الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 19:02

عندما تضحك الطبيعة في وجه الانسان

من ابراهيم ابو
نُشر: 15/04/09 19:48

*الطبيعة فسحة للروح وإنعاش للجسد ,وهل حقا هواية التجوّل تحولت جزءاً من ثقافة مجتمعنا العربي في نهاية كل اسبوع وساعات غروب الشمس


تعد ممارسة هواية التجوّل من الرياضات المحببة لدى جزءا كبيرا من مجتمعات العالم, وجزءا من ثقافتهم، ويشجعهم على ذلك توفر الممرات الطويلة التي تشق الغابات والمناظر الطبيعية الخلابة وتقطع البحيرات والأنهار والوديان، مما يضفي صفاءَ روحيا وحيوية للجسم ,هذه الرياضات والهواية بدأنا نراها ونلمسها في وسطنا العربي خصوصا في هذه الايام الربيعية الصيفية حين ضحكت الطبيعة من خلال وديانها الجارية وجبالها الخضراء وتلالها الملونة بالزهور والورود .



تنزهنا في الايام الاخيرة في منطقة منشه ومنطقة وادي عارة ويوكنعام ووصلنا الى جبال زخرون يعقوب ودخلنا احراشات عيرون واحراشات منشه , وتفاجئنا بالكم الهائل من الزوار والمتجولين والمتنزهين العرب الذين حضروا للاستمتاع بمناظر وكنز الطبيعة الخلاب , تجولنا في شعورها واحاسيسهم ونبحر واياكم في احضان الطبيعة لنطلعكم على هذا الاهتمام.
تقول فاطمة ضعيف من قرية عارة :"يعتبر التجوّل في الاحراشات والتمتّع بالمناظر الطبيعية الخلاّبة من بين الهوايات المُفضّلة لدى الكثير من ابناء مجتمعنا في أوقات فراغهم وتحولت هذه الظاهرة الى هواية بل ثقافة لدى الكثرين من ابناء مجتمعنا الذي يخرجون في نهاية كل اسبوع للتمتع بمناظر الطبيعة الخلابة فترى المسن قبل الطفل والكبير قبل الصغير".



التجوّل بحثا عن الراحة والشعور بالطمأنينة
من جانبها تقول منال غاوي من قرية كفرقرع والتي التقيناها هي وزوجها مهند غاوي خلال تجولهم في جبل ظهر عيد في جبال منطقة منشه وتقول منال غاوي :" يبحث المتجوّل في العادة عن الراحة والطمأنينة والابتعاد عن ضوضاء القرية والحياة العصرية وضغوط الحياة اليومية والتمتّع بالمناظر الطبيعية الخلاّبة وكذلك استعادة قواه البدنية، وهو ما جعل المئات من ابناء مجتمعنا مثلما تشاهد في هذه الايام الربيعية يخرجون في سبيل التمتع بالطبيعة للراحة واعادة الطمأنينة".
الجمال الطبيعي يتيح تجربة جديدة و"قيادة الدراجات النارية" تحولت عند الكثير من الشباب من مجرد هواية إلى سلوك حياة بالكامل بين احضان الطبيعة.



يقول رياض مصري من مدينة باقة الغربية والذي التقيناه في شارع المشروع الزراعي الرابط بين مفترق جند المجهول جنوبا وجبال الكرمل شمالا التقيناه خلال رحلته الموتورية على دراجته الهوائية اذ قال :" لازال الشباب يبتكر هواياته، ويطرح بين الوقت والآخر هواية يراها الاقرب إلى تصوراته وطموحاته في قضاء أوقات فراغه، هذه الهواية تتحول إلى سلوك حياة بين احضان الطبيعة للكثير من محبي "قيادة الدراجات النارية" والقيادة الموتورية من تراكتورونات وسيارات سباقات يتمتعون بين الجبال والتلال المليئة بالعشب الاخضر الزهور والورود حيث تحولت عند الكثير من الشباب من مجرد هواية إلى سلوك حياة بالكامل، فأصبح ارتباط الشباب بالجبال والتلال والطبيعة، اكثر من أي شيء آخر، واصبحت لهم برامجهم الخاصة ورحلاتهم الدائمة التي تكون في كثير من الاوقات شاغلة لكامل يومهم الترفيهي."
الطبيعة تؤمن صحة جيدة للإنسان
يقول الدكتور لؤي مدلج من قرية برطعة والذي التقيناه هو وعائلته يتجولوا في متنزه احراش وادي عارة , الى ان دراسات طبية كثيرة أكدت ان التواجد بشكل متكرر في الطبيعة يقوي صحة الانسان ويزيد من مناعة جسمه كونه يمنحه الفرصة للحركة من جهة وينعش نفسيته من جهة أخرى.
وأشارت الدراسة الى الانعكاسات السلبية للجلوس الطويل أمام شاشات التلفزة والكمبيوتر وتناول وجبات الطعام السريعة والتركز في المدن والقرى والتجمعات السكانية الكبيرة بدلاً من التواجد في الطبيعة وممارسة الحركة فيها من خلال الرياضة أو العمل في الأرض وحدائق المنازل. 
وأكدت الدراسة ان التواجد لنصف يوم في الطبيعة بين الأشجار لا ينعش فقط عمل الرئة لدى الانسان وإنما يعزز قوته الجسدية بشكل عام ويساهم في صفاء ذهنه داعية الشباب والمسنين على حد سواء الى استغلال كل وقت ممكن للتنزه في الطبيعة والخروج من البيت والقرى والمدن الكبيرة لاستنشاق الهواء النظيف وممارسة الحركة".



فرصة للجمعة ولمة العائلة ... جلسة عائلية موسمية لجميع افراد العائلة من جانبه يقول حسن كبها من قرية برطعة والذي التقيناه في احراش عيرون المحاذي لشارع وادي عارة :"المشاوي والكبب أو السلطة والمجدرة كانت ومازالت تشكِّل المكونات الأساسية لقضاء يوم جمعة والسبت من نهاية كل اسبوع بين احضان الطبيعة حيث "المي والفي والوجه الحسن" كما يقال،تحول هذا الامر الى منهاجاً ومتنفساً للعائلة ومقدساً لدى غالبة العائلات العربية في المنطقة، يمارسون طقوسه القديمة على الرغم من انتشار المطاعم  , حيث تستغل العائلة العربية الحدائق العامة أو نصب الجندي المجهول أو أي بقعة خضراء في منطقة وادي عارة ومنشه والجلبواع  هذه المناطق باتت مكاناً ملائماً لممارسة طقوس العائلة العربية التقليدية القديمة الذي يبدأ مع مد البسط وافتراش الأرض ومباشرة النسوة بتحضير الطعام المتناسب بمكوناته مع مستوى العائلة الاقتصادي في حين إنَّ الرجال يقضون وقتهم بتحضير الفحم او بلعب الشدة وكرة القدم ورياضة المشي أما الأطفال الذين يملؤون بلعبهم المكان فإنه يوم الحرية بالنسبة لهم حيث لا دراسة ولا توجيهات من الأهل فهذا يومهم".
العامل الاقتصادي
ويكمل حسن كبها ويقول :"بينما يرى البعض أنَّ افتراش بعض الناس للبقع الخضراء أو في الحدائق والاحراشات هي بدائل وجدها ذوو الدخل المحدود، إلا أنَّ البعض الآخر وجدوا أنَّ الابتعاد عن الحياة التقليدية والابتعاد عن مشقة الحياة ونكهة التنزه والتمتع في الطبيعة في افتراش الأرض وليس بالجلوس في المطاعم".


مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
242013.67
BTC
0.52
CNY