الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 12:02

من انت يا احمدي نجاد؟- بقلم: د. فايز أبو شمالة

كل العرب
نُشر: 26/09/09 11:56,  حُتلن: 13:50

* هل أنت فارسيٌّ، يا أحمدي نجاد، وإن كنت كذلك كما يصفك البعض، فلماذا لا تصادق اليهود، وتدعمهم في بناء هيكلهم مثل أسلافك؟
* مهما تكن يا أحمدي نجاد، إياك أن تكون فريسة اليهود التي ستنهشها أنياب الغرباء، لتحرق الإنسانية في محرقة أحقادهم، وإياك أن تكون الوزير "هامان" الذي تآمر عليه اليهود من داخل بلاده

انزعج اليهود من الوزير "هامان" الذي وقف ضد أطماعهم، وحارب بشراسة أحقادهم، وشرورهم، فمكروا له، وتآمروا عليه، حتى تمكنوا مِنْهُ بالخديعة، بعد أن نجحت الفتاة اليهودية الجميلة "إستر" في الالتفاف على روح زعيم الفرس "كورش" وأغوته بمفاتنها، فصار خاتماً يعشق أصبعها، وشال حرير يلامس عنقها، وعطراً يستنشق صدرها، وصار سيفاً يقطع رأس الوزير "هامان" ويمزق جسد أتباعه بإشارة من رمش عينها.

عاد اليهود إلى أورشليم القدس تحت حماية الفرس قبل الميلاد، وأعادوا بناء هيكلهم الثاني كما يقول سفر "إستر" وظلوا نافذين في المنطقة حتى جاء الإغريق، ثم الرومان الذين أزعجهم شر اليهود، فقرروا هدم هيكلهم ثانية، وتشتيتهم في الأرض من جديد، ليظل اليهود كذلك حتى عاد الفرس ثانية، وسيطروا على فلسطين سنة 614 ميلادي، ليعود لليهود مجدهم، ومكانتهم، وحضورهم في أورشليم القدس، ومارسوا بغطاء فارسي الانتقام من المسيحيين الرومان، ولكن الزمن لم يدم لليهود، بعد هزيمة الفرس أمام جيش الرومان، ودخولهم إلى فلسطين سنة 627 ميلادي، وبعد أن أصدر القائد الروماني "هرقل" مرسوماً يحظر على اليهود دخول "إيليا" القدس، وعاقب بالإعدام بعض اليهود المتهمين بقتل أو إحراق المسيحيين، أو إحراق الكنائس أثناء فترة الحكم الفارسي، وتشتت شمل اليهود مرة أخرى حتى جاء المسلمون بعد عشر سنين، وفتحوا القدس زمن الخليفة عمر بن الخطاب.

فهل أنت فارسيٌّ، يا أحمدي نجاد، وإن كنت كذلك كما يصفك البعض، فلماذا لا تصادق اليهود، وتدعمهم في بناء هيكلهم مثل أسلافك، ومثل شاه إيران؟ أم أنت مسلم تؤمن بالله وبرسوله، وتقف ضد اليهود من منطلق ديني، كما يقول البعض الآخر؟ أم أنت سياسي يا أحمدي نجاد، رأيت في مساندة حركات التحرر العربية والإسلامية دعماً لطموح دولتك في الوقوف نداً للدول الكبرى؟ أم أنك قوة شرقية صاعدة تنافس الدولة العبرية، وتخيفها، وتخنق أطماعها، ويخشى اليهود تأثيرك المغاير لرؤيتهم لهذه البلاد؟ أم أنت إنسان أحس بالظلم والمعاناة والمهانة، وأوجعك رؤية الدم الفلسطيني الذي يقطر من سيف اليهود، فقررت دعم الحق، ليقرر اليهود محاربتك بسيوف غيرهم، وصواريخ، وبوارج دول أخرى؟

مهما تكن يا أحمدي نجاد، إياك أن تكون فريسة اليهود التي ستنهشها أنياب الغرباء، لتحرق الإنسانية في محرقة أحقادهم، وإياك أن تكون الوزير "هامان" الذي تآمر عليه اليهود من داخل بلاده، وقتلوا مئات الآلاف من أتباعه، كما تقول أسفارهم. إياك واليهود، يا أحمدي نجاد، لئلا يطمئنوا في البلاد، ويعيدوا بناء هيكلهم، ليقف أذلاء على أبوابهم كل العباد.

مقالات متعلقة