الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 07:01

عمر رزوق من أبو سنان يتسائل: مَنْ يضمّد يا قدس جراحك الدامية البركانية؟!

كل العرب
نُشر: 07/10/09 18:08,  حُتلن: 13:14

مَنْ يضمّد يا قدس جراحك الدامية البركانية , مَنْ يمسح يا قدس أهدابك مِنْ جهلنا وتهاوننا , مَنْ يخلّصك يا قدس مِنْ عوارق الحاخامات النجسة الماسونية , مَنْ يذود يا قدس عنك مِنْ آثار المستعمرات الإرهابية , وخرافات " التوراة " والأسفار الورقية , مَنْ يا قدس , يا زهرة المدائن الكونية , سيحرر معصميك مِنْ أغلال الحقد ويلبسك خلخالا وديباج بنفسجي والأسوار الذهبية.
العرب يا قدس في زمن الرهكة , ينشدون ترنيمة عائدون , وقليلهم نضالهم بالألسنة. لم يبقَ يا قدس , جنديّ إلا وخصَوه بالمرتّبات المغرية , وما بقيَ رئيس يا قدس إلا واستنسخوا دماغه البالية , ليورثوه لإبنه الداهية , فتتكدّس ضمائر تحت ضمائر تحت نعال الجواري , فهل ينجبون من يأخذ بالثأر ؟! العرب مهزومون ملعونون يُفرِغون مواهبهم المكبوتة في مراحيض الرقص والغناء , نستلّ الحِراب من أكمامنا , ونُعلن الحرب على أبناء العشيرة , وحين يدور الدور , نخرج لساحات تل أبيب , نرفع علم اعتدال , ونردد بكل قوة ارتذل من الأقوال .
القدس يا مدينة البكاء, لا رجال مِن الزعماء , ولا حتى أنصاف نساء , فالأرواح والعقول والضمائر مستنسخة والإرادة قماش يباع على قارعة الطريق لصناعة خمارات للرجال, يأتي من بعدها جيل لولبي مستغرب انهزامي لا يتذكر اسمك يا قدس ولا يذكر رائحة سجّاد مساجدك , جيل يتراقص على نغمات الأبواق الملكية , يلبس في أنفه وأذنيه و..... أقراطا ذهبية ويتسوّر بسوارات حجرية ويتقلّد العقود الخشبية .
يا عرب ! هل تعلمون أن أجراس الكنائس والقيامة قطّعت ألسنتها ونُتفت حواجبها , حزينة الملامح . هل تعلمون أن المسجد الأقصى يتيم وحيد معزول في زاوية التوقيف والحجز كل يوم جمعة , هل تعلمون أن الذبحة الصدرية أصابت مروان ومصلاّه , هل تعلمون أن باب العامود قد اختنق بغبار البنادق .
يا عرب ! هل تسمعون أصوات الباعة على بسْطات الشوارع , الشوق منها يتفجّر : تعالي يا أم محمود واشتري البامية , وأنت يا حاجة هنيّة تفرّجي على الملوخية وأنت يا أبو قريع إشترِ هذه اللعبة لإبنك ربيع , وتتواصل كل الحروف العربية بالنغمة المقدسية بالتسلل للآذان , وتُخبر دماغي المتخبط عن رغيف الارتياء وفواصل الترقّب وعلامات التعجّب .
يا عرب ! هل سيأتي اليوم الذي به تتبدّل هذه الأصوات الحزينة ؟ هل سيأتي اليوم الذي به نقاتل لتحرير آخر شبر بالمدينة .
تبا لك يا جيل الخداع والرياء , لم يبقَ يا أغنيتي الحزينة من يغذّيك بسحور الألحان.
يا عرب ! تقعدون في مأتم الأمن , تحتسحون القهوة الأمريكية اللذيذة , وترقدون على بيض إشارات المرور والقوانين الشرعية , وتوجهون مسار التقارير الذهبية ( جولد ) إلى مقابر الشهداء الحجرية ( سْتون ) , عشرون ألف سنة ونحن نعوم في محيط الإنهزامية , ألن تغرقوا ؟
أسكنك الله تعالى فسيح الجنات , يا عمقا ويافا , سحماتا وحيفا والمنشيّة , ويطالعنا الإعلام الأصفر والقنوات الفضائية , بأشعار الرثاء وخطابات التأبين التمثيلية .
يا عرب ! هل تعدّون للقدس تأبين ؟ وتجرّون معكم " العلماء المأجورين والشعراء المأجورين " ؟ عند حفر اللحد , تنهمر دموع التمساح , وتشربون القهوة السادة مخلوفة بالأفراح , تُصلى الجنازة وتُقرأ الفاتحة وينتظر الجميع رحيل آخر صداع ليرتاح .
ولكن يا عرب , ولكن يا عرب , ولكن يا عرب , ولكن يا عرب ولكن يا عرب !
ينفض الأقصى عن القدس غبار الهلاك , وتملأ الآفاق نورا كالملاك , ككواكب سماوية وأزهار أقحوانية . فلتنبهروا يا عرب , فالقدس نهضت من بين أنياب الطغمة الإجرامية , أصلها ثابت وفرعها في السماء , حورية .
يا عرب ! في القدس عرب وفي الأقصى عرب , يتصدّون للهجمة الدموية , موتوا بغيظكم يا حاخامات الفجور والجنس , موتوا بغيظكم يا أًصحاب الجدائل اللولبية , فأنا القدس وأنا الأقصى فلست مهاجرا ولست صيدا في قفص الصهيونية, أنا لست شَعرا مستعارا ولا أتاجر بأعضائي الجسدية , أنا الأقصى المسرى , أنا القدس الطاهر , أنا الأسرى , أخرجوا أقذار فكركم وعنصرية أفكاركم , سأُخرج سمومكم من داخل مساماتي الجلدية , وأنزع خنجركم من بين ضلوعي لأثبّت به على أحجار القدس الهوية .
أنا القدس , أنا الأقصى , لن أهاجر من عباءتي الإسلامية , وانتظروا عند باب البداية , سنصدكم عن الأقصى مثل مارد جائع مفتوح الشهيّة , فالله معنا , وجنود سماوية . انتظرونا , عند باب المدينة , سنأتيكم , ونأخذ من بين أيديكم إقليد القدس, ومفتاح أزقة الدموع الباردة وعطور أحلام , حتى تُقام محكمة إلهية . 
 

مقالات متعلقة