الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

دفيئة اجتماعية في الدحي

تقرير ونصوير: سعيد
نُشر: 22/05/06 14:16

مديرة المدرسة، خلود زعبي: "التربية الخاصة هي بحر واسع ويتطور باستمرار ويجب تطوير ميول المعالج من خلال الطرق العلاجية الكثيرة".
الوالد عبد الله زعبي: "يتوجب على الآباء مساعدة الامهات على تلبية متطلبات الاولاد ذوي الاحتياجات الخاصة".

تتغير نسبة الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من مجتمع الى آخر، ونلاحظ في الآونة الاخيرة اهتمام معين بهؤلاء الاشخاص من خلال زيادة الوعي بين الاهالي وافتتاح مراكز تاهيلية مختلفة، وبالرغم من ان عدد المراكز لا يزال قليلا نسبيا، الا انها تمكن المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول الى نوع من الاستقلال والاعتماد على انفسهم. ونلاحظ بنفس الوقت ان غالبية الامهات يتحملن وحدهن القسط الاكبر في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية طلباتهم.
وللتسليط الضوء على هذا الموضوع ومنواضيع اخرى تتعلق برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، توجهت "كل العرب" الى مدرسة الدحي للتعليم الخاص، التي تقع بالقرب من مدينة العفولة، وسجلنا انطباعاتنا من خلال التقرير عن المدرسة وعن دور الاهل  في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
مهمة يتوجب تقاسمها بين الام والاب
المواطن عبد الله زعبي، لم يحمل مسؤولية العناية بابنته التي تبلغ السابعة عشرة من العمر لوالدتها، انما يتحمل هو الاخر قسطا كبيرا في رعايتها وتلبية احتياجاتها وعن ذلك قال: "تحتاج ابنتي باستمرار الى توجيه منا ولا تتمكن من تلقاء نفسها القيام بالعديد من الامور، فهي بحاجة ماسة الى احد يقف بجانبها باستمرار وانا اتحمل مسؤولية القيام بذلك ولم الق بالمسؤولية على عاتق زوجتي وحدها". وتابع الوالد عبد الله زعبي حديثه: "الله هو من يهب نعمة الاولاد لنا، وكما يرزقنا اولاد سليمين، يرزقنا ايضا اولاد معاقين، ويتوجب على الاهل تقديم الرعاية لابنهم المعاق الذي يحتاج الى رعاية خاصة كما يقدمون للابن السليم ولا يجب القاء جميع المهمات على عاتق الام، فانا اب لستة اولاد، واخرج احيانا من البيت باكرا واعود من العمل في ساعات متاخرة، لكن ذلك لا يبرر القاء مسؤولية العناية بابنتي على عاتق زوجتي وحدها، واساعد زوجتي باستمرار واخفف عنها بعدة امور منها زيارة الاطباء. اناشد الآباء مساعدة زوجاتهم في والعناية بالاولاد وعدم ترك الزوجة تتحمل المهمة الصعبة الملقاة على عاتقها لوحدها، ويجب تقبل ذلك من الاجل الابن وهو طعمة رب العالمين".
اما مديرة مدرسة الدحي للتعليم الخاص، خلود زعبي، فتحدثت في البداية عن نظرة الاهل الى ابنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت: "نلاحظ في العقد الاخير، خروج الاهالي من مخبأهم وزيادة الوعي والجرأة عندهم، وتقبلهم لابنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل اكبر وعدم الخجل، ونلاحظ هذا الامر عند جميع الاهالي ومن كافة الشرائح، ولا يقتصر هذا الامر على المتعلمين فقط، حيث يسع الاهل باستمرار الى تقديم الافضل لابنائهم  من خلال الاستفسار المستمر لسماع الاجابات على الاسئلة التي يحتاجون الى سماع اجاباتها".


الوالد عبد الله زعبي

طرق علاجية تذوت الاستقلالية وتعزز الثقة بالنفس
وتابعت خلود زعبي حديثها عن اهم متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت: "التربية الخاصة هي بمثابة بحر واسع وهنالك امكانيات كبيرة الى التطوير والتجديد، والامر الهام هو تطوير ميول كل طالب على حدى، فالمتطلبات التي يحتاجها ذوي الاحتياجات الخاصة كثيرة، ونقدمها في مدرستنا ايضا، ومن بينها، العلاج بواسطة النطق، والعلاج التشغيلي، والعلاج بالفنون حيث يفرغ الطاقة عند الاولاد من خلال تشغيله بالفنون، وطورنا في المدرسة طرق علاجية جديدة ومتميزة في الوسط العربي مثل الفنون التشغيلية التي تمكن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالرغم من درجات الصعوبة عندهم، وهذه العلاجات تعزز ثقة الشخص بنفسه، خصوصا ان انجازاتهم يفتخر بها حيث نرى اعمال الطلاب المختلفة معروضة امام الجميع، مثل الحفر على الخشب، بناء الفسيفساء، ورشات الفخار، واشغال التنسيق وانتاج منتجات خاصة".


 خلال احدى الفعاليات

ومضت خلود في حديثها عن المواضيع العلاجية: "موضوع الرياضة بشكل عام، وركوب الدراجات العلاجي بشكل خاص، هو امر هام وضروري لتعزيز الثقة بالنفس، ويمارس الاولاد باستمرار رياضة التسلق على الحبال بالمنطقة الحرشية القريبة، بالاضافة الى ممارسة لعبة كرة القدم مع اولاد من بيت اوري للتعليم الخاص حيث يجرون تدريباتهم على ملعب نين وذلك تحت رعاية فريق هبوعيل تل ابيب. موضوع آخر علاجي هو العلاج بواسطة الموسيقى والعلاج الاسترخائي المعروف بالـ"يوجا" حيث يعزز الثقة بالنفس ويحقق الهدوئ الاسترخائي ويزيد من التركيز عند الطالب". وتابعت: "موضوع الزراعة ودمجها في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة امر مفيد للطالب، وفي المدرسة زاوية خاصة لتربية الحيوانات حيث يعتني الاولاد بها، وعندنا دفيئة نزرع بها مزروعات مختلفة ونستخدم منتوجاتها في المطبخ العلاجي في المدرسة، حيث يتعلم الطالب تحضير الطعام بنفسه ولا يخشى دخول المطبخ وهذا الامر يعلمه نوع من الاستقلال والاعتماد على النفس".


مديرة المدرسة خلود زعبي

دفيئة اجتماعية  في موقع حرشي مميز
تستقطب مدرسة الدحي للتعليم الخاص الاولاد ذوي الاحتياجيات الخاصة من قرية دبورية، وقرى بستان المرج، وتقع بالقرب من منطقة حرشية خلابة والمدرسة اشبه بدفيئة وليست بمؤسسة حيث توفر للطالب جو بيتي وتقام فيها مشاريع مشتركة مع اولاد من الوسط اليهودي وتهدف المشاريع الى التعايش، وذلك بفضل موقعها بالقرب من مدينة العفولة حيث تقام باستمرار نشاطات وفعاليات مشتركة مع بيت اوري للتعليم الخاص الذي يقع بالقرب من المدرسة في "جفعات هموريه" ومؤخرا انتهى الاولاد من بناء مظلة كبيرة "عريشة" مصنوعة من الخشب والقرميد واستمر العمل عليها عدة شهور. الامر اللافت في المدرسة هو مشاركة الاهالي وانجاح المشاريع حيث يزورون المدرسة باستمرار ويتعاونون مع الطاقم التعليمي المتماسك والمتين لانجاح المشاريع المختلفة، ويجتمعون باستمرار مع الطاقم العلاجي ويشاركون في الورشات المشتركة مع الطلاب لتحسين علاقتهم ببعضهم البعض، ويستمعون الى محاضرات قيمة لتلبية احتياجات ابنائهم الامر الذي يخدم الاولاد ذوي الاحتياجات الخاصة ويعود بالفائدة عليهم.


مظلة المدرسة - صنعها ذوي الاحتياجات الخاصة العرب واليهود

 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.66
GBP
243014.84
BTC
0.52
CNY