الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 14:02

جديد في رمبام: علاج سهل وناجع للرضع

كل العرب-الناصرة
نُشر: 11/06/09 15:57

الورم العرقي الدموي (هِمنجيوما) هي مشكلة مولودة منتشرة التي تصيب الرضّع وقد تشكل خطرا على حياتهم في بعض الحالات. في رمبام توجد عيادة مختصة بعلاج هذه الحالات بعد ان اكتشف قبل أشهر قليلة علاج سهل وناجع للمشكلة.
الورم العرقي الدموي هو عبارة عن أورام المكونة من الأوعية الدموية، وهو مشكلة منتشرة تتواجد لدى 10% من الأطفال الرضّع حتى جيل سنة، وتظهر لديهم على شكل بقعة قاتمة تشبه بقعة ولادة. وتظهر 80% من هذه البقع في الجزء العلوي من الجسم، مثل الرأس أو الرقبة، في حين قد تظهر البقية في مناطق مختلفة من الجسم مثل منطقة الكبد او المؤخرة. ويدور الحديث عن عدد كبير من الأوعية الدموية التي تتطور في غالبية الأحيان بكثافة شديدة، ومع وصول الرضيع الى جيل السنة تقريبا تبدأ هذه المجموعة بالتفكك والتراجع بشكل طبيعي. في بعض الحالات، يظهر الورم العرقي الدموي في مقربة من العين أو الأنف، وفي هذه المناطق قد تشكل خطرا على حياة الرضيع وقد تؤدي الى اعاقات تطورية. فعلى سبيل المثال الورم العرقي الدموي الذي يتطور بمقربة من العين، بامكانه ان يشكل ضغطا على قرة العين وقد يؤدي الى تغييرات في النظر، مثل العور او حتى ان يؤدي الى اصابة حادة في عصب النظر. وفي حالات اخرى عندما يتطور الورم في الأوعية الدموية الداخلية بالقرب من الكبد او الرئتين مثلا، يشكل ذلك خطرا على حياة الطفل وقد يتسبب بوفاته.



بما أن مجموعة الأوعية الدموية هي متكاثفة جدا وهي ملتصقة ببعضها البعض، وبما أنه لا يمكن استئصالها كاملة، فليس بالامكان حل مشكلة الهيمنجيوما بواسطة عملية جراحية. العلاج الذي كان يمنح مؤخرا، هو حقن الستيرويد بشكل محلي لمجموعة الأوعية الدموية أسبوعيا، وهذا العلاج هو مؤلم وقد يؤدي الى نزيف داخلي والى ندوب. طريقة أخرى مستخدمة لعلاج المشكلة هي اعطاء الطفل جرعة من الستيرويد، ولكن هذا الحل يمنع فقط انتشار وتطور الورم، وبالوقت ذاته قد تكون له عوارض جانبية كثيرة والتي قد تمنع التطور الصحيح للطفل المولود حديثا.
وقد اكتشف في شمال أمريكا قبل بضعة أشهر، وعن طريق الصدفة، دواءً يدعى "بروبرنولول" والذي يمنح للأطفال الذين يعانون من تشويشات في نظم القلب، يعمل ايضا كعلاج ناجع لمشكلة الأورام العرقية الدموية، ويظهر الأثر العلاجي لها خلال أيام قليلة. العوارض الجانبية لهذا العلاج قليلة جدا، ويستمر العلاج بهذا الدواء على مدار ثلاثة اشهر، مرة كل أسبوع مع بداية تلقي الدواء وفيما بعد مرة بالشهر. وتظهر النتائج بشكل سريع اذ مع مرور اسبوع على بداية تلقي العلاج تتوقف البقعة عن الانتشار وفي وقت لاحق تبدأ بالتراجع.
في مستشفى الأولاد مايير في المركز الطبي رمبام تقرر اقامة عيادة خاصة متعددة المجالات لمعالجة الموضوع بشكل مركّز. وتشمل العيادة أطباء من مجالات مختلفة، جرّاح تجميلي، طبيب أطفال، طبيب جلد، وطبيب قلب الذين يقومون بفحص الطفل خلال ثمانية ساعات، في نهار يتواجد به الطفل في المستشفى، وبعد الانتهاء من الفحوصات وتحليل البيانات والمعطيات يبدأ علاج الرضيع.
وينوّه بروفيسور عاموس عتسيوني، مدير مستشفى الأطفال مايير أن مشكلة الورم العرقي الدموي هي مشكلة معروفة وأن في رمبام يمنحون العلاج المناسب لطفل أو اثنين يعانون من هذه المشكلة كل شهر. ويؤكد عتسيوني: "لا يوجد تأثير للعلاج بواسطة البروبنولول، والذي يستخدم أصلا لعلاج الأطفال الذين يعانون من تشويشات في نظم القلب (هولتر)، على الأطفال الذين لا يعانون من هذه المشكلة. ولكن على كل حال يبقى الطفل موصولا بآلة تعقب نظم القلب (هولتر) للرقابة فقط".
من حسنات العلاج الجديد هو أنه يمكن المباشرة بعلاج المشكلة بجيل صغير، وهكذا يجب أن يكون لأن العلاج ناجع ويمنع تعقيدات في بداية مرحلة تطوّر الورم العرقي الدموي. يذكر أنه كان قد بدأ استخدام هذا العلاج في العالم فقط قبل بضعة أشهر، وقد عولج بهذه الطريقة طفلين في القرية الطبية رمبام، التي هي المكان الوحيد في الشمال والثاني في البلاد الذي يعالج مشكلة الورم العرقي الدموي بهذه الطريقة.

مقالات متعلقة