*عائلة لا تجد اللقمة السائغة او الخضار او الفاكهة الطازجة

* العائلة تعيش حياة شقاء ووضع مالي مزرٍ ورب عائلتها عاطل عن العمل

* اربعة ابناء من العائلة يعانون من مرض نادر بحاجة لمراقبة مستمرة وبحاجة ماسة لعملية اغلاق شرايين الرأس

تعيش عائلة سامي سعيد عاصلة من عرابة البطوف أياماً عصيبة للغاية وحياة من الشقاء والعناء وبالرغم من ذلك فهي صابرة محتسبة عند الله ومؤمنة بقدر الله وقضاءه اذ يدور الحديث يدور عائلة مكونة من سبعة أنفار الأب والأم وخمسة ابناء واربعة منهم طلاب مدرسة يعانون من أمراض صحية يرجح بأن سببها زواج الأقارب كما يقول سامي عاصلة رب العائلة.

المكتوب يقرأ من عنوانه
ومن يدخل للمنزل يقرأ المكتوب من عنوانه حيث الاهمال الكبير في البيت وحالة الشقاء والبؤس التي أصابت الجدران والأثاث وحالة المطبخ ناهيك أننا فوجئنا بثلاجة المنزل التي لم نجد فيها سوى صحون الزيت واللبن واللبنة وعلبه الحمص وبضع حبات من الحامض والعنب ولدى دخولنا المنافع وجدنا فتحات المياه بدون بطاريات او حنفيات وغسالة اوتوماتيك صدئة لا تعمل ومغسلة بدون بطارية او حنفية والجدران قد أكل السواد منها فتغيرت الوانها وصور مبعثرة تزين تلك الجدران.

رحلة عذاب لا يعلمها الا الله
سألنا رب العائلة عن سبب ذلك البؤس وحالة المنزل فقال سامي عاصلة أن الابناء الاربعة مروا بعملية قسطرة في مستشفى شنايدر، ومنذ ثمانية سنوات بدأت رحلة العذاب وتبين ان لدي شرايين متصلبة بالرأس واجريت عدة عمليات جراحية ولم تمر أشهر حتى تبين أن ابنائي الاربعة يعانون من مرض نادر ويصابون بنزيف في الرئتين وتبين أن الرئتين لديهم تحتوي على 12 – 15 حفرة او ثغرة وقد اجري لهم عمليات قسطرة في مستشفى شنايدر وتوالت المحن والالم وبدأت رحلة العذاب بنقل الابناء واحداً تلو الآخر الى المستشفيات في عرض البلاد وطولها وهو أمر اجبره للبقاء ليلاً ونهاراً مع الأبناء لمراقبتهم والعناية بهم ولم يمضي وقتاً طويلاً حتى أصيبت الزوجة أيضاً بمرض ولكنها تكابر وتحاول ان تخفي اوجاعها كونها متألمة من حال الابناء.

ماذا يريدون اكثر من ذلك؟
ويضيف سامي أنه طرق العديد من الأبواب بهدف المساعدة وخاصة مؤسسة التأمين الوطني الا ان احداً لم يساعده وهو لم يعد يقوى على العمل ولم يسعفه حتى الوقت ان يعمل فالابناء بحاجة ماسة بشكل يومي بنقلهم من والى المدرسة ومرة في الاسبوع بنقلهم الى المستشفيات للعلاج وتلقي الأدوية، وهو أمر زاد المعاناة ، وقرر ان ينتدب محامي لمتابعة القضية في مؤسسة التأمين الوطني والتي تراوغ وكل يوم تخرج بأسئلة جديدة وتطالب بالحصول على اثباتات جديدة بالرغم أن لديها كل الاوراق الثبوتية أن الابناء يعانون ومروا بعمليات جراحية.

سامي عاصلة

حتى المدرسة لم تقبل به مع جهاز الاوكسجين
ويتابع سامي عاصلة بالقول: أنه قرر بان يتوجه ابنه البكر للمدرسة الثانوية في عرابة وبرفقته جهاز الاوكسجين كونه لا يستطيع التنفس بشكل عادي الا عبر الجهاز فكان ان رفضت المدرسة بادعاء الخوف على سلامة الطالب نفسه والطلاب الآخرين وذلك من خشية ان يتسبب بانفجار الاسطوانة، وطالبت مديرة المدرسة ورئيس المجلس المحلي بأن يجدوا السبل الكفيلة بعدم تحطيم مستقبل الابن والمساهمة بدعمه باسلوب يمكن تعويضه عن المادة التي يخسرها بشكل يومي ولا يمكن التلكؤ في ذلك لان خسارته فادحة.

العلاج بحاجة لتوفير 47 الف يورو
ويعبر سامي عاصلة عن عدم قبوله للاقتراحات التي قدمت اليه بنقل ابنائه الى خارج البلاد للعلاج بسبب وضعه المادي الصعب مما سيترتب على ذلك مبالغ كبيرة وهو لا يقوى على جمعها او تجهيزها حيث تقدر قيمة العلاج بـ 47 ألف يورو أي ما يعادل 260 الف شاقل فقد اقترح عليه بنقل الابناء الى مستشفى في كندا او مستشفى في المانيا يعمل به الدكتور سامي حسين ابن قرية دير حنا وهو من يقوم بمثل هذه العمليات الجراحية بالرأس.

عزة نفسي أبت طلب المساعدة
الا انني وخوفاً من أن يمنني أحد وعزة نفسي أو أن يقال عني أني كنت أشحد على ابنائي فعز ذلك علي الا ان ما يؤلمني بشكل يومي وارى الدمع في عيني زوجتي وأرى الابناء يتلوعون ألماً ومعاناة ولا نستطيع أن نعمل لهم شيئاً سوى الدعاء، ولذلك كان توجهي لمراسل موقع العرب بعد أن نصحوني إخوان بأن موقع العرب يمكن أن يساهم بشكل صادق بعرض القضية وأن نجد من يساهم بانهاء المعاناة للأبناء،في ظل تخلي الجميع عنا.

عمر نصار رئيس المجلس المحلي في عرابة البطوف

رد عمر نصار رئيس المجلس المحلي في عرابة
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع المربي عمر نصار رئيس المجلس المحلي في عرابة البطوف أكد أن عدم ادخال الطالب للمدرسة الثانوية وبرفقته الجهاز الخاص به للاوكسجين كان من دوافع الخوف على صحته هو كون انه يتواجد في مدرسة ثانوية وحركة الشبان كبيرة والخوف من التسبب له بمضايقات او وقوع أي مكروه له او للطلاب انفسهم، وقال: اقترحت على الوالد بالتوجه لقسمي المعارف والخدمات الاجتماعية لبحث القضية وايجاد السبل الملائمة لتعويضه عما خسره من مواد تعليمية.
وحول مساعدة العائلة أكد نصار أن العائلة تعاني من وضع مادي صعب ونحن ندعم أي جهة تتبنى مساعدة تلك العائلة وامكانية دعم العائلة بشكل شخصي وكمجلس محلي وفق القانون.

خالد شلش مدير قسم الخدمات الاجتماعية في مجلس عرابة المحلي

رد خالد شلش مدير قسم الخدمات الاجتماعية
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع خالد شلش مدير قسم الخدمات الاجتماعية في مجلس عرابة المحلي أكد أن القسم لا يستطيع التحدث بشكل عيني عن هذه الحالة الا انه ساهم بحل بعض الصعوبات لها حسب القانون وسيجلس مع سامي عاصلة من أجل ايجاد الاطار المناسب للأبناء تعليمياً حتى لا يخسروا أي مادة تعليمية وسيتم طرح موضوع العائلة من جديد والمساعدة المحدودة قدر الامكان.