اقيم احتفال ديني كبير في كنيسة الثالوث الاقدس للروم الأرثوذكس في بلدة طوباس الفلسطينية. وذلك صبيحة يوم الاثنين الموافق 28/5/2007 وقد ترأس هذا القداس الاحتفالي الكبير سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطيه للروم الأرثوذكس. وقد شاركه في القداس قدس الأرشمندريت ملاتيوس بصل راعي الطائفة الارثوذكسية في رام الله ولوائها، وقدس الاب عمانوئيل عواد وعدد من رجال الاكليروس الرومان والروس الذين اتوا للمشاركة في هذه المناسبة. حيث جرى استقبال حافل لهذا الوفد الكنسي وقد اقيم الاحتفال الديني في أجواء من البهجة والارتياح وكذلك الرفض والاستنكار لقرار البطريرك ثيوفيلوس بتوقيف المطران عطاالله حنا عن الخدمة الكنسية لمدة شهرين. وفي الختام القى سيادة المطران عطاالله عظة دينية تحدث في نهايتها عن الازمة البطريركية الراهنة فقال: ان غبطة البطريرك ثيوفيلوس يتصرف بغرور وكبرياء وعنجهية لا مثيل لها، ويحمل في قلبه عداءً وكراهية دفينيين للاكليروس العربي الوطني، فهو ينفث سمومه وحقده غير آبه بمشاعر الطائفة ورغبتها في نيل حقوقها المهضومة منذ عشرات السنين. وأضاف ان هذه الازمة هي نتاج تراكمات من الفساد والاهمال والاجحاف بحق الاكليروس العربي منذ عشرات السنين. وأضاف ان البطريرك ثيوفيلوس يعاقبنا لاننا وقفنا الى جانب الطائفة وتبنينا طلباتها وطالبنا غبطته بان يقوم بواجباته الرعوية وان يحافظ على الاوقاف وعلى حضور الكنيسة في هذه الارض المقدسة. الا ان نهجه ادى الى اضعاف مكانة الكنيسة وتهميش حضورها وصوتها يكاد لا يسمع وكأنها شيء هامشي في القدس في حين ان كنيستنا هي ام الكنائس ويجب ان تكون السباقة الى كثير من المبادرات والى كثير من المواقف الانسانية والاخلاقية والروحية. ففي ظل قيادة البطريرك ثيوفيلوس للكنيسة نحن سائرون من سيء الى أسوء ومن كارثة الى كارثة اكبر.

وقد سمعنا بأنه بعد غد سيتوجه الى اسطنبول للقاء قداسة البطريرك المسكوني للتباحث في الازمة البطريركية في القدس وايجاد مخرج لها، وهنا أتساءل لماذا يذهب البطريرك ثيوفيلوس الى اسطنبول للاجتماع مع المسؤولين الكنسيين هناك في البطريركية المسكونية ويرفض الاجتماع بنا وسماع مواقفنا؟ ولماذا يرفض تلبية طلبات الطائفة؟ وهنا اود ان اقول لغبطته بان حل الازمة الحالية لن يكون في اسطنبول وانما في القدس فالازمة هي مع ابناء الرعية الذين يجب ان يلبي طلباتهم ويستمع الى مشاكلهم. ولن يكون هنالك حل الا بانصاف الطائفة واعطائها ما تستحقه من اهتمام ورعاية. ان ذهاب البطريرك الى اسطنبول هو مؤشر خطير على ان غبطته يهرب من الواقع الاليم الذي تعيشه كنيستنا ويريد من ينقذه حتى وان كان هذا على حساب استقلالية الكنيسة المقدسية واهمية رعاية مؤمنيها. واضاف سيادة المطران في كلمته اذا ما اعتقد غبطته ان التلويح بالحرمان والعقابات الكنسية ستخيفنا فهو على خطأ كبير فنحن هنا باقون ولن يستطيع احد اقتلاعنا من بطريركيتنا وكنيستنا، واي عقاب او حرمان سنعتبره باطلاً ولن نتعاطى معه اصلاً لانه مبني على روح انتقامية، وبناءً على املاءات من جهات اسرائيلية استيطانية متطرفة منزعجة جداً من مناداتنا الدائمة لابطال الصفقات المشبوهة والامتناع عن صفقات جديدة بحق اوقافنا الارثوذكسية، واننا لن نتراجع قيد انملة عن مواقفنا التي تم التعبير عنها في قرارات مؤتمر عمان وكذلك اجتماعيّ بيت جالا والناصرة.

أنا لا اريد شيئاً خاصاً لي وما اريده هو رفعة الطائفة وتقدمها وخيرها وما اريده هو مشاريع للطائفة لترسيخ وتثبيت حضورها وارتباطها بهذه الارض وكذلك اعتبار طائفتنا الكريمة بانها مستحقة لكل دعم ومؤازرة وعون.

 

ويؤسفني ان اقول أيضاً ان البطريرك ثيوفيلوس يشويه الحقائق ويعاونه في هذا عدد من الاشخاص، ولكن المعلومات المغايرة للحقيقة والمزيفة للواقع لن تنطلي على احد. وأضاف ان غبطته يكره الاكليريكيين العرب كراهية عمياء فهو يمارس العنصرية المقيتة بشكلها القبيح وينظر الينا نظرة استعلائية ملؤها الغرور والاستعلاء والاستبداد. واننا نؤكد رفضنا لهذه العقلية المتزمتة المتقوقعة التي ادت في مراحل تاريخية متعددة من تاريخ الكنيسة الى تصدعات وانشقاقات في الجسم الكنسي، واننا نرفض بشكل قاطع كل مظاهر العنصرية اليونانية تجاه الاكليروس العربي. واضاف بان البطريرك ثيوفيلوس ينمّي هذه العقلية الحاقدة لدى الكثيرين من الرهبان والاباء اليونان الذين نلاحظ انهم ينظرون الينا بكراهية وحقد وقد فوجئت البارحة باحدهم وهو يصرخ في وجهي وانا في طريقي الى منزلي داخل البطريركية حيث قال: لن نسمح لكم يا عرب بتعريب البطريركية فهذه البطريركية يونانية اما انتم دخلاء وغرباء فيها، واخذ يشتم ويهدد ويتوعد بطريقة غير لائقة ولا تناسب من يتشحون الثوب الكهنوتي، وبعد ان انتهى من شتائمه وكلامه البذيء قلت له اسأل الله ان يرشدك الى الطريق الصواب ويسامحك عن ما نطقت به من كلام بذيء.

 

ان كلام هذا الراهب هو عيّنة مما نعانيه نحن الاكليريكيين العرب في هذه البطريركية من تمييز عرقي، ويؤسفني ان اقول بان هذه المؤسسة العريقة التي من المفترض ان تكون داعية للتسامح والمساواة والدفاع عن حقوق الانسان نرى ان فيها تمارس العنصرية وتنتهك حقوق الانسان.

 

وان انتهاكات حقوق الانسان داخل البطريركية هي ظاهرة خطيرة يجب ان تعالج، وفي ختام كلمته قال: على قداسة البطريرك المسكوني ان يسمعنا لا ان يسمع طرفاً واحداً فقط، وقبل ان يستخلص العبر ويقوم باعلان موقف ما باسم كنيسة القسطنطينية يجب ان يسمعنا وان يولي اهتماماً بمواقفنا ومناداتنا بانصاف طائفتنا الكريمة. وسنبقى نطالب بابطال كافة الصفقات وعودة كل ما تم تسريبه من عقارات الى ملكية الكنيسة. وان ابوابنا مفتوحة كما ان قلوبنا مفتوحة ويدنا ممدودة من أجل اي نشاط هادف للمصالحة على اساس تلبية متطلبات الطائفة، فنحن دعاة سلام ومسالمة ومصالحة ولكن ما نريده هو الخير لرعيتنا وطائفتنا.

 

هذا وقد قام عدد من رجال الدين اليونان بالاعتصام داخل كنيسة طوباس حيث حاولوا عرقلة اقامة القداس الذي ترأسه المطران عطاالله ولكن تدخل الشرطة الفلسطينية نتج عنه اخراج الاكليروس اليوناني من الكنيسة وبعدها دخل الاكليروس العربي وكافة ابناء الطائفة الارثوذكسية في طوباس وجوارها حيث ابتدء الاحتفال الديني وقد عبر الجميع عن استيائهم لتصرف الاكليروس اليوناني بهذه الطريقة حيث حاولوا منع دخول المطران ومن معه من الاكليروس العربي ولكنهم لم ينجحوا في ذلك.