأثارت تلك النتائج الأمل بأن للدماغ البشري القدرة لا على إنتاج خلايا جديدة، بل إضافة أوعية دموية جديدة تقوي الأواصر العصبية وتسمح للخلايا العصبية الجديدة بالاندماج مع شبكة الأعصاب الأكثر اتساعا. وقال مؤلفو الدراسة إن "الكشوف الجديدة هي الأولى التي تؤكد فوائد التمارين الرياضية على حجم الدماغ بالنسبة للاشخاص المسنين".
كذلك يدرس باحثون آخرون الدور الذي يلعبه هرمون سيروتونين الذي يؤثر على المزاج. وتسرع التمارين الرياضية من إنتاج هذا الهرمون الذي يمكن أن يحفز نمو الخلايا العصبية الجديدة. وربط انخفاض هرمون سيروتونين غير الطبيعي بحالات الكآبة مع تقلص فص (قرن آمون). والكثير من العقاقير المضادة للكآبة مثل بروزاك تزيد من فعالية هرمون سيروتونين. والطريف أن هذه الادوية تحتاج إلى ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع كي يبدأ تأثيرها وهي الفترة نفسها التي يتطلبها نمو الخلايا العصبية وبلوغها درجة النضج. وبعض من هذه العقاقير فعالة ومن الممكن أن تزيد من ولادة خلايا عصبية جديدة، مثلما تفعله التمارين الرياضية.

مقالات متعلقة