* التحالف الأوروبي كان قويا إلى حد الاستماتة‏

* بعض المؤسسات اليهودية وليس كلها كانت ضد ترشيحه للمنصب

*  اثنان من الذين صوتوا له في الجولة الرابعة غيرا اتجاههما في التصويت‏

* سهاى عرفات‏,‏ قرينة الزعيم الفلسطيني الراحل‏,‏ أجرت اتصالات بالمرشحة الإكوادورية إيفون عبد الباقي لإقناعها بالانسحاب

* المتحدثة باسم اليونسكو تنفي  ما تردد حول محاولات دفع رشاوى في الساعات الأخيرة لاستمالة أصوات أعضاء الوفود المشاركة

* المرشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة يخسر المعركة على رئاسة اليونسكو لمصلحة المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا وزيرة الخارجية السابقة‏

* أوروبا والولايات المتحدة تسعيان بكل قوة لوقف زحف فاروق حسني مرشح مصر والعرب نحو منظمة اليونسكو ويدعمهم في هذا حملة إعلامية يهودية شرسة‏

بعد أداء مشرف وسباق شرس استمر علي مدى خمس جولات‏,‏ خسر المرشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة المعركة على رئاسة اليونسكو لمصلحة المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا وزيرة الخارجية السابقة‏.‏ وحصلت المرشحة البلغارية علي‏31‏ صوتا مقابل‏27‏ للمرشح المصري مما يعني أن اثنين من الذين صوتوا له في الجولة الرابعة غيرا اتجاههما في التصويت‏.‏ وقد نفت المتحدثة باسم اليونسكو ما تردد حول محاولات دفع رشاوى في الساعات الأخيرة لاستمالة أصوات أعضاء الوفود المشاركة في التصويت‏,‏ وكان مصدر في اليونسكو قد أكد لوكالة أسوشيتدبرس أن شخصا واحدا على الأقل تم طرده من مبني المنظمة الدولية في باريس من قبل رجال الأمن أمس الأول‏.‏ عاش الأهرام لحظة بلحظة الاتصالات المحمومة التي جرت في الساعات الأربع والعشرين التي سبقت عملية التصويت الأخيرة‏.‏

حسني فاروك وزير الثقافة المصري

وقد ساد أوساط باريس شبه قناعة منذ نهاية اقتراع الدور الرابع بأن أوروبا والولايات المتحدة يسعيان بكل قوة لوقف زحف فاروق حسني مرشح مصر والعرب نحو منظمة اليونسكو ويدعمهم في هذا حملة إعلامية يهودية شرسة‏.‏ كما كان الموقف غير الواضح لفرنسا سببا في تردد دول فرانكوفونية إفريقيا في التصويت لفاروق حسني‏.‏ وقد سعي الوفد المصري بشراسة في الساعات الأخيرة صباح أمس إلى ضمان أصوات إفريقية وجرت اتصالات بالوفد الروسي ولكن يبدو أن التحالف الأوروبي كان قويا إلى حد الاستماتة‏.‏ ومن جانبها أعربت بوكوفا عن سعادتها بفوزها بمنصب مدير عام اليونسكو‏.‏ ووجهت بوكوفا في تصريح لها عقب إعلان النتيجة التحية للمرشح المصري الذي قالت انها تكن له كل احترام وصداقة‏.‏ واعتبر حسام نصار مستشار وزير الثقافة ان هزيمة فاروق حسني تعود إلى تحالف دول كبري ضد توليه هذا المنصب وأضاف ان دولا كبري لم يسمها ارادت ألا يتولي حسني هذا المنصب‏.‏ وكان حسني قد صرح قبيل بدء الجولة الخامسة والأخيرة‏,‏ بأن هناك تكتلات تعمل بسرعة شديدة في الانتخابات علي منصب مدير عام اليونسكو‏.‏ وقال إنه ضد تسيبيس المنظمة معتبرا أن الموقف المعادي لترشيحه وسير الانتخابات على النحو الذي شهدناه يعد تسييسا لها‏.‏
وقال ان نصف عدد الدول الأعضاء للمجلس التنفيذي لليونسكو صوتت لمصلحتي ما يعني ان كل ما يقال في الصحف هنا وهناك كان افتراءات واكاذيب ونفى حسني الاتهامات التي طالما تعرض لها بمعاداة السامية وبتأييده للرقابة على حرية التعبير والإبداع‏,‏ مشيرا إلى أن وراء هذه الاتهامات غير الموضوعية أهدافا أخرى‏ وقال ان بعض المؤسسات اليهودية وليس كلها كانت ضد ترشيحه للمنصب نتيجة الخلط بين المواقف السياسية من ناحية والأخلاقية والإنسانية من ناحية أخرى‏.‏ وكان حسني قد حصل في الجولة الأولى للتصويت علي‏22‏ صوتا وفي الثانية‏23‏ وفي الثالثة‏25‏ وفي الرابعة‏29‏ صوتا‏.‏ وفي تصريحات خاصة لـصحيفة الأهرام المصرية  كشف عمر مصالحة‏,‏ الدبلوماسي الفلسطيني السابق باليونسكو وصاحب موقع من أجل فاروق حسني الإلكتروني‏,‏ أن السيدة سهى عرفات‏,‏ قرينة الزعيم الفلسطيني الراحل‏,‏ أجرت اتصالات بالمرشحة الإكوادورية إيفون عبد الباقي لإقناعها بالانسحاب من السباق‏.‏ ووصف دومينيك بوديس‏,‏ رئيس معهد العالم العربي في باريس‏,‏ أداء فاروق حسني بأنه كان رائعا إعلاميا وفنيا‏.‏ وأضاف أن مصر والعالم العربي قدما مرشحا مشرفا بكل معاني الكلمة‏,‏ وأنه كان واجهة حضارية لشعبه وأمته‏,‏ واصفا الهجوم الذي تعرض له المرشح المصري‏,‏ بأنه كان مبالغا فيه إلي حد كبير‏.‏