أكد وزير الإعلام الفلسطيني د. مصطفى البرغوثي أن ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" أخطر من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقا وأنها توشك على قتل فكرة الدولتين للقضية الفلسطينية. ودعا البرغوثي أثناء محاضرة له في مؤتمر في الناصرة حول الذكرى السنوية للنكبة التي تصادف اليوم أن الفلسطيني إلى إعادة بناء الوعي الوطني والرواية المشتركين في كافة أنحاء تواجدهم بالوطن والشتات خصوصا بعدما وقع في أوسلو.



وأشار البرغوثي إلى تداخل مكونات الشعب الفلسطيني وأولها اللاجئين وحقهم بالعودة والحق بإقامة دولته المستقلة وبإنهاء نظام الفصل العنصري الذي يواجهه كل الفلسطينيون في كل أنحاء الوطن. وأضاف" إن معالم نظام الأبرتهايد ربما تبدو مختلفة بين أراضي 48 وتلك المحتلة عام 67 لكن جذرها واحد والمفارقة أنه ساهم في إعادة توحيد أبناء الشعب الواحد هنا وهناك".
واستعرض البرغوثي ملامح جرائم الاحتلال في الضفة الغربية بواسطة الصور والخرائط موضحا أن "إسرائيل" انتهجت أدوات مشابهة في السيطرة على الأرض والموارد وممارسة نظام الفصل العنصري في الجليل وغزة والضفة وأضاف" كان قرار التقسيم عام 48 قد منح الدولة الفلسطينية مساحة بنسبة 48 بالمائة لكن "إسرائيل" قامت على 77 بالمائة وحتى عندما قبل الفلسطينيون بمقترحات باراك في كامب ديفيد -حل الدولتين الظالم المساوي نصف قرار التقسيم- تبين لنا أن الاحتلال اقتطع القدس والأغوار وشريط حدودي محاذي للجدار".

وأكد البرغوثي أن "إسرائيل" لم تقبل يوما بسيادة فلسطينية في القدس وقال أن ما أشيع خلال مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 لا يعدو كونه كذبا وأضاف" ما يقترحونه علينا هو مجموعة من الكانتونات قيما تواصب الدعاية "الإسرائيلية" تشويه الحقيقة وكأن الجانين يتصارعان على قطعة أرض ويتحملان سوية ذات الأخطاء. ما اقترحه براك عام 2000 هو دولة بمساحة 18 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية أما رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت فيقترح  مشروع لأرئيل شارون وهو دولة بحدود11 بالمائة فقط". 
وأضاف" اللافت هنا خارطة أوسلو من عام 1993 التي كانت تقضي بإعادة انتشار الجيش "الإسرائيلي" ب98 بالمائة من أراضي الضفة الغربية ولكن ما نفذ على أرض الواقع لا يتعدى 18 بالمائة على شكل بقع منفصلة".
ونفى البرغوثي الزعم "الإسرائيلي" بأن الدافع لبناء الجدار هو دافع أمني على خلفية العمليات الاستشهادية في أراضي 48 . واضاف الغريب أنه حينما قاربنا بين خريطة ما نفذ من أوسلو وبين خريطة الجدار اكتشفنا أنهما متطابقتان بالكامل وهذا يعني أننا أمام لعبة كسب الوقت وأن "إسرائيل" تعمل بموجب مخطط أصلي قديم يؤكد رفضها لفكرة الدولتين وبصراحة أقول أن المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية" هي التي  رسمت خريطة أوسلو،  لا رابين ولا عرفات ، وهي التي رسمت خريطة أوسلو وخريطة الجدار ". وأكد البرغوثي أن "إسرائيل " حاصرت ثم اغتالت ياسر عرفات حينما تمرد على هذه المخططات ورفض كامب ديفيد وأضاف " هذه حقيقة لا لبس بها".