المفرقعات... أضحت فلكلورا عربيا فلسطينيا!!!

عاداتنا وتقليدنا العربية رائعة الجمال ولذيذة المذاق , شهمة بأصالتها وعالية بعزتها , وراقية لأعلى درجات التفنن والتذوق لو استعملناها في العرس والفرح الصحيح والمكان المناسب لها حين تعلو حناجرنا وتصب أصواتها في بيت العز والمديح, عجبا لما نتقلد من عادات كانت الأجدى والأنفع لهيبة أصالتنا , وشموخ عنفواننا , بعد إن تبدلت أسودها بقرودها , وتناولنا الأشياء المفروضة علينا وفق أوامر عسكرية لا نرغبها ولكنها , أصبحت تسيطر على فكرنا وعقولنا , صادرة من أهواء ورغبات غير قانعين بسريان مفعولها , وبما أن الجار أو فلان وابوعلان .. فعلوا تلك التفا هات من منطلق (علامات الفرح والهيصة ) فهو ليس بأفضل مني وواجبي أن أقلده مع بعض الزيادات عليه حتى أكون الأفضل بكافة المقاييس والمستويات , ومن يفرقع أكثر ويصدر ضوضاء أعلى , ويقلق الناس والأطفال من نومهم , ويعكر أجواء الليل من السكون والهدوء للقارئين والدارسين لامتحانات (البجر وت أو الجامعة) فهو المسيطر الأول والذي سيسجل له التاريخ أفضل نصر وفرح وعرس كان تاريخيا مميزا بفضل هذه المفرقعات التي أضحت جزءا من التراث العربي الفلسطيني , عجبا للهرطقة؟!!!!.
لو ناقشنا الجوانب الايجابية لهذه الظاهرة الكئيبة لما توصلنا إلى مؤشر 1% من الفائدة المرجوة في فرح أو عرس يقام بأجواء تجعل الخطر المدقع متوفرا في كل لحظة ولحظة والتي يمكنها أن تحول الفرح أو العرس العربي إلى مأتم أو تعكير أجواء غير متمناة في مثل هذه المناسبات .
أما نقاشنا وحوارنا للجوانب السلبية فهي عدة وعديدة من حيت لا تحصى ولا تعد , فهذه المفرقعات هي خطر مدقع في الإساءة لكل طفل أو امرأة وكهل , الاستهلاك المادي الذي يكلف باهظا , وتختلف الأسعار من نوع إلى آخر فبإمكاننا الاستغناء عنه لسد جانب أخر من تكاليف العرس والذي يبلغ أحيانا ما يتراوح بين 3000 شاقل حتى 5000 ألاف شاقل وفي بغض الأحيان يكون أكثر إذا كان العرس مميزا بضيوفه المختلفين تماما عن بقايا الشرائح الاجتماعية العادية , فحينها تكون الطلبية ملائمة الوصف تليق بمكانة المدعوين؟!!, والتحليل الذي يتلو ما أسلفت (الضوضاء القاتلة والمزعجة) لقطاعات كاملة من أهل البلد وأينما كان متأخرا حتى ساعات الليل وعلى مداره , صانعين بذلك حربا أهلية بدون أن يعوا ذلك , فهي تقلق كل صغير وكبير وتلعن الأعراس التي تود بفرحتها إقلاق الغير من الأهل والجماهير , والحق يقال أن هذا خطأ وخطأ وإثم كبير بحق مواطنينا؟!!.

تلك الظاهرة أضحت عريقة الأصل في تراثنا العربي الأصيل , فبعد أن عانينا من المفرقعات الحقيقية (السلاح) منذ سنوات خلت وكانت نتائجها ظاهرة في الجرح والقتل , تلاشت رويدا .. رويدا, ولكن مع المزيد من الأسى والأسف , تبدلت تلك العيارات الحية بمفرقعات شبيهة وقالوا إنها غير قاتلة وتختلف عن سابقتها , والعكس هو الصحيح حيث الضرر والألم هو نفس المقدار, لا بل أكثر لان المفرقعات الحالية تنتشر بشكل أوسع وعشوائي , ولا حدود لوقفها .. فمن هنا نقول لكل من يستعمل ويحاول أن يقلد الغير ويستعملها في الإعراس بعد أن وقفنا على ظاهرتها السلبية , وعدم فائدتها ... كفوا عن استعمالها رجاء.. رجاء.. رجاء...

أما الشق الآخر والذي يجب العمل على معالجته بلديات ومجالس ومسئولين وأهالي فهو واجب وطني يحتم علينا وعلى العديد من الأهل والمسئولين في التكاتف لصد ووقف مثل هذه الظاهرة السلبية الأخذة في التفشي والانتشار السريع كالوباء الذي لا علاج له ,, فالي متى سنبقى وإياكم ايها المسئولين نتفرج على الألم الحاصل لنا منها , وهل فعلا ستبقى حيز فلكلورنا العربي الفلسطيني , الذي يأبى كل إنسان عاقل الدعم والمساعدة لظاهرة سلبية من هذا القبيل؟!!
فعلى البلديات والمسئولين أن تصدر منشورا يعمم على المواطنين عامة وفي كل بلد عربي من اجل القمع والوقف لها حالا وسريعا , وان توكل لجنة محلية من قبل السلطات المحلية واللجنة الشعبية واطر أخرى , للمعالجة الفورية ضمن شروط يجب علينا جميعا الالتزام بها .
هذه رسالتي وجهتها, علها تفي بالمطلب .. وان كنت على خطأ صححوني.