* حالة الطقس الاستثنائية يمكن أن تستمر لعدة أيام، والأمطار الغزيرة التي هي نعمة وفي بعض المرات نقمة

الأمطار الغزيرة تتواصل في المنطقة وما حولها، وفي الطيرة تتواصل حالة الطوارئ التي أعلنتها البلدية. عشرات الشكاوى وحالات انغمار للأراضي ومداخل البيوت وتوقف الناس ألقسري عن الخروج بسبب الأمطار، الكل يعاني والكل يشكو الحالة الاستثنائية التي يتعرض لها، بعضهم يضع اللوم على البلدية التي أوضحت أنها تفعل المستحيل لحل معظم المشاكل وبعضهم يضع اللوم على الإدارة السابقة التي وصف أحدهم عملها بالعشوائي وغير المهني لمصالح خاصة مما أدى الى ما هو عليه الآن، وبعضهم يضع اللوم على الناس الذين يغيرون معالم وأماكن معينة ويغلقون ممرات ويبنون في مناطق مخالفة مما خلق مشكلة كبيرة اتضحت معالمها في هذه الأيام.

مهما اختلفت الأسباب تظل حالة الأمطار التي هطلت ومازالت تهطل هذه الأيام حالة غير مسبوقة منذ سنين طويلة حسب رأي الكثيرين، ولا احد يختلف على أنّه مهما بلغت تجهيزات أية بلدية فلن تستطيع مجابهة قوة الطبيعة وأثارها المدمرة والدليل على ذلك عدم مقدرة المدن اليهودية مثل رعنانا وكفار سابا وغيرها على تخطي هذا الطقس دون أضرار.
المواطن معه حق فيما يراه ولديه كل الحق في المطالبة بمستوى لائق من التجهيزات الضرورية لدرء أي عارض في المستقبل، وأيضاً لا أحد يُنكر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق أي واحد فينا لتجنب ظهور مثل تلك الظواهر، والكل يعرف كيف ولماذا تحدث بعضها، كثيرون شرحوا لنا كيف ظهرت عندهم مشاكل تجمع المياه وتحول حدائقهم الخاصة لأنهر تمر منها المياه، وأحد المتضررين روى لنا كيف قام جاره بتحويل ممر الماء بشكل أثّر عليه وعلى غيره وعندما توجه اليه البعض قام برفض حديثهم بقوله أنا حر..!!
البلدية تحاول ما بوسعها..

مأمون عبد الحي رئيس البلدية والقائم بالأعمال الشيخ عبد السلام قشوع والسيد معين عقفة مساعد الرئيس والسيد بسام ناصر مهندس البلدية تواجدوا منذ ساعات الصباح في مناطق عديدة
وتابعوا معالجة المشاكل والشكاوى التي تراكمت على مدار الساعة، وقامت بتوفير العديد من الأليات والأدوات لفتح وتصريف المياه المتجمّعة عند البعض، ففي منطقة وادي الحفاير الذي فاض المرة الماضية كان هذه المرة أيضاُ مقصد رئيس البلدية ومعاونيه الذين عاينوا المنطقة وحاولت آليات البلدية إيجاد حلول وفتح ممرات لتصريف مياه الأمطار، وعولجت منطقة شارع 24 بجانب مفرق باب الخان الذي كان عبارة عن بركة مياه كبيرة، ومنطقة الدوار الواقع بجانب مسجد صلاح الدين، ومنطقة "أبو عقفة". كما تمّ معالجة العديد من المناطق الواقعة على إمتداد الوادي ما بين عيادة الدكتور هيثم حتى قاعة أبو زايد الواقعة على 24. وظهرت العديد من المشاكل التي كان من الممكن درئها، ولكن بسبب لجوء البعض للتصرف دون إدراك تبعات تصرفاته أوجد مشكلات إضافية بسبب تقييمه الخاطئ. بعض المواطنين قاموا بفتح أغطية عبّارات المجاري لتصريف كميات المياه الهائلة مما جعل مواسير مياه المجاري ترزح تحت ضغط هائل مما أدى إلى تدفقها من أماكن عديدة وبالتالي دخولها لمنازل وأماكن أُخرى. وقد قام سفيان عبد الحي مدير قسم الصحة بمعالجة العديد من تلك الإشكاليات.
حالة الطقس الاستثنائية يمكن أن تستمر لعدة أيام، والأمطار الغزيرة التي هي نعمة وفي بعض المرات نقمة، لا يمكن توقع نتائجها ولكن يجب أن نقف جميعاً أمامها إن أتت لغير صالحنا ولا وقت الآن للندب واتهامنا لبعضنا البعض، الحلول يجب أن تأتي بشكل مدروس لاحقاً ولكن الآن لا يمكن إلا العمل من أجل الخروج من هذه المحنة.