عندما يقول مهاجم مكابي هرتسليا الفرنسي يانك كامانان انه ضاق ذرعا من عنصرية جماهير الكرة في البلاد ، فان ذلك يعني ان مسؤولي هذه الدولة لا يحركون ساكنا في سبيل اجتثاث الاعشاب الضارة من جماهير الكرة المتعطشة دائما للنيل من كل من هو غير يهودي، وبما ان كامانان هو فرنسي واسمر البشرة فهو عدو، وعلى فكرة ما يدور في مدرجات الملاعب برأيي يعكس ما يفكر به المجتمع الاسرائيلي الذي قد يبلغ درجة المازوخية ، اي كراهية الذات، ففي كل مرة كانت تصل الكرة الى كامانان كانت تتعالى الهمهمات البهيمية من قبل قطاع كبير من جماهير الفرق المختلفة وعلى رأسها بيتار القدس وم.تل ابيب وهبوعيل تل ابيب ومكابي حيفا و... وكامانان ليس وحيدا في الساحة ، ليس وحده يعاني من ظاهرة العنصرية المقرفة البغيضة ، كامانان اعتقد لاول وهلة انه قدم الى دولة ديمقراطية تسيج نفسها بالقسط والعدل ولا تسمح لاحد بتجاوز الخطوط الحمر، لكنه سرعان ما اكتشف زيف الديمقراطية التي يتغنى بها ساسة هذه الدولة، منذ قيامها وحتى اليوم واذا بقي كامانان في اسرائيل فانه سيكتشف درجة الحقد والكراهية التي تعتري النفوس المريضة ، التي تشطب وتلغي الآخر وتعطي نفسها الشرعية بالوجود والهيمنة والسيطرة، كامانان اكتشف بان المسؤولين في الدولة يقولون ولا يعملون عندما يتعلق الامر بغير اليهود، يشرعون القوانين لكنهم يطبقونها على العربي او الاجنبي، وانني الوم الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يقف موقف المتفرج ولا يفعل هو الآخر للجم العنصريين وسد افواههم حتى يتعلموا الدرس من خلال العقاب، لكن هيهات ان تطبق مثل هذه الامور على دولة كاسرائيل التي تدوس قرارات الشرعية الدولية باقدامها ولا تعتبرها قائمة ما دام الامر ادانة لها.
وكنت اقترح على كامانان ان ينقل مشاعره الى الرأي العام الفرنسي وان لا يكتفي بالتصريحات لوسائل الاعلام العبرية ، بل عليه ان ينقل الصورة للشعوب الاوروبية ، بذلك تصل الرسالة الى اصحاب الشأن وبالتالي يتنبهون لما يدور في الدوري الاسرائيلي »ولسه ياما حنشوف » الموسم المقبل، سخنين ستقابل بيتار القدس، والمباراة ستتحول الى صراع قومي، بين اليمين المتطرف ومن لف لفه من زلم بائسة وبين العرب كعرب، وذلك لان سخنين تمثل كافة الجماهير العربية الفلسطينية، الم يقل الوزير ليبرمان فلتذهب سخنين لتلعب باسم هبوعيل نابلس، وهذا الجاهل لا يعلم انهم في نابلس يلعبون باسم عيبال او الوحدة او الاتحاد او الاخوة، ذلك لان هبوعيل مؤسسة صهيونية ولا تمت للعرب بصلة واني اقول لكامانان لا تستغرب يا اخي من ان الشعب الذي عانى من الكارثة يتصرف تجاه الآخرين بصلف ، فهم الحقوا بنا الف نكبة ونكبة وكارثة وكارثة منذ عام 74 وحتى اليوم، وما ذاق كامانان من مرارة العنصرية والتفرقة حتى اليوم ما هو الا نقطة في بحر مما مر على الفلسطينيين والعرب في المنطقة.