الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:02

مقدسيٌّ يعود من منفاه!!! بقلم:احمد صالح طه (كوكب أبو الهيجاء)

كل العرب
نُشر: 02/10/09 07:55,  حُتلن: 09:33


عاد من المنفى الحبيبُ
على جواد الشوق يلتحف الوطن
ذلك المنسيّ ُنبع ُ تدفّق الأرواح
في نهر الغياب
على مَسرب النكبات مُمتدّا ًمُخدّر
في ساحة التشريح ينتظر الجراحة
بحد ألسنة التفاوض كيفما تملي الطيور
الراقصات على الفنن
والثعالب ُدخلت مراحيض التبوّل
مزّقت سر تضاريس السياسة
ثم ألقت ببروتوكول الجراحة
في نفايات الزمن
والمالكون للتراب في انتظارٍ
زاد عن طول الزمان
وشُيّعوا إلى الكفن
وصودرت أملاكهم
للقادمين الشقر من خلف البحار
وقيّدوا الأبناء في سجن الذلالة
واكتوائات المحن
والوطن!!! ما زال يستلقي على بساط الذل
ينزف تحت جدارٍ التفافي ٍمُحَصّن
يبتلع أدعية ًالحزانى
وإذ ما فتح العينين يشكو صدره
للمسجد الأقصى المُجاور
حقنوه بالتخدير ثانية ًليبقى
خاملا يتغذاه الوهن
ستّون عاما ًرهن العلاج!!!
وكُلما جَهَز علاج ٌ
زيّفوه قائلين :لم يفد مرضاً
خبيثا ً قد تملّك بالمفاصل
والجراحة أصبحت رهينة ًبيد الزمن
*************
يا مقدسيٌ عائد ٌللتو من منفاك
ما زلنا نحرث اسطر التاريخ
نزرع الأوراق أشلاءً وقتلى
ثم نرويها دماءً
مُنذ أن حرقوا البلاد وعيّدوا
لكي نراك بحضنها!!! ولم نراك
وأنت تطحن أيام الغياب على عتبات
مضطهديك وسالبيك مُحمّلاًً نكبات شعبك
كي تعود إلى ديارك قبل الهلاك
فهل رأيت على هذه الأرض
العصية مُضطهداً بلا وطن ٍ سواك ؟؟؟
واليوم أنت عائدٌ
تتتوّج الأحلام ترسمها بغصن زيتون ٍ
وبسمة عائدٍ
والقيّمون على مراسيم القيادة
تائهون وفي عراك
الوطن يفقه الأسرار في عينيك
يمد يد الخلاص كي تمسك بها
فلا يرى مُخلّصا ًفي هذه الدنيا سواك
امسك بها قبل الجراحة انه
قيد الهلاك!!!!
فلا يرى بهذه الدنيا سواك
*************
يا كاتب ُالتاريخ أفصح عن مجازرك
التي دُفِنت ببطنك من غبائك
فابتُليت لجُرمها بقسوة الإمساك
وبدأت تستفرغ كل أحداث تلتها
من عُصر هضمك
لم يبق متّسع ٌلتاريخ ٍ جديدٍ تُدوّنه
لئلا يُزعجك شذاك
حتى أتاك!!!!!!
ذلك المنفيّ ُفي زى طبيب ٍ
واخرج كل أحداث دفنت للخليقة
على هواه من قفاك
*************
يا مقدسيٌ عائدٌ للقدس من منفاك!!!أبصر
ما زلت تجهل سر ما يطهو عداك
انظر إلى المستقبل الآتي إليك
بمنظار ِأشلاء تهاوت
فوق رؤوس القاتلين الناظرين
على المقابر فترى عدوّك و يراك
واحذر الأفعى الخطيرة والطويلة!!!
ذيلُها نيويورك للأحرار تمثال ٌويشمخ
على لعق الدماء حُرّاً !!!ومُنتشيا ً هناك
والرأس في الشرق يبتلع ُأرواح الخليقة
زاحفاً خلف رائحة دمائك أينما حطت خطاك
أما الجرذان من العرب!!!
اختبأت بجحور ٍخلف الأطفال المغروسة
كي تحمي الوطن الملدوغ
وشعوبهم بقيت منسية في القيد خلف الأسلاك
الوطن ما زال يصارع وحده رأس الحية
كي يسحقها تحت أحذية ٍقد سُلخت
من جلد رؤوس الجبناء
لم يبق إلا أنت الدرع الواقي دون سواك
**************
يا رُعاة قطعان الأبقار والخيل الموهوبة
في أقصى الغرب
ألا يكفيكم هذا الكم ؟؟؟
وتحكّمتم بمصير شعوبٍ تبحث عن فجرٍ
يُطلّ ُعليها مُبتهجا ًمن خلف الهم
أرموا إن شئتم من بارود ضمائركم
على من شئتم بالأطنان كي يرضى سام العم
واملئوا كل خزائنكم أموال الكون
وكونوا إن شئتم أغنى عائلةٍ في الدُنيا
رأس الحية ستسحقه يوماً يد قطٍ
ويده الأخرى تحمي المنخار من نتانة
رائحة ٍيصدرها اللون الوحشي لهذا الدم
******************
يا قادماً ًللقدس من منفاك
القدسُ يا قادما ًإليها قد حرّموا دخولها
لمن لم يقف وقفة استعراض على المعبر الأمني
ليُكَرّمُ بوجبة شهيّة ٍمن طبخة ٍ للشمس
نهارُها طويلٌ ومُجهد ٌ شقي
هناك يدرسون الخفايا من حُمرة ٍالعيون
ويعدّون كم تجعُّد ٍ مُرتسم على صفحة الجبين!!!
يتحسسون خشونة اليد والجلد والزند
والويل كل الويل لمن له زند ٌ متين
يقرؤون السر في الرجولة بطولها وعمرها
وكيف صاغها منفاك!!!
فتسلك طريقا ًمغايرا ًٌتدخله من بابٍ أوّلُه تبيينٌٌ
وآخره تدجين
يقودك جنديٌ يدفعك بالسلاح لغرفة ٍ
صغيرة ٍحديثة البنيان
يسقيك الليمونادة مُبتسما ًوقائلا ً :
عافاك من مشوارك الطويل عافاك
ويبدأ التحقيق!!!
من ضابط ٌ مكنّز ٌيسبقه كرشه
مرآه يشوّش مرآك
ويعلك الساعات والساعات ٍسائلا ً :
عن سر ارتباطك القوي المتين
بمدينتك الحبيبة الرتيبة البريئة الطاهرة
القادرة الصامدة الصابرة القدس!!!وتسأل
أهذه بداية أم نهاية الطريق ؟؟؟
وصوت عجوز ٍ يطرق طبل الأذن من كاتب
يتلو لك باكورة التلفيق: عُد إلى منفاك
لن يطيب بأورشليم هواك (
وترى عيون القدس من نافذة ضيّقة ٍلغرفة التحقيق
تجمع الدموع تحبسها!!! تسمعُها تستنفر طاقاتها وتُغلق
أسوارها وتُطلق المآذن تكبيرها وتقرع الكنائس
أجراسها وتغلق المدارس والناس في الشوارع تسير في مسيرة
نادي لها مرآك
والقدس تشدك بعين دامعة ٍٍٍونظرة ٍ واثقة ٍ
هنا يطيب هواك لن يبق بالقدس سواك
 

مقالات متعلقة