الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 18:02

دروس طهران -بقلم :عودة بشارات


نُشر: 27/06/09 11:02

* هنالك قمع لقوى المعارضة في إيران، بينما المنطلقات مختلفة، بل من النقيض للنقيض!

* آخر ما يريده المتظاهرون في إيران هو دعم نتنياهو.. ونتنياهو، في الأيام الأخيرة لم يغلق فمه

* 4- ما يجري بإيران، لا يعبر فقط عن تذمر جماهيري، بل هو تعبير، أيضًا، عن أزمة النظام نفسه في لحمه الحي

* يجب رؤية مصلحة صاحب الأمر، وصاحب الأمر هناك ليست إسرائيل وليست أمريكا. صاحب الشأن هناك هو الشعب الإيراني


1- \"يبقى المذيع يقول الحالة رايقة.. والحجارة فوق روسنا مثل الشتي\" يقول الشاويش، في مسرحية \"يعيش\" لفيروز. العبرة من هذه الجملة الساخرة هو عدم الاعتماد على الإعلام الرسمي فقط، والتشديد هنا على كلمة \"فقط\".
بعد خطبة المرشد الروحي الأعلى للثورة الإيرانية، علي  خامينئي، نام مستمعو وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، على أن الحالة رايقة وأن المظاهرات ألغيت، و.. في الشارع كان شاويش، أو أكثر، يطلقون النار على المتظاهرين الغير الموجودين، وعلى شبكة الانترنت، شاهدنا عملية مظفرة لاغتيال شابة إيرانية في ربيع العمر، ندى، ذنبها الوحيد أنها وقفت على الرصيف، في وقت ما، في مظاهرة ما، في زمن الحالة الرايقة.
2- والدرس الثاني الذي جاءنا من طهران، أنه إذا قال استعماري لئيم إن مجموع اثنين واثنين يساوي أربعة، فلا حاجة للإسراع منددين بأكذوبة هذه المعادلة الاستعمارية البغيضة، وفي الحال إشهار الموقف الثوري بأن المجموع لا يتعدى الثلاثة، أو أن نرفع شعار \"الشمس تشرق من الغرب\" فيما إذا أقر إمبريالي، ظلمًا، أنها تشرق من الشرق. ففي بعض الحالات يتفق نقيضان على تشخيص معين، مثلاً أن هنالك قمع لقوى المعارضة في إيران، بينما المنطلقات مختلفة، بل من النقيض للنقيض. للرجعية أهدافها من هذا العناق، فهي تسعى بكل ما تملك من إعلام وتأثير ومن دموع التماسيح، لتلطيخ جبين المعارضين للنظام هناك، بتهمة العمالة للغرب. وهذه الحقيقة يدركها الغرب جيدًا، وعبّر عنها، بأفضل ما يمكن، أحد النواب الديمقراطيين، في الكونغرس الأمريكي، الذي قال إنه لا أخطر على المتظاهرين في طهران، من دمغهم بتهمة تنفيذ مآرب أجنبية. جاءت هذه الأقوال في مواجهة الانتقادات الموجهة لأوباما لعدم تدخله الكافي فيما يجري هناك.
3- أما بالنسبة لنا، في ظل حكومة تدوس الإنسان وكرامته حقوقه في غزة والضفة \"بالقفة\"، كما يُقال، فهذه الحكومة تدرك جيدًا تأثير تأييدها الخطير على ما يجري في إيران، يدرك أرباب هذه السياسة أن كل كلمة تأيد من قبلهم، هي طعنة في نضال المعارضة، لأن آخر ما يريده المتظاهرون في إيران هو دعم نتنياهو.. ونتنياهو، في الأيام الأخيرة لم يغلق فمه؛ سيل من التصريحات المؤيدة للمتظاهرين. حماس نتنياهو أكثر من مشبوه، بكل ثمن يريد دمغهم بالتعامل مع إسرائيل.. ولكن هذا العناق أصبح مفضوحًا، فالقيادة الإسرائيلية قلقة من سقوط أحمدي نجاد، الذي يجلب الغطاء الإعلامي على عدوانيتها ضد الشعب الإيراني والفلسطيني، كان ذلك قبل الانتخابات، وبعد الانتخابات، ومن المهم في هذا الصدد مراجعة تصريحات مئير دغان، رئيس الموساد، الذي لم يبق مجالاً للشك فيمن تؤيد إسرائيل، فحسب صحيفة \"وول ستريت جورنال\"، قال دجان، أمام جلسة استماع مغلقة لإحدى لجان الكنيست، إن سمعة السيد أحمدي نجاد الناتجة عن نفيه لمحرقة اليهود وطابعه الانتهازي يسهل على إسرائيل مهمة حشد دعم دولي ضدّ برنامج إيران النووي، على حد تعبير أحد أعضاء اللجنة. وأضاف السيد دجان أنّ فوز منافس أحمدي نجاد مير حسين الموسوي في الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي كان ليشكل \"مشكلة كبيرة\" لإسرائيل.
4- ما يجري في إيران، لا يعبر فقط عن تذمر جماهيري، ولا يأتي فقط من أوساط جماهيرية واسعة، أو ما اتفق على تسميته التيار \"الإصلاحي\". ما يجري هناك هو تعبير، أيضًا، عن أزمة النظام نفسه، في لحمه الحي، فمير حسين موسوي هو الشخص الأقوى في عهد مؤسس الثورة الإيرانية، الإمام الخميني؛ هاشمي رافسنجاني، هو رئيس لجنة تشخيص مصلحة النظام، وهو الأول الذي رشح خامينئي لتصدر النظام، وهنالك الكثير من الأسماء اللامعة في سماء قيادة الثورة الإيرانية، ومنهم أقرباء الإمام الخميني نفسه الذين يجدون أنفسهم في مواجهة النظام، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه خامينئي، بأنه لا يذهب للمواجهة مع الإصلاحيين وحدهم، بل يذهب أيضًا لمواجهة رفاق الأمس القريب. وهذا الأمر يمس بقدرته على تخطي الأزمة، بعد أن قرر  وضع كل وزنه إلى جانب أحمدي نجاد.
5-  في النهاية يجب رؤية مصلحة صاحب الأمر، وصاحب الأمر هناك ليست إسرائيل وليست أمريكا. صاحب الشأن هناك هو الشعب الإيراني، ومصلحة الإيرانيين تتطلب التخلص من هذا النظام الشمولي، الذي يخنق الحياة، ومصلحة الإيرانيين، تتلخص بإطلاق الحريات، ومنح المرأة حريتها، وعدم التدخل في الشؤون الشخصية للمواطن في لبسه وفي أسلوب حياته، وفي إطلاق قدرات الشعب التي لا يمكن أن تُطلق إلا في نظام يحترم الإنسان وإبداعه... وبالتالي، إن كان عاجلاً أم آجلاً، فالنضال العادل هناك يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني. الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لدكتاتوريات لدعمه، هذه الدكتاتوريات ستجلب عداء الشعوب لقضيته العادلة. 
6- قال من قال، أنقذونا من هذا الحب الخانق، فليس كل من يؤيد القضية الفلسطينية هو على مقاس نضال هذا الشعب الصغير، من حيث العدد والإمكانيات، والكبير، بقضيته العادلة وبتضحياته البطولية.. يقترفون موبقات ضد شعوبهم ويقولون لك: نحن مع الشعب الفلسطيني! مرحبا.. هل ستُصبح فلسطين شماعة لكل أعداء شعوبهم.. قضية الشعب الفلسطيني لا تتحمل هذا العناق الذي يريد تحميلها مواقف لا تتناسب مع عدالة القضية.. ولا تتحمل هذا العناق الذي يخنق القضية ويزجها في مواقع لم يردها الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي نحتاج فيه لانطلاق هذه القضية للفضاء الرحب، فضاء الحرية واحترام حقوق الشعوب وكرامة الانسان.. هذا هو مكان فلسطين الطبيعي.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.04
EUR
4.71
GBP
245228.17
BTC
0.52
CNY