الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

أسكنك الله فسيح جنّاته يا شيخنا

كل العرب
نُشر: 27/07/09 15:34

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
يقول تعالى في كتابه العزيز:(أولئك الذين نتقبّل منهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنّة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).
الحمد لله ثمّ الحمد لله الحمد الذي لا يُحمد على مكروه سواه ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله , إنّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وإنّ ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا حسبنا الله ونعم الوكيل. رحم الله شيخنا الفاضل** الشيخ سالم صقر أبو محمد** .
نعزّي أنفسنا ونعزّي الأهل جميعا كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر فلنصبر ولنحتسب.
يقول تعالى:(وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنّا إليه راجعون*أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). نعم أيها الأهل الأعزاء ويا جميع أقرباء وأنسباء وأصدقاء ومعارف الشيخ الجليل , إنّها أحزان ولكنّها تعانق اللإطمئنان , بقدر ما يحزن القلب على فقدان شيخنا الجليل إلاّ أنه يبقى في هذا القلب الطمأنينة يطمأن الإنسان منّا لأنّ شيخنا الجليل كما نعرفه ونعلمه ونعدّه بإذن الله تعالى من أهل الإيمان ومن أهل الاستقامة والصلاح والفلاح وهذا يكمن بقول الله تعالى في كتابه العزيز :
(إنّ الذين قالوا ربنا الله ثمّ استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).لا خوف ولا حزن على من كان فقيها وعالماً وعلاّمة وإماما ليس في كفركنا فحسب بل في عدّة بلدان مجاورة. رحمة الله عليك يا شيخنا الجليل, يا صاحب الكلمة الطيّبة وصاحب القلب الكبير والعمر المديد والعمل الحسن وصاحب المكتبة الكبيرة التي ما زلت أنا شخصيّا احصد منها سنابل من حقول العلم والفقه والدين لكتابة المقال وقول الموعظة الحسنة.
نفعنا الله وإياكم يا شيخنا الفاضل وأسكنك الله فسيح جنّاته.إنها المكتبة  التي في مسجد أبو بكر الصديق هي بمثابة المدرسة والكلّية والجامعة يقول عليه الصلاة والسلام :"خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ".وخيركم من طال عمره وحسن عمله ", لسانك كان رطبا بذكر الله حتى في سكرات الموت شفتاك تتلامس بسبحان الله والحمد لله والله أكبر .
جعل الله قبرك روضة من رياض الجنة بإذنه تعالى يا شيخنا الفاضل , رافقناك إلى المسجد وبالذات لصلاة الفجر وقراءة القرآن في الفجر (إن قرآن الفجر كان مشهودا). نِعم المعلم ونِعم الإمام ونِعم الرفيق  والجار , إنها ذكريات رسخت في الأذهان نحزن على فراقك ولكنّنا نطمئن لما قدّمت في الدنيا للدار الآخرة (والآخرة خير وأبقى).
رحمة الله عليك يا شيخنا التقي النّقي .كيف لا نطمئن ونحن نعلم بأن من أبنائك وأحفادك الحافظ والعالم لكتاب الله وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام :" إذا مات بن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث , صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " نعهدك بالأمام العادل والفقيه الورع وهذه المواصفات من أفضل الفضائل عند الله تعالى كما قال عليه الصلاة والسلام :" أفضل العبادة الفقه, وأفضل الدين الورع" صدقت يا رسول الله .
أسكنك الله في عليّين يا شيخنا الورع بإذنه تعالى .كيف لا نطمئن وجاءك ملك الموت وأنت في صلاة عصر يوم الأحد بين يدي الله تعالى تصلي وتذكر الله وتتلو( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين).كُنا نزورك ونلقاك تقرأ القرآن الكريم أو كتب الفقه وعلوم الدين .سقاك الله شربة من يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم شربة لا تظمأ بعدها بإذنه تعالى .
 أيّها الناس جميعا اسمعوا وعوا وتدبّروا وتفقّهوا ولا تتهاونوا بعبادة الله تعالى ها هو الشيخ يترك الدنيا بعد أن طال عمره وحسن عمله ترك الدنيا وأبقا لنا بصمات مضيئة تضيء لنا الطريق وتنوّر لنا الدّرب وترشدنا إلى الصراط المستقيم وهدي الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم جميعاً فلنتمسّك بها حتّى لا نضل ولا نشقى لنفوز بجنّة عرضها السماوات والأرض.
أيّها الناس جميعا اعلموا بأنّه تتفاوت أقداركم في هذه الدنيا, من الناس من لا يساوي صفرا بل عدمه خيرٌ من وجوده يكون شراً على أمّته وعلى مجتمعه بل على الناس جميعاً, قال تعالى فيهم (يفسدون في الأرض ولا يصلحون ).(الذين طغوا في البلاد*وأكثروا فيها الفساد* فصبّ عليهم ربك سوط عذاب ).
وهنالك أناس يعيشون كالمصباح المضيء الذي لا ينطفئ يعيش ليكون صاحب رسالة وهدفها ابتغاء وجه الله تعالى وإخراج الناس من الظلمات إلى النور يعيش مؤمنا بالله تعالى مخلصا للإنسانيّة .
المؤمن يستشعر دائما أنه بين يدي الله تعالى يعرفه حق المعرفة ويعبده حق العبادة يعرفه سبحانه بأسمائه وصفاته العليا ومن أبرز هذه الصفات : أنّ الله محيط بكل شيء علما وأنّ الله قادر على كل شيء وأنه يعلم ما تكن الصدور وما تعلن .وهذا الذي كان يَعلمه ويُعلّمه شيخنا العابد رحمه الله.
لذلك أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى, (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).إنّها الأحزان ولكنّها تتعانق مع الاطمئنان , فما علينا إلاّ أن نعتبر ونتّعظ , أيها الناس جميعا أُذكّر نفسي وأذكّركم بقول الله تعالى في كتابه العزيز الذي ما ترك صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها :(فمن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضل ّفإنّما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل).(قل هذه سبيلي أدعوا إلى على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
نسأل الله أن يتغمّد شيخنا الجليل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنّاته. آمين..آمين.

مقالات متعلقة