الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

الخارجية الأمريكية : كلينتون كذبت

كل العرب-الناصرة
نُشر: 21/07/09 18:42

* كلينتون ادعت في السابق أن إيران تخطط لبناء سفارة كبيرة في ماناجوا ووصفت الخطوات الدبلوماسية لطهران في أمريكا اللاتينية بأنها مقلقة جدا


في تطور من شأنه أن يصب في صالح إيران ويحرج إدارة باراك أوباما ، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" في 14 يوليو تقريرا اتهمت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالكذب بشأن نشاطات إيران في أمريكا اللاتينية ، مشددة على عدم سعي طهران لتوسيع حجم تمثيلها الدبلوماسي في عاصمة نيكاراجوا مثلما زعمت كلينتون في مايو/أيار الماضي.
وأضافت الصحيفة قائلة : " كلينتون ادعت في السابق أن إيران تخطط لبناء سفارة كبيرة في ماناجوا ووصفت الخطوات الدبلوماسية لطهران في أمريكا اللاتينية بأنها مقلقة جدا وتسعى لتهديد مصالح واشنطن هناك ، إلا أن الحقيقة أنه ليست هناك أية تحركات لبناء السفارة ، بل إن الوعود الإيرانية بالاستثمار في نيكاراجوا التي قطعت خلال اللقاءات بين الرئيسين محمود أحمدي نجاد ودانيال أورتيجا بقيت مجرد وعود ، والأسوأ هو أن  مسئول في السفارة الأمريكية في ماناجوا أكد عدم وجود مشروع لبناء سفارة إيرانية في عاصمة نيكاراجوا".



وانتهت إلى القول : "بالغت الولايات المتحدة على ما يبدو في تقدير التهديد الذي يشكله النفوذ الإيراني في أمريكا اللاتينية والذي يصفه مسئولون في الإدارة الأمريكية وأعضاء في الكونجرس وخبراء منذ أشهر بأنه مقلق ".
الحقائق السابقة وضعت إدارة أوباما في موقف حرج لأنها تعطي انطباعا بأنها تبالغ فيما تشكله إيران من خطر على الأمن القومي الأمريكي أو أنها تستخدم دعاية كاذبة للحصول على تنازلات من إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي أو في أي حوار مستقبلي بين البلدين .
ولذا لم يكن غريبا أن يخرج المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ايان كيلي بتصريحات كذب خلالها هيلاري كلينتون علنا حول مزاعمها بشأن سعي  طهران لبناء سفارة في نيكاراجوا التي باتت في السنوات الأخيرة أكثر تقربا من سياسات الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز المعادية لواشنطن .
وقال كيلي خلال مؤتمر صحفي في 14 يوليو :" ما يمكننا قوله اليوم هو أنه ليس هناك أي وجود إيراني كبير في نيكاراجوا ، التخطيط لوجود دبلوماسي أكبر أمر يعود إلى الحكومة الإيرانية ، نحن بالطبع نحترم الحق السيادي لكل بلد في تحديد حجم بعثاته الدبلوماسية ، نأمل دائما بأن يعكس حجم البعثة المصالح الثنائية في هذا البلد".
وفيما قال كيلي إنه يجهل مصدر معلومات كلينتون ، أفاد مسئول آخر في الخارجية الأمريكية طلب عدم كشف اسمه أن المعلومات وردت من "نظير أجنبي" لم يكشف هويته.
ويرى مراقبون أن كلينتون تبدو الوجه الأكثر تشددا داخل إدارة أوباما بشأن إيران خاصة وأنه يعرف عنها تعاطفها الشديد مع إسرائيل ، ولعل هذا ما ظهر بوضوح في تصريح لها في 8 يوليو / تموز ، حيث هددت بأن واشنطن ستدعو إلى تشديد العقوبات المفروضة على إيران في مسعى لتغيير تصرفات النظام الحاكم في طهران ، قائلة :" إن الولايات المتحدة ما زالت قلقة من الجهود التي تبذلها إيران لحيازة أسلحة نووية لأن مثل هذه الأسلحة قد تكون عاملا مخلا باستقرار الشرق الأوسط ومناطق أخرى".
رد أوباما في اليوم التالي جاء مناقضا للتصريحات السابقة ، فقد أكد أهمية مواصلة الحوار مع إيران وكوريا الشمالية وقال فور وصوله إلى روما في 9 يوليو/ تموز للمشاركة في قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى (جي 8 ) إنه من المهم بالنسبة للمجتمع الدولي التحدث إلى دول مثل إيران وكوريا الشمالية من أجل تشجيعها على القيام بخطوات لا تؤدي إلى الإنتشار النووي.
والخلاصة أن هناك بوادر انقسام داخل إدارة أوباما حول كيفية التعامل مع إيران ويصطدم تشدد كلينتون بعقبة كبيرة تتمثل في تأكيد موسكو أنها لن توافق على تشديد العقوبات على إيران ، مقابل توقيع معاهدة جديدة مع الولايات المتحدة لتقليص الأسلحة الإستراتيجية.
وكانت مصادر أمريكية أعلنت أن توصل الرئيسين الأمريكي والروسي باراك أوباما وديمتري ميدفيديف في ختام قمتهما بموسكو في 6 يوليو / لاتفاقية تتعلق بخفض ترسانة البلدين من الأسلحة النووية قد يساعد على إقناع موسكو بأن تصبح أكثر تعاونا بشأن إيران ، إلا أن وكالة "نوفوستي" نقلت في 14 يوليو / تموز عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إنه لا يوجد سبب للربط بين القضية النووية الإيرانية ومسألة تقليص الأسلحة الإستراتيجية، مشددا على عدم وجود أية مقايضة محتملة بين المسألتين.

مقالات متعلقة