الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

عمالقة الساسة والفظاعة في تقزيم الحدث؟!!

بقلم: مرعي حيادري
نُشر: 08/09/09 16:43,  حُتلن: 15:14

يسمون المولود باسمه منذ ولادته على وجه البسسيطة , فما أن ينمو ويكبر حتى يترعرع ويصبح نافعا في بناء نفسه وشخصه لمصلحة المجتمع والبشرية وإلا قد وقع في أحضان عمالقة الساسة التي هي نهج لا بد وان يكون مستقيم , ولكن لسوء الحظ نحس ونشعر بفظاعة وقعها على المجتمع عامة وما تحمل في طياتها من كبت وظلم وأظطهاد لا يوصف احيانا من منظار البشرية والانسانية وقوانينها ودساتيرها التي سنت وفق تلك المعايير لاكمال المسيرة الاجتماعية وما تلقي بظلالها من السياسة التي لا يمكن فصلها أو نزعها وربما سلخها إطلاقا عن حياتنا اليومية , حيث تأقلمنا للمظاهر اليومية (ثقافيا كان أم تربويا وحتى سياسة ) حيث أضحت تلك القصة جزأ لا يتجزأ من مسلسل حياتنا تحديدا في منطقة الشرق الأوسط وما تشهد من صراعات زاخرة بالإحداث المأساوية والدموية , تعود إلى أولئك الساسة العمالقة في تحجيم وتقليل الحدث وفظاعته التي لا توصف.
إن المسلسلات الدامية والتي يدور رحاها متمثلا في القتل الفلسطيني للطفل والمرأة والحصار المستمر كما هو (نهج الجيتوات) لهو أمر فاضح وصارخ في التصورات السياسية وجرح مفتوح لا يندمل في تاريخ الضمير الإنساني , فما نشهده كبشر وإنسان , مبدأ لا يقبل وفق المبادئ الإنسانية المتعارف عليها , ومنفذوه شياطين خرس , فاقدي الضمير والحياء البشري , الانكى من هذا وذاك , إن رؤساء العالم الحر الديمقراطي , يحلل تلك التعديات ويؤيدها , ويتهم دائما الجانب الفلسطيني بأنه المعتدي والمسئول , على الرغم من الخسائر الإنسانية التي تشهد لها العين والكاميرا والفضائيات ببثها المباشر لكافة أنحاء العالم , ولكن مع شدة الأسف والحزن المدقع في الوصف والبلاغة , يبقى الشأن والضمير الإنساني لدى قادة العالم المهووسين , ناقصا نصا وروحا وشرعا ؟!! وتبقى الكلمات الحرة في بطونهم , لا يقدرون على نطقها لا من حاكمهم السالف او الحاضر وتبقى هوايتهم القتل والحرب في كل بقاع المعمورة !!.
والانكى من هذا كله , إن الإخوة العرب في الدول المنتشرة شرقا وغربا , لا يسعهم غير المناصرة بالكلمات التي لا تفي بالمطلوب , لا بل تدين الحوادث اللانسانية في القتل والذبح , ولكن ... وفق السيناريو الأمريكي المكتوب , ويلقى ويحكى كما هو نصا وروحا, تغيب عنه كلمات الضمير المفقود لديهم مقابل الولاء والطاعة والمصالح الإقليمية والدولار الهابط , والحفاظ على كراسي عرشهم التي أضحت , محطمة , فاقدة لأسس الخير , مكسورة لا حراك لها وبدون إذن الحاكم بوش لا تقدر على التصريح والنطق أبدا , وان حاولت التجرؤ أو الفعل عكس التيار , فتصبح (دولة إرهابية عربية مسلمة)!! تصدر بحقها الأوامر العسكرية والحصار الاقتصادي , غير آبهة بالمعايير البشرية , همها الوحيد والأوحد تنفيذ عمالقة الساسة وتحجيم الحدث وتقزيم الأفعال المشينة , لمن هم في صف أمريكا وحلفائها ؟!
فمنذ التاريخ الفائت منذ العام 1956 والعدوان الثلاثي على مصر العروبة ومن اعز حلفائها في الوقت الحاضر ؟! كانت مصر العروبة هدفا للقمع والاستعمار وشن الحر وبات وما فتئت النظرة قائمة ولكنها في جوار ير مخبأة حتى يحين دورها في تغيير نهج سياستها المشمولة والمصونة من قبلهم أي الحلفاء؟!! وفي العام 1967 كان لمصر وسوريا والأردن ذلك , من أولئك الحلفاء وعلى رأسهم أمريكا التي أتاحت الاحتلال للأراضي العربية في مصر وسوريا والأردن..؟؟ واكتمل المسلسل منذ العام 1973 في حرب العاشر من رمضان بعدما استعادت مصر قسما من هيبتها , ولكن هيهات ما تقزم الانتصار ومن أمريكا نفسها الحليف لها حاليا ؟؟! وهكذا دواليك في الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 على لبنان واحتلال بيروت أول عاصمة عربية , وبمساعدة أمريكية أيضا , وهكذا كانت كافة المسلسلات الدامية والمتلاحقة قصة وإحداثا مؤلمة بحق الإنسانية والبشرية العربية , ومن حكامها المرضى والمتقاعسين في جلد ذاتهم وجلد شعوبهم أولا وأخيرا , وبقي مسلسل العنف والألم والحزن والقتل العشوائي مسيطرا على عقول هؤلاء الشياطين فاقدي العقل والضمير سويا وكل ذلك من اجل إرساء الأمن لمصالحهم الإستراتيجية والإقليمية , محققين أهدافهم التوسعية من خلال قتل النفس البشرية , كما هو حاصل منذ العام 1990 وشن الحرب على العراق والتي تواصلت وانتهت باحتلاله وقتل مئات الآلاف من الشعب العراقي , وهاهي المنطقة تحصد إعقاب الحرب الويلات ألاقتصاديه في ظل بطش أمريكا وحليفاتها في كل بقاع تواجدها من هذا العالم الذي بات يصرخ .. كفانا قتلا وذبحا كالخراف, وتحديدا في عالمنا العربي الإسلامي المستهدف من أمريكا وشياطينها.
ومن هنا أتوجه باسم الإنسانية والبشرية لكل هؤلاء البشر , وان تبقى لديهم إحساس الإنسانية , أن يكفوا عن السفك والقتل وألذ بح , وان يعدلوا وينصفوا البشرية جمعاء , وان لا يفرقوا بين عربي وعربي وأجنبي , وتحديدا إلى الحكام العرب المغيبون عن رصد القرار والحدث لكل ما هو بشري وأنساني .. إلى متى سيكون لديكم موقف موحد تجاه ما يحدث من تمييز واضطهاد ؟؟!.
إما حان إن نسمع منكم .. كفى لأمريكا وسياستها الشريرة؟!
والى المؤتمرون في قمم العرب .. حاولوا توحيد موقفكم وكلمتكم ولو لمرة واحدة, والاهم منها نفذوا الكلمات على ارض الواقع؟!!.
لقد مللنا السفك والقتل والذبح , وما نريده العدل والسلام والإنصاف وبحق وعدالة فقط لا غير .. فالكرامة وعزة النفس لا بد وان يبقى تاريخها شامخا عربيا .. وعلى أمل اللقاء معكم, في انتظار القرار الصادر من قمة دمشق, نترقبكم _( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) إن كنت على خطأ صححوني.

مقالات متعلقة