الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 09:01

انطباعات .. حول الحقوق والواجبات


نُشر: 07/04/09 07:39

* جرح الجسد يداويه الطبيب وجرح القلب تداويه نعمة النسيان وجرح الفقدان يداويه الامتلاك

*  لماذا نلوم من لنا حق عنده على إهماله لحقوقنا.. بينما نهمل واجباتنا التي هي بلا شك حقوق للآخرين؟؟

* نحن أصحاب الجراح.. أهملنا الضمير مدير صرح الواجبات.. وتركناه في غرفة مكبوتة .. منسية.. في أحد دهاليز الذاكرة


سألني صديق.. من يداوي الجروح؟؟ فكرت ملياً ثم أطلقت العنان لترجمة أبجدية الفكر..
التئام الجروح محددٌ بنوع الجرح، فجرح الجسد يداويه الطبيب وجرح القلب تداويه نعمة النسيان وجرح الفقدان يداويه الامتلاك.. أما جرح المجتمع؟؟ هذا الجرح الجماعي النازف من خاصرتنا جميعاً.. لم يتطوع أحدنا بتطبيبه.. ومن يحاول ذلك.. نعلن عليه الحرمان.. فحين يصاب المجتمع بانفصام وانقسام.. نطبطب عليهِ بدواء ال\" كل شيء\" .. اللامبالاة..
حقوق المرأة.. حقوق الإنسان.. حقوق الطفل.. حقوق الرجل.. حقوق الزوج.. حقوق الزوجة.. حقوق النشر محفوظة لمؤلف هذا الكون..
ستون عام خلت.. لا نسمع فيها من كل أطراف مجتمعنا العربي إلا عن الحقوق.. فهذه جامعية حقوق الإنسان.. وتلك جامعية حقوق المرأة.. وهناك جامعية حقوق الحيوان.. وفي آخر الردهة تحت الأرض.. على يمين الأرشيف .. مكتب بلا نوافذ .. له باب تآكلت أخشابه.. يملأ أركانه الغبار.. والفئران.. ولافتة لم تزل معلقة من طرفها الأيمن على مسمار صدئ.. وقد وقعت من الطرف الأيسر بعد أن أعلن المسمار وفاته .. رجل عجوز لم يقابل الماء جسده منذ وقعة كربلاء... يحمل على صدره بطاقة نُقش عليها اسمه ووظيفته بخط عربي قديم.. \"السيد ضمير... مدير جامعية واجبات الإنسان\".
يا سادتي.. لو أننا نترك للفلسفة حيزاً صغيراً في حياتنا.. لتغلبنا على الكثير من النوائب..
نطالب بحقوقنا.. ثم نتهرب من واجباتنا ومسؤولياتنا..دعوني أستهل النقاش بسؤال.. لماذا نلوم من لنا حق عنده على إهماله لحقوقنا.. بينما نهمل واجباتنا التي هي بلا شك حقوق للآخرين؟؟
دعونا نربط بين القطبين.. الحق والواجب، فلنبحث جاهدين عن صلة وصل بين الحق والواجب..
واجب شخص تجاه آخر هو حق للآخر... وواجب الآخر تجاه الأول هو حق للأول.. إذاً لا شك أن لكل منا واجبات هي حقوق للآخرين.. ولكل منا حقوق هي واجبات الآخرين..
نبحث بعيداً عن إجابة وعن حقوق.. لو أن الأزواج لا يهملون واجباتهم تجاه بعضهم البعض.. لما احتجنا إلى حقوق الزوج وحقوق الزوجه.. لأن واجبات الزوج تجاه زوجته هي حقوق للزوجه.. وكذلك الأمر تجاه الزوج.. لو أن الإنسان لا يهمل واجباته تجاه أخيه الإنسان.. لما افتقدنا إلى حقوق الإنسان.. لو أن العابد لا يهمل حقوقه تجاه باريه.. لكانت الواجبات معروفة ضمناً .. ولما احتجنا إلى هذا الكم من بنود الحقوق..
ثم نعود إلى المجتمع.. إذا كان الفرد مهمل في أداء واجبه تجاه الجماعة.. فبأي حق.. ينتظر حقوقه الاجتماعية؟؟ على كل منا أن يحقق حقوق الغير حتى يستقبل حقوقه.. لسنا بحاجة إلى الديمقراطيات والقوانين المدنية .. حتى نطبق ما علمنا إياه التاريخ ..
مجتمعنا النازف هذا.. هو لافتة تعبر عنا.. فنحن أصحاب الجراح.. أهملنا الضمير مدير صرح الواجبات.. وتركناه في غرفة مكبوتة .. منسية.. في أحد دهاليز الذاكرة.. ثم دعونا الله أن ننسى.. لكأننا نمسح الخير من الوجدان عمداً.. فكيف سنصلح هذا المجتمع؟؟؟..
البغضاء والكره والحنق يملأ أنيابنا المستعدة لنهش وهتك الآخرين في أي لحظة تسنح لنا الفرصة.. ننتظر الاستغابة والنميمة.. كأننا ننتظر بريداً مستعجلاً من شخص على شفا
جرفٍ هارٍ.. ثم نقول.. \" لا حول ولا قوة إلا بالله\"  .. نلقي ببناتنا فلذات أكبادنا .. في ميادين الزواج.. لا يعرفن عن الزواج سوى متعة وأطفال .. لكأنهن يلعبن \" بيت بيوت\" ويصطحبن \"باربي\" إلى موائد الطعام حتى يطعمهن... ثم يجدن أنفسهن بين جدرٍ من الظلم واللاوعي.. وقلة الحيلة والهوان.. وكل هذا .. عملاً بقول قديم  \" البنات هم للمات .. وإن خلصنا من العار ما بنخلص من اللف علديار \" ... ثم نأمل ونحلم بجيل جديد واعٍ يخلص هذا المجتمع من ظلاميته وديجور دياميسه..
\" الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ\" .. لكننا نعمل بتوقيت شتوي بحت \" الأم مدرسة إذا زوجتها .. أمِنتَ عاراً مُظهر الأنياب\"..
ثم نقول.. \" لطفك يا رب \" ، نطالب بحقوق المرأة.. نستمع إلى محاضرات على المنصات.. ثم يعود المحاضر إلى بيتهِ.. وما إن يستشعر نقصاً بملح الطعام.. يعاجل زوجته بطبع بصماته على وجنتيها... نعم فهو الزوج.. وله حقوقه..
سيداتي آنساتي سادتي..  \" لا يغير الله ما في قوم  حتى يغيروا ما في أنفسهم\" .. سمعناها كثيراً ، نرددها كثيراً.. لكن قليلون هم من يعملون بها .. فلنبدأ كل واحد بنفسه، دستورنا وقوانيننا وقواعدنا بارزة .. وظاهرة للجميع.. لا نريد التكلم عن حقوق.. نريد أن نقوم بواجباتنا على أكمل وجه.. فحين يقوم كل واحد منا بواجبه على أكمل وجه تجاه الآخرين.. فكيف سيفتقد أي منا إلى حقوقه؟؟؟؟  ثم أختم بحديث شريف لسيدنا محمد عليه صلوات الله وسلامه : ( إن الله يحب إذا عمل أحدك عملاً أن يتقنه) صدق رسول الله .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.79
USD
4.06
EUR
4.74
GBP
242307.70
BTC
0.52
CNY